خاص «صدى الوطن»
نتيجة إصابة المرشَّح لرئاسة بلدية ديربورن توماس تافيلسكي بوعكة صحية (التهاب الحنجرة) تعذر إجراء مقابلة مصوّرة معه أسوة برئيس البلدية الحالي جون أورايلي، وتمت الاستعاضة عن اللقاء المصور بنشر إجابات رئيس مجلس بلدية المدينة على أسئلة الصحيفة قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات المقررة يوم السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، فجاءت إجابات تافيلسكي وفق التالي:
■ «صدى الوطن»: كيف تقيم الحملات السلبية في مسار هذه الانتخابات.. وأنت متهم بأنك من يقف خلف التغطية الإعلامية السلبية ضد رئيس البلدية الحالي. بماذا ترد؟
– حملتي كانت وما زالت تركز على القضايا التي تؤثر على ديربورن وحول كيفية إنفاق دولارات الضرائب التي ندفعها. أنا أقود حملة إيجابية تعبر عن هموم الناخبين في ديربورن. ونحن لسنا مسؤولين عن التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام في منطقة ديترويت. غير أن القضايا التي سلطت عليها وسائل الإعلام الضوء هي قائمة أصلاً وكانت تشكِّل خطاً أحمرَ للكثيرين حتَّى قبل وقتٍ طويل من قراري بالترشح لرئاسة البلدية. وقد كان قرار وسائل الإعلام المبادرة إلى الاتصال بي -كمرشح لرئاسة البلدية- للوقوف على وجهة نظري وموقفي من هذه القضايا.
■ البعض يقول إنك منقطع عن الجالية العربية الأميركية. ما هو السبب باعتقادك؟
– نشأتُ في الطرف الشرقي من المدينة وتلقيت التعليم في مدرسة مايبل وتخرجت من ثانوية فوردسون. أمي درست في مدرسة سالاينا الابتدائية خلال معظم مسيرتها التعليمية حيث أصرّت على البقاء معلمةً في سالاينا حتى عندما كانت أقدميتها بالمهنة تجيز لها العمل قرب المنزل. لقد تربيت على أكل الكبة النية وورق العنب كل حياتي. كما أنَّ أحد أجدادي هو لبناني والعديد من المستشارين في حملتي والمؤيدين هم من العرب الأميركيين. ورغم ذلك هناك دائماً أولئك الاشخاص الذين يحكمون على الآخر من دون معرفته حق المعرفة. ولا يسعني إلا أن أواصل القيام بما يمليه عليّ قلبي وما أعرف أنَّه هو الصواب.
■ منذ أن أصبحت ديربورن مدينة واحدة في عام 1928، يبدو الجزءان الشرقي والغربي مختلفَين جذرياً، فهل تعترف بالفرق في الخدمات والصيانة والبنية التحتية بين شطري المدينة؟ وكيف يمكن باعتقادك سد هذه الفجوة؟
– يمكننا ردم هذه الفجوات ببساطة عبر التفكير بأننا مدينة واحدة ولها مستقبل واحد. وعلينا أن نتذكّر بأنَّ تحقيق ذلك يتطلب معاملة عادلة ومتساوية لجميع المواطنين والأحياء السكنية. وللقيام بذلك، نحن بحاجة أيضاً إلى تشجيع كل سكان المدينة على القيام بمشاركة أوسع.
– كشفت صحيفتنا في تقرير لها أن نسبة الموظفين العرب الأميركيين الذين يعملون بدوام عمل كامل في البلدية لا تتجاوز 8 في المئة. لماذا باعتقادك العرب غير ممثلين كما يجب في حكومة المدينة؟
– أتذكر جيِّداً هذا التقرير. بالنسبة لي، أفضل وسيلة لزيادة مشاركة العرب الأميركيين وجميع السكان المهتمين بالعمل في حكومة المدينة، هي عبر تطوير وسائل تواصل البلدية مع السكان وبين السكان ومنظمات المجتمع المحلي للإعلان عن الوظائف المتاحة في البلدية. نحن بحاجة إلى جهد أكبر للتواصل مع السكان غير الممثلين بشكل كافٍ ولكنهم يرغبون في الخدمة. علينا أن نجعل الموظفين المحتملين للبلدية أكثر دراية وارتياحاً إزاء عملية التوظيف مع إمكانية توظيف متطوعين ثنائيي اللغة لتقديم المشورة والتوجيهات للمتقدمين للعمل.
– ما هو أهم مرسوم بلدي ساهمت في إقراره خلال مدَّة عضويتك في المجلس البلدي؟ وما هو المرسوم الذي عارضته ولكنه وجد طريقه إلى التطبيق على أي حال؟
– أعتقد أن أهم مرسوم أو برنامج ساهمت في إقراره هو التطبيق العادل والثابت لجميع قواعد البلدية في كافة أنحاء ديربورن بغض النظر عن العنوان أو مستوى الدخل. نحن بحاجة لعمل المزيد في هذا المجال ولنتأكد من أن كل دائرة بلدية هي شفافة وصديقة لخدمة السكان. كما أعتقد أنه من المهم أن نزيل العوائق أمام تواصل فعال مع السكان ورجال الأعمال. ولو لم نقم أنا وزملائي في المجلس البلدي، بإنشاء «مجلس مكافحة الإزعاج» واقلاق الراحة في العام الماضي، لكان الوسطان التجاريان (الداونتاون الغربي والشرقي) قد أصبحا مسرحاً للعنف والاضطرابات بشكل غير مسبوق. لقد وضع «المجلس» السياسات والإجراءات التي أسست المناخ الآمن والممتع في المدينة اليوم.
لقد قدت الحملة المناهضة لخطوة انتقال مقر بلدية ديربورن من المبنى التاريخي الواقع على تقاطع ميشيغن وشايفر. لم أكن معارضاً لمشروع «آرت سبيس» (الذي حل مكان البلدية)؛ لكنني كنت أعتقد أنه كان يمكن بناء هذا المشروع (مجمع سكني فني) في مكان آخر في محيط مقر البلدية وذلك من أجل الحفاظ على مستوى مقبول من كثافة المارة والحركة الاقتصادية.
– هل أنت راض عن المسار الذي تسلكه المدينة؟ أين ترى ديربورن ذاهبة وماذا ستفعل لتغيير ذلك؟
– أنا لست سعيداً بالتوجه الحالي لمدينتنا، وهذا ما حدا بي للترشح لمنصب رئيس البلدية. ولكن بالنسبة لي السبب الأهم من ذلك هو أن الآلاف من سكان المدينة غير سعداء بالتوجه الحالي في ديربورن. في الانتخابات التمهيدية التي جرت مؤخَّراً، صوَّت ما معدله 56 بالمئة من الناخبين في ديربورن لاتجاه مختلف. هذا مؤشر مهم جدَّاً. حملتنا أصغت لأصوات الناخبين ودافعي الضرائب في كل جزء من أجزاء ديربورن ممن يرغبون بوجود حكومة بلدية ورئيس للبلدية يستمع ويصغي لهم ويعمل معهم. حملتنا ناقشت ذلك بالعمق ولدينا خطة لإحداث تغيير إيجابي وطاقة متجددة. اسمحوا لي أن اعرضها هنا:
• إدارتي ستعمل مع شرطة ديربورن لتعزيز الأمن في الأحياء وتشجيع العلاقات الاجتماعية الإيجابية في كل جزء من المدينة.
• حيث نجد -نحن السكان- أن تعزيز التواصل ضروري وبنّاء، سوف أستعين بمبعوثين للمجتمع المحلي و/أو محطات شرطة صغيرة لتعزيز التواصل، إضافة إلى تقوية جمعيات الأحياء السكنية.
• السكان وأصحاب الشركات يرغبون برئيس بلدية يضيق الخناق على القيادة المتهورة. أنا انوي القيام بذلك عن طريق إنشاء مكتب خاص للمرور مهمته تعزيز الأمان في الشوارع.
• إدارتي ستعمل بنشاط مع المدارس والمؤسسات الدينية من أجل إنشاء برامج لمعالجة آفة تعاطي المخدرات واجتثاث جذورها عبر تقديم حلول ايجابية وعقوبات رادعة.
• كما قلت دائماً، سأتأكد من أن كل القواعد البلدية يجري تطبيقها بعدل وإنصاف.
• سأسعى بنشاط لقيام شراكات بين القطاعين العام والخاص، حسب الاقتضاء، من أجل تحسين أو إنقاذ الخدمات البلدية. هذه الاستراتيجية كان ينبغي اتباعها عندما قرر مكتب رئيس البلدية تفكيك وإغلاق المسابح العامة الصغيرة وإزالة نافورة «مياه مكتبة هنري فورد المئوية».
– ما هي رسالتك للناخبين؟ لماذا عليهم أن يصوتوا لك لا للمايور أورايلي؟
– أنا اعتقد مخلصاً أن أفضل أيّام ديربورن لا تزال أمامنا.
واجهتُ وسأستمر بمواجهة القضايا العالقة منذ زمن طويل، مثل عدم الإنصاف والعدل في تطبيق القواعد البلدية في وسط مدينتنا والأحياء. هذه المسألة لها أهمية خاصة لأنها تحبط وتعيق الاستثمار والإنماء وتثير الأحياء ضد بعضها البعض.
كذلك أظهر خصمي مراراً وتكراراً أنه يفتقر إلى الرؤية والحيوية لكي يقود ديربورن، والدليل أنَّي مع زملائي في المجلس البلدي قمنا نحن بتأسيس مجلس مكافحة الإزعاج، العام الماضي عندما كانت إحدى مناطقنا التجارية مهددة أمنياً. وأنا فخور بأني قدت هذا الجهد. الأكثر أهمية من كل ذلك، هو أنَّي سأبقى على اتصال مع سكان ديربورن وأصحاب الشركات التجارية كل عام، وليس فقط في عام الانتخابات.
Leave a Reply