ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يأتي برنامج تلفزيون الواقع “مسلمون أميركيون تماماً” الذي يعرض على قناة “تي أل سي” ليسلط الضوء على الحياة اليومية لخمس عائلات لبنانية مسلمة في منطقة ديترويت التي تضم أكبر تجمع عربي خارج الشرق الاوسط.
وقد عرضت الحلقة الأولى للبرنامج يوم الأحد 13 تشرين الثاني (نوفمبر) على أن يتم عرض ثماني حلقات، بواقع حلقة كل يوم أحد. ومنذ عرضه الأول أثار البرنامج ردود أفعال متناقضة بين مرحبة ومستاءة.
ويقدم البرنامج العائلات الخمس في مدينة ديربورن، وتشمل عائلة أمين التي شهدت الحلقة الأولى خطوبة ابنتها شادية على الأميركي الايرلندي جيف ماكديرموت، الذي اعتنق الاسلام. وعائلة عودة التي يستعد فيها الزوجان نادر ونوال لاستقبال مولودهم الاول. ونينا بزي العاملة في مجال تنظيم الحفلات الفنية والتي تواجه انتقادات من عائلتها المحافظة والمجتمع الذي تعيش فيه بسبب نيتها بافتتاح مشروع ناد ليلي. وعائلة أحد مساعدي شريف مقاطعة وين بيني نابليون ديربورن مايك جعفر مع زوجته وأطفالهما الاربعة، وعائلة فؤاد زبان، مدرب فريق كرة القدم في مدرسة “فوردسون” في مدينة ديربورن.
وللمرة الأولى في تاريخ أميركا، تتناول برامج تلفزيون الواقع عائلات مسلمة. وقد أثار العرض منذ بث حلقاته الأولى ردود أفعال مختلفة في الأوساط العربية والأميركية. واحتل البرنامج عناوين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في جميع أنحاء البلاد. إضافة إلى أن الحلقات الاجتماعية والدردشات اليومية لم تخلُ من الحديث عنه والاختلاف حوله.
فعلى الرغم من بساطة البرنامج الا انه أثار حفيظة وسخط الكثيرين من أبناء الجالية العربية الأميركية في ديربورن وديربورن هايتس، فاعتبرت أم محمد، 51 عاماً، أن البرنامج يسيء الى المسلمين ويسيء الى الطائفة الشيعية بشكل خاص.
وقالت: “هذا البرنامج مناف لقيم وعادات المسلمين ولا يمثل الوجه الحقيقي لمعتقداتنا ولو انهم طرحوا البرنامج على أنه يمثل خمس عائلات لبنانية لاختلف الأمر”.
من ناحيتها، قالت سيرين حماوي، 20 عاماً، “لقد كان من الأفضل تسمية البرنامج “المسلمون اللبنانيون الاميركيون” لأنه يمثل عائلات لبنانية مسلمة، في حين أن المسلمين في مدينة ديربورن متعددو الجنسيات والأعراق، فأين الفلسطينيون أو اليمنيون أو العراقيون أو الأفارقة؟”.
وأضافت: “أكثر ما يزعجني هو طريقة لباس نينا بزي ومشروعها بافتتاح ناد ليلي. فهذه الممارسات تعتبر من المحرمات في الدين الاسلامي، فأن تظهر نينا وتجاهر علنا بارتكاب المحرمات، ثم تدعي أنها تمثل المسلمين.. فهذا أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال”.
أما عماد، 35 عاماً، فاعتبر أن الحملة الاعلامية التي روجت للبرنامج كانت مبالغة جداً، وأظهرت البرنامج على أنه سيغير التعميمات السلبية السائدة حول المسلمين لدى الأميركيين، ولكن هذا الشيء لم يتحقق وهو ما أزعج الكثيرين من العرب والمسلمين. وقال “ان فكرة البرنامج ترفيهية وبسيطة جداً بينما عنوانه فضفاض ويعكس تصورا مختلفا حول رسالة البرنامج”. وأضاف: “المشكلة أننا كمسلمين نشعر دائماً أننا في حاجة الى الدفاع عن أنفسنا أمام الرأي العام الغربي، الأمر الذي يدفع الكثيرين الى ارتداء أقنعة مزيفة من أجل استرضاء الآخرين”.
واعتبرت ديانا يونس، 21 عاماً، أن البرنامج غايته ترفيهية لا أكثر ولا أقل، وقالت: “ان غاية برامج تلفزيون الواقع هي ادخال التسلية والمرح الى حياة المشاهدين اليومية، فليس من الضروري أخذه على محمل الجد بكل تفاصيله. وقد صور البرنامج عائلات مسلمة تشبهنا ولكن تعيش حياتها بطريقة مختلفة.. وفي كل الأحوال فمن الصعب تكوين صورة عامة عن الإسلام من خلال إظهار عدة عائلات”.
وأبدت يونس استغرابها من ردود الفعل الغاضبة وتساءلت: “هل كان المشاهدون يتوقعون الاستماع إلى محاضرة إسلامية حول القرآن الكريم”؟ وأكدت أن “هذا البرنامج يعكس صورة حقيقية عن مسلمين أفراد يعيشون في مدينة ديربورن.. وهي صورة أكثر صدقا من الصور الشائعة عن المسلمين والتي تقدمها وسائل الإعلام الأخرى”.
وتتابع الأميركية ليليان (27 عاما) التي تعيش في ديربورن هايتس، البرنامج مع صديقاتها وتقول: “سمعنا عن البرنامج قبل اطلاقه من خلال الصحف المحلية، وقد شوقتنا الفكرة الى متابعة حلقاته. فنحن نعيش في مجتمع متنوع فيه الكثير من المسلمين الذين نود معرفة المزيد عن عاداتهم وتقاليدهم”. وأضافت: “البرنامج مسلٍ وفيه معلومات لم نكن نعرفها سابقاً عن الصيام ووجوب ارتداء المرأة المسلمة للحجاب”.
يعرض البرنامج مساء الأحد، عند الساعة العاشرة، على قناة “تي أل سي”.
Leave a Reply