ديترويت
أحبطت هيئة محلفين في محكمة ديترويت الفدرالية، الأسبوع الماضي، مساعي وزارة العدل الأميركية لإدانة الطبيب الهندي الأصل، راجندرا بوثرا، وثلاثة أطباء آخرين، بتهم إدارة شبكة لتوزيع الحبوب المخدرة في منطقة ديترويت.
ورفض المحلفون جميع التهم الموجهة إلى الأطباء الأربعة، مما أتاح إخلاء سبيلهم فوراً بعد أن أمضوا ثلاث سنوات خلف القضبان بانتظار البت في قضيتهم.
وكان ممثلو الادعاء العام الفدرالي قد وصفوا بوثرا (80 عاماً) بأنه مروّج جشع للحبوب المخدرة، مشبهين المراكز الطبية التي يملكها بمطاعم «ماكدونالدز»، حيث كان بإمكان المرضى الحصول على العقاقير المسكنة عبر نافذة مثل مطاعم الوجبات السريعة.
في المقابل، نفى محامي الدفاع آرت وايز، مزاعم الادعاء، قائلاً إن موكله هو أخصائي مرخص لعلاج الآلام وقد ساعد كبار السن في التعامل مع الأوجاع التي لا تطاق عندما لم يفعل ذلك أحد.
وقال وايز «لقد جادلت أمام هيئة المحلفين بأن مطاعم «ماكدونالدز» لا تحاكم بسبب بيعها لشطائر الهمبرغر، كما لا تحاكم مطاعم «كنتاكي» لبيعها قطع الدجاج. وكذلك الأمر لا يجب أن يدان طبيب اختصاصي في معالجة الآلام بسبب قيامه بعمله وتحرير وصفات طبية للأشخاص الذين يعانون من الألم».
وفي ختام المحاكمة التي استمرت سبعة أسابيع، برأت هيئة المحلفين بوثرا والأطباء الآخرين من جميع التهم المنسوبة إليهم. وفي طريق عودته إلى منزله حراً، توقف بوثرا عند أحد مطاعم «ماكدونالدز» لتناول وجبته الأولى خارج السجن منذ 43 شهراً.
وقال وايز إن موكله أجهش بالبكاء لحظة صدور قرار المحلفين، مشيراً إلى أنه «لا يزال في حالة صدمة بعد أن فقد ثلاث سنوات ونصف من حياته دون داع»، علماً بأن بوثرا استأنف قرار احتجازه من دون كفالة، تسع مرات، لكنه كان يقابل في كل مرة برفض الادعاء الفدرالي خشية فراره إلى الهند.
يشار إلى بوثرا، هو جراح ومتبرع سخي من سكان بلومفيلد هيلز، وله سمعة طيبة في الهند حيث تعامل مع الأم تيريزا، وتبنى أحد الأطفال من ملجأ الأيتام الخاص بها فضلاً عن مساعدتها في بناء مستشفى محلي.
وكان بوثرا المدعى عليه الرئيسي في القضية التي وصفت بأنها واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في مجال الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث اتُهم هو وخمسة أطباء آخرين عملوا في عيادته، بالحصول على نحو 500 مليون دولار من بيع العقاقير المخدرة عبر عياداته الثلاث بمقاطعة ماكومب بين عامي 2013 و2018.
ووفقاً للادعاء العام الفدرالي، استغل المتهمون، برنامجي «مديكير» و«ميديكيد» للرعاية الصحية، عن طريق وصف أكثر من 13 مليون جرعة من الحبوب المخدرة بشكل غير قانوني على مدى خمس سنوات، بما في ذلك «أوكسيكونتين» و«فيكودين» و«هيدروكودون» و«بيركوسيت».
وزعم ممثلو الادعاء أن الأطباء جعلوا المرضى يدمنون على الحبوب المخدرة، وأجبروهم على الخضوع لإجراءات مؤلمة، مثل حقن المفاصل، من أجل الحصول على المزيد من الوصفات المسكنة، لكن تلك المزاعم لم تكن مقنعة لهيئة المحلفين، بالرغم من أن اثنين من الأطباء المتهمين في القضية كانا قد أقرّا بالذنب وشهدا ضد زملائهما أثناء المحاكمة، وهما أريك باكوس (68 عاماً) من بلومفيلد هيلز، ورونالد كوفنر (68 عاماً) من آدا، اللذين سيصدر الحكم عليهما يوم 25 آب (أغسطس) القادم.
أما الأطباء الذين رفضوا الاعتراف بالتهم المنسوبة إليهم وتمت تبرئتهم من قبل هيئة المحلفين، إلى جانب بوثرا، فهم: جانيو إيدو (53 عاماً) من ساوثفيلد، ديفيد لويس (44 عاماً) من ديترويت، وكريستوفر روسو (53 عاماً) من برمنغهام.
وفي تعليقها على قرار التبرئة الذي صدر بعد ثلاثة أيام من مداولات المحلفين، قالت المدعي العام الفدرالي في ديترويت، دون آيسون، في بيان: «على الرغم من الأحكام، فإن وزارة العدل الأميركية ملتزمة بمقاضاة المهنيين الطبيين الذين يسعون إلى الربح المادي من خلال الاحتيال على برامج الرعاية الصحية.
Leave a Reply