ترحيب واسع بين مسلمي أميركا بقرار المحكمةدالاس – أصدر محلفون أميركيون قرار لهم مطلع الأسبوع الماضي بتبرئة مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية الإسلامية في قضية كانت مثار اهتمام مسلمي أميركا لما اعتبره مراقبون أنه إجراءات تعسفية يمكن أن تتكرر بحق أي منظمة خيرية أخرى في أميركا. وقال المحلفون إن مؤسسة الأرض المقدسة «غير مذنبة» في قضية تتعلق باتهامات بالإرهاب لكنهم أصدروا قرارات مختلطة أخرى بشان اتهامات أخرى.وقال مهدي براي، المدير التنفيذي لمنظمة «جمعية المسلمين الأميركيين» (ماس) معلقا على قرار المحكمة «هذا يوم جيد لسيادة القانون. قام محلفون من مواطني مدينة دالاس برفض توسع الحكومة الفظيع في سلطاتها في هذه القضية ووضحوا بجلاء أن حرية التعبير ما زالت تحت الحماية في أميركا وان إطعام الأطفال الجوعى ليس جريمة، بمن فيهم الأطفال الفلسطينيين».يذكر أن الحكومة الأميركية حاولت في هذه القضية توريط حوالي 300 شخص ومنظمات إسلامية أخرى «كمتآمرين غير مدانين».وكانت منظمات عربية ومسلمة أميركية قد سعت بقوة لمعارضة القضية ومقاومة الوصف إنها «متآمرة» لما يسببه ذلك من تشويه لسمعتها.وقال براي الذي كانت منظمته مذكورة كأحد المتورطين «إن هذا التصنيف الجماعي لكل المنظمات الإسلامية يلطخ سمعة المنظمات الإسلامية المحترمة وقياداتها ولا يجب أن يسمح له بالاستمرار».يذكر أن التحقيقات في أنشطة مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية بدأت قبل هجمات 11 أيلول 2001؛ حيث كان مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) يقوم بالتجسس على هواتف المنظمة، لاشتباهه في أن تكون المنظمة تمثل الذراع الذي يقوم بجمع الأموال في الولايات المتحدة لصالح حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس)، والتي تصنفها الولايات المتحدة باعتبارها حركة غير شرعية.لكن شيئا لم يحدث ضد المؤسسة حتى تم سن «قانون الوطنية (المعروف باسم «باتريوت آكت») لاحقا، حيث منح وزارة الخزانة الأميركية سلطة توصيف المنظمات باعتبارها منظمات إرهابية وتجميد أرصدتها».وكان يخشى قبل قرار المحلفين اليوم انه إذا ربحت الحكومة الأميركية هذه القضية فسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحكم بإدانة منظمة خيرية في الولايات المتحدة.ويقول مراقبون إن القضية ربما تكون مؤشرا حاسما في تعامل الحكومة الأميركية مع مسألة تمويل ما تسميه واشنطن بالإرهاب في فترة ما بعد 11 أيلول، وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات شديدة من نشطاء حرية التعبير والمنظمات الخيرية الإسلامية نفسها حيث وصف هؤلاء طريقة تعامل الحكومة مع المؤسسات الخيرية بأنها غامضة وغير عادلة.من جانبها قالت كاي جوينين، وهي من معارضي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد المؤسسات الخيرية، أن أقصى ما كان يمكن تحقيقه للحكومة من القضية هو القول أن مؤسسة الأرض المقدسة قدمت دون علمها مساعدات إنسانية للمنظمات الفلسطينية، التي قدمتها بدورها إلى «الانتحاريين» كجزء من نفقات مساعدة للمحتاجين.وكانت وزارة العدل الأميركية تقول من جانبها إن مؤسسة الأرض المقدسة تأسست على يد حركة «حماس» لتكون «كيانا لجمع الأموال في الولايات المتحدة»، بحسب دين بويد، المتحدث باسم الوزارة.وتكمن القضية في «لجان الزكاة» التابعة لمؤسسة الأرض المقدسة، وهي اللجان التي يصفها بويد وهيئات رسمية إسرائيلية استعين بها في القضية بأنها ليست سوى أذرع لحركة «حماس».كما احتجت الحكومة في قضيتها ضد الأرض المقدسة بأنه حتى المساعدات الإنسانية إذا ذهبت إلى كيان ينتمي لحماس من بعيد فإن هذا في النهاية يشجع على الإرهاب، من خلال السماح لحماس بتوجيه الأموال في أماكن أخرى.لكن المنظمات الخيرية ومؤيديها يقولون إن الحكومة، في سعيها لكسب الإدانة ضد مؤسسة الأرض المقدسة، اعتمدت على أدلة معيبة تم تغييرها بشكل متعمد تلق معظمها من هيئات إسرائيلية لا تعتبر جهة محايدة.وقد تقدم محامو المؤسسة بطلب لرفض الدعوى على أساس أن ترجمة المباحث الفيدرالية (أف بي آي) لمحادثة جرت في 1996 باللغة العربية كان يتحدث فيها المدير التنفيذي للمؤسسة شكري أبو بكر؛ حيث تُظهر الترجمة أن تصريحات معادية لليهود صدرت عن بكر، لكن محامي الدفاع قالوا إن هذه الترجمة لا تعكس الحوار الصحيح الذي قاله بكر.ترحيب واسعورحبت منظمات إسلامية كبرى في الولايات المتحدة بقرار القاضي الأميركي تبرئة مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية من تهمة الارتباط بالإرهاب، بعد أن واجهت 197 تهمة، لم تثبت أي منها بحق المؤسسة الخيرية، وهو ما اعتبره مسلمو أميركا «هزيمة مذهلة» لدعاوى الحكومة الأميركية في القضية. وقد صدر قرار القاضي جو فيش، الاثنين الماضي، ببطلان المحاكمة، مبرئا بذلك المتهمين الخمسة من مسئولي مؤسسة الأرض المقدسة من تهمة دعم الإرهاب في الخارج، بعد فشل هيئة المحلفين في التوصل إلى قرار مجمع عليه في التهم الـ197 الموجهة للمؤسسة الخيرية، بعد 19 يوما من التشاور.وقال متحدث من هيئة المحلفين إن الأدلة كانت معقدة، وكان بعضها يعود إلى عدة سنوات، كما صدر بعضها عن مصادر لها أجندة غير معلومة، مثل أحد العملاء الإسرائيليين الذي لم يُذكر اسمه.وقال المحلف، ويُدعى ويليام نيل: «لقد كان هناك الكثير من الفجوات في الأدلة، حتى أنني أستطيع أن أقود شاحنة من خلالها، ويرجع بعضها (الأدلة) إلى 20 عاما».ومن جهته، وصف مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) قرار المحلفين بفساد الدعوى ضد مؤسسة الأرض المقدسة الخيرية بأنه «هزيمة مذهلة» لادعاء الحكومة الأميركية في القضية.واعتبرت منظمة «كير» أن عدم وجود قرار واحد بالإدانة في الاتهامات الـ197 التي وجهها لها الادعاء الأميركي فيما يتعلق بتمويل الإرهاب سوف يؤدي إلى تقوية إيمان الأوساط المسلمة بالنظام القضائي في أميركا.وقال برفيز أحمد، رئيس منظمة كير «بعد 19 يوما من المداولة لم يقدم المحلفون قرارا واحدا بالإدانة في أي من التهم التي قاربت 200 ضد هؤلاء الأشخاص، الذين كانت «جريمتهم» الوحيدة تقديم الغذاء والكساء والمأوى للنساء والأطفال الفلسطينيين».كما رحب مجلس الشؤون العامة الإسلامية (أمباك) بالقرار، داعيا الادعاء الأميركي إلى إعادة النظر في صحة توصيف أكثر من 100 من المنظمات والأفراد «كمتآمرين غير مدانين» في القضية. وكان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش قد أعلن تصنيف مؤسسة الأرض المقدسة، ومقرها دالاس بولاية تكساس، كمنظمة مرتبطة بالإرهاب، وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، ومنذ ذلك الحين تم تصنيف العديد من المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة بهذا التوصيف، وتم تجميد أرصدتها وإيقاف جميع عملياتها.
(أميركا ان أرابيك)
Leave a Reply