روزفيل
تخوض المحامية والناشطة الحقوقية الفلسطينية الأميركية هويدا عرّاف، الانتخابات التمهيدية لعضوية مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة 10» في ميشيغن، والتي تقع معظمها في مقاطعة ماكومب وتعتبر أكثر الدوائر الانتخابية تأرجحاً في ولاية البحيرات العظمى.
وتسعى عرّاف (46 عاماً) إلى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في جولة 2 آب (أغسطس) المقبل، بمواجهة كل من القاضي السابق في محكمة مقاطعة ماكومب كارل مارلينغا والمديرة السابقة لدائرة الصحة والخدمات الاجتماعية بمقاطعة ماكومب روندا باول وعضوة مجلس بلدية وورن أنجيلا روغينسوس والنائب السابق بمجلس ميشيغن التشريعي هنري يانيز.
وفي حال فوزها بالسباق التمهيدي للديمقراطيين، ستتأهل عرّاف ذات الميول التقدمية إلى انتخابات 8 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، لمواجهة الفائز من السباق الجمهوري بين جون جيمس –المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب– وتوني مارسينكوفيتش.
أما في حال فوز عرّاف بالجولة النهائية في نوفمبر، فإنها ستصبح ثالث نائب أميركي يمثل ولاية ميشيغن في الكونغرس، بعد الديمقراطية رشيدة طليب والجمهوري جاستن عمّاش.
دائرة متأرجحة
«الدائرة 10» المشكّلة بموجب الخرائط الجديدة التي اعتمدتها «اللجنة المستقلة لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية بميشيغن» أواخر العام الماضي، تتميز بنسيج ديموغرافي متنوّع يشمل الأميركيين البيض والسود والآسيويين واللاتينيين، فضلاً عن المتحدرين من أصول شرق أوسطية، حيث تحتضن مدن وبلدات الدائرة كثافة سكانية عالية للكلدان والعرب المسيحيين من العراق ولبنان وسوريا وفلسطين.
وتضم الدائرة الجديدة ذات الميول الحزبية المتأرجحة، المدن والبلدات الواقعة في النصف الجنوبي من مقاطعة ماكومب، وهي: وورن، ستيرلنغ هايتس، سان كلير شورز، روزفيل، إيستبوينت، فرايزر، سنتر لاين، يوتيكا، هاريسون، شيلبي، كلينتون، إلى جانب العاصمة الإدارية للمقاطعة، ماونت كلمنز، وجزء صغير من بلدة ماكومب.
كذلك تمتد الدائرة جزئياً إلى مقاطعة أوكلاند المجاورة غرباً، حيث تغطي مدينتي روتشستر وروتشستر هيلز.
ومنذ انتخابات العام 2016، يميل الناخبون في مدن وبلدات «الدائرة 10» إلى التصويت لصالح مرشحي الحزب الجمهوري بهامش ضئيل للغاية.
حملة عرّاف
تمكنت محامية الحقوق المدنية من فرض نفسها كـ«منافس جدي» في تصفيات الحزب الديمقراطي، بعدما نجحت بتحصيل الحصة الأكبر من التبرعات مقارنة بزملائها الديمقراطيين، والتي بلغت حتى 30 يونيو الماضي، زهاء نصف مليون دولار، تم صرف معظمها لتمويل وتنشيط حملة ميدانية تسعى إلى طرق أبواب الناخبين، من بيت إلى بيت، لاطلاعهم على عناوين الحملة التي تركز على مواضيع حقوق الإنسان والرعاية الصحية والقيادة المسؤولة ومكافحة الجريمة وتخفيض الأسعار وتطوير التعليم وتحديث البنية التحتية.
وفيما تمكنت حملة الجمهوري جيمس من جمع أكثر من 1.5 مليون دولار من التبرعات، أوضحت عرّاف بأن حملتها لا تركز على جمع المبالغ الطائلة، بقدر ما تسعى إلى تشكيل منصة فعالة لدعم الطبقة العاملة وتعريف الناخبين بحقوقهم الصحية والاقتصادية والسياسية وتشجيعهم على انتخاب قيادات سياسية مسؤولة.
ووصفت المرشحة التقدمية، التمويل الانتخابي المبالغ فيه –لاسيما من قبل المؤسسات العملاقة– بأنه أحد الأسباب الرئيسية وراء اختلال وظيفة المشرعين في واشنطن، وغياب صوت الناس الحقيقي عن مراكز صنع القرار، لافتة إلى أنها ترفض تلقي التبرعات الضخمة من الشركات لأنها ستنتهي إلى حرف حملتها عن مسارها الأصلي، وفق تعبيرها.
وأشارت عرّاف إلى أن حملتها تنطلق من الناس، وتتوخى تحقيق تطلعاتهم، مضيفة بأن أهم مؤهل يجب أن يتمتع به المرشحون لشغل المناصب الرسمية هو الالتزام بالعمل من أجل الناس.
وقالت عرّاف: «لقد قضيت حياتي كلها في خدمة الناس»، مشددة على أن ترشحها لعضوية مجلس النواب الأميركي يستند إلى رغبتها بحماية حقوق الأسر في ميشيغن بالحصول على وظائف أعلى أجراً، ومدارس أفضل، وأحياء آمنة، وبنية تحتية مناسبة، وهواء وماء نظيفين، وتغطية صحية كاملة.
وعبر صفحتها الشخصية على موقع «تويتر»، أكدت عرّاف بأن مسألة حقوق الإنسان تشكل محور حملتها الانتخابية، باعتبارها «بوصلة أخلاقية» للسياسات الأميركية الداخلية والخارجية، وقالت: «دعونا نصنع عالماً عادلاً، حيث يُعامل الجميع بكرامة واحترام».
وكانت عرّاف قد وُلدت في مدينة ديترويت لأبوين فلسطينيين مسيحيين هاجرا من أراضي 1948، وحلمت طوال طفولتها ويفاعتها بدراسة الطب البشري، إلا أنها عدلت عن خططها خلال المرحلة الجامعية، وقررت دراسة العلوم السياسية والحقوق، تحضيراً للالتحاق بالمنظمات والحركات الناشطة بمجال حقوق الإنسان، متأثرة بتداعيات الغزو على العراق، ومعاناة شعبها الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية الجائرة.
وتخصصت عرّاف في الدراسات العربية واليهودية في «جامعة ميشيغن–آناربر»، كما أمضت عاماً دراسياً في «الجامعة العبرية» بالقدس المحتلة، إضافة إلى دراستها للغة العبرية في إحدى المستوطنات الإسرائيلية (كيبوتس)، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في الحقوق من «جامعة واشنطن» بمدينة سياتل في ولاية واشنطن، مع التركيز على القانون الدولي وحقوق الإنسان، ورفع الدعاوى الخاصة بجرائم الحرب.
وشاركت عرّاف في 2001 بتأسيس «حركة التضامن العالمية»، التي اضطلعت بتدريب آلاف المتطوعين في العالم حول السياسات اللاعنفية وإعداد التقارير الخاصة بمجال حقوق الإنسان. كما ترأست «حركة غزة الحرة»، التي سيّرت سلسلة من السفن لكسر الحصار على قطاع غزة في عامي 2008 و2010.
وتعيش عرّاف مع زوجها، الناشط اليهودي آدم شابيرو، وابنيهما، في مدينة روزفيل.
Leave a Reply