كوبنهاغن – أصبح وصف المضادات الحيوية أو “الأنتي بيوتيك”، مثل شرب الماء بالنسبة لكثير من الأطباء. فغالباً ما تكون المضادات الحيوية أول ما يصفه الطبيب لمريضه دون التأكد من ضرورة وفعالية المضادات الحيوية، الأمر الذي له تبعات خطيرة على صحة الإنسان.
فقد دقت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، نواقيس الخطر ضد الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والذي يتم بلا أي اكتراث حسب المنظمة.
وجاء في بيان المنظمة الذي نشر الأسبوع الماضي في كوبنهاغن بمناسبة اليوم العالمي للصحة أنه “في حالة الاستمرار في استخدام المضادات الحيوية بلا هوادة ودون اعتبار للضرورات التي يستوجبها هذا الاستخدام.. فإن العودة للفترات التي سبقت هذه المضادات غير مستبعد لأنه حتى الجراثيم العادية نفسها ستصبح قادرة على مقاومة هذه المضادات مما يجعلها لا تستجيب للعلاج بها..”.
وحسب المقر الرئيسي للمنظمة في كوبنهاغن فإن 25 ألف شخص يموتون سنوياً داخل الاتحاد الأوروبي بسبب العدوى ببكتريا مقاومة للمضادات الحيوية والتي ينشأ معظمها أثناء العلاج في المستشفيات.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه إذا لم يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل موضوعي وعملي فإن الجراثيم الأكثر شراسة تظل حية وتستطيع التكاثر مرة أخرى مما يمكن أن يؤدي إلى نشأة فصائل أخرى من البكتريا التي لا يؤثر معها استخدام أي نوع من المضادات الحيوية.
وعن ذلك قالت رئيسة منظمة الصحة العالمية في أوروبا شوزانا ياكاب: “وصلنا إلى نقطة حرجة لأن مقاومة المضادات الحيوية المتوفرة وصلت إلى قدر غير مسبوق في حين لا يمكن توفير مضادات حيوية جديدة بالسرعة الكافية”.
ومن ناحيته، قال رئيس معهد “روبرت كوخ” الألماني إن استخدام المضادات الحيوية كسلاح ضد البكتيريا مهدد بالانتهاء بسبب تزايد مناعة البكتيريا ضد هذه المضادات الأمر الذي يزيد من قدراتها على الفتك بالبشر. وأضاف راينهارد بورغر الأسبوع الماضي بمناسبة اليوم العالمي للصحة “أرى أن خطر انتهاء المضادات الحيوية كعلاج كبير.. لقد أصبح سلاح المضادات الحيوية بارداً بشكل متزايد”.
وحسب اتحاد الصيادلة الألماني فإن واحدا من كل أربعة أشخاص مؤمن عليهم صحياً عولج بالمضادات الحيوية مرة على الأقل عام 2009.
ورأى روسلر ضرورة أن يفحص الأطباء مرضاهم للتأكد من عدم إصابتهم ببكتيريا مستعصية على المضادات الحالية قبل وصفها لهم.
كما أكدت وزيرة الزراعة الألمانية ايلزه أيغنر ضرورة مكافحة الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان وحذرت من استخدام المضادات الحيوية في علاج الحيوانات إلا في حالة الضرورة.
نبذة
اكتشف العالم المضادات الحيوية قبل أكثر من 100 عام وينتجها منذ نحو 70 سنة. والمضاد الحيوي هو عبارة
عن مادة أو مركب يقتل أو يمنع نمو البكتيريا. وتنتمي المضادات الحيوية إلى مجموعة أوسع من المركبات المضادة للميكروبات، وتستخدم لعلاج الالتهابات التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك الفطريات والطفيليات.
Leave a Reply