لانسنغ – أوصى مسؤولو وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، الأسبوع الماضي، بعدم ممارسة الجنس دون استخدام واقٍ ذكري أثناء الجماع، بعد رصد عدة إصابات بمرض نادر وخطير في الولاية، التي تشهد منذ خمس سنوات زيادة مضطردة في حالات الإصابة بأمراض منقولة جنسياً.
وأوضح المسؤولون الصحيون أن مرض «غونوكوكسيميا» Gonococcemia أو DGI ينتج عن الإصابة بالبكتيريا المسببة لداء السيلان Gonorrhea الذي من علاماته، ظهور نتوءات ومكوّرات بنّية اللون في أنحاء متفرقة من الجسم.
وأحياناً، لا تظهر أعراض الإصابة بالسيلان قبل انتشارها وتطورها إلى مرض «غونوكوكسيميا»، الذي يستدعي دخول المستشفى لتلقي العلاج، وقد يكون فتاكاً في حال إهماله، بحسب المتحدثة باسم الوزارة، لين سوتفين.
من أعراض DGI المحتملة: الحُمّى، الرعشة، ألم المفاصل، وتصلب وتورم الجسم. وقد تتطور الإصابة إلى التهاب المفاصل أو أعضاء داخلية حيوية مثل صمامات القلب أو العقم، كما يمكن أن تنتقل العدوى إلى الطفل أثناء فترة الحمل.
التحذير الحكومي، جاء بعد رصد إصابة ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و55 عاماً في مقاطعات كالامازو وسانت جوزيف وكالهون، وقد حثت –الأسبوع الماضي– خبيرة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتورة ساره ليون–كالو، سكان ميشيغن على «حماية أنفسهم من هذا المرض النادر والخطير ومن الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً عبر ممارسة الجنس بشكل آمن، بما في ذلك استخدام الواقي الذكري».
ولفتت سوتفين إلى أن جميع الإصابات الست بمرض «غونوكوكسيميا» في ميشيغن، خضعت للعلاج في المستشفيات، منوهة بضرورة طلب الرعاية الصحية العاجلة في حال ظهور أعراض المرض الذي يمكن علاجه بالمضادات الحيوية.
وأضافت أن عدوى السيلان قد تتطور إلى «غونوكوكسيميا» بسبب عاملين اثنين، وهما «قدرة الجهاز المناعي على احتواء العدوى من جهة، وقوة الفيروس وقدرته على الانتشار من جهة أخرى»، لافتة إلى أن بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطور المرض، خاصة النساء، والمصابين بمرض «الذئبة»، وفيروس نقص المناعة (الأيدز)، والذين يتعاطون حقن المخدرات، أو لديهم شركاء جنسيون متعددون.
أعراض السيلان
والجدير بالذكر أن السيلان –أصل DGI– لا تظهر أعراضه دائماً على المصابين. وفي حال ظهورها يُنصح بزيارة الطبيب فوراً لمنع تطور الإصابة.
وتنتشر العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، وعن طريق الممارسة بالفم ومن الشرج دون وقاية.
وبحسب «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، تشمل علامات السيلان الأولية لدى الذكور: حرقان وألم عند التبول، إفرازات صفراء أو خضراء من العضو الذكري، وألم وتورم في الخصيتين في الحالات الأقل شيوعاً.
أما لدى النساء، فنادراً ما تظهر أعراض السيلان. وفي حال ظهورها، فهي تتشابه مع أعراض التهاب المثانة أو المهبل، وتشمل ألماً عند التبول، زيادة في إفرازات المهبل، ونزيفاً متقطعاً بين الدورات الشهرية.
كما قد يصاب المستقيم بالتهابات سواء لدى الرجال أو النساء، ومن الأعراض: التبرز اللاإرادي وألم وحكة ونزيف في الشرج.
زيادة مقلقة
وتشير الأرقام الرسمية، إلى أن ولاية ميشيغن سجلت خلال العام 2018، ما لا يقل عن 16,992 إصابة بالسيلان، في زيادة متواصلة لأعداد المصابين للسنة الخامسة على التوالي، وفقاً لبيانات وزارة الصحة بالولاية.
في حين بلغ عدد الإصابات 10,553 حالة فقط عام 2013.
كذلك سجلت أمراض أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ارتفاعاً ملحوظاً في الولاية خلال الفترة نفسها، في مقدمتها، الكلاميديا والزهري.
ولفتت سوتفين، إلى أن ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض الجنسية في ميشيغن، يأتي في سياق اتجاه وطني، «ولكن يبدو أن إحدى المناطق الساخنة هي مقاطعة كالامازو» التي شهدت زيادة بنسبة 20 بالمئة في حالات السيلان بين 2017 و2018 (من 854 حالة إلى 1,027).
وأوضحت سوتفين أنه لا يمكن حصر الأسباب وراء ارتفاع الأمراض المنقولة جنسياً سواء في ميشيغن أو في عموم البلاد، لكنها أشارت إلى وجود «مجموعة من العوامل» التي تؤدي إلى زيادة تفشي الأمراض الجنسية، ومن ضمنها «عدم الالتزام باستخدام الواقي الذكري، وتعدد الشركاء الجنسيين؛ وانتشار تطبيقات المواعدة الإلكترونية».
Leave a Reply