واشنطن – كشف استطلاع للرأي أجراه مركز منتدى “بيو” للدين والحياة العامة أن نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن الإسلام يشجع على العنف انخفضت في السنوات الأخيرة، لكنها ما زالت أعلى مما كانت عليه عام 2002.
وقال 38 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن الإسلام يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى، في حين كان 45 بالمئة من الأميركيين يعتقدون بذلك قبل عامين، بينما كان 25 بالمئة من الأميركيين يعتقدون بذلك عام 2002 بعد عام واحد من هجمات 11 سبتمبر. وكان من أكبر حالات تراجع النسب انخفاض نسبة المحافظين الجمهوريين الذين يعتقدون أن الإسلام عنيف إلى 55 بالمئة من 68 بالمئة قبل عامين، أما بالنسبة لمن يعتبرون أنفسهم ليبراليين ديمقراطيين فلم ير هذا الرأي سوى 25 بالمئة فقط، وهي نسبة لم تتغير عما كانت عليه في آب (أغسطس) 2007.
وقال مركز “بيو” إن الإنجيليين البروتستانت البيض الذين لا يزالون قاعدة أساسية للحزب الجمهوري، أكثر ميلا إلى حد بعيد من الجماعات الدينية الأخرى إلى اعتبار الإسلام دينا يجنح نحو العنف، حيث يرى أكثر من نصفهم 53 بالمئة هذا الرأي، مشيرا إلى أنه في داخل الجماعات الدينية الأخرى فإن أقل من 40 بالمئة يعبرون عن هذا الرأي.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع ارتفاعا محدودا في نسبة المعرفة بالمعلومات الأساسية عن الإسلام على مدى السنوات الأخيرة، لكن كثيرين ما زالوا يجهلون أبسط المعلومات عن الإسلام. وحسب مركز “بيو” فإن أغلبية طفيفة من الأميركيين يعرفون أن اسم الإله عند المسلمين هو “الله”، ومثل هذه النسبة تقريبا تعرف أن القرآن هو الكتاب المقدس عند المسلمين، وعموما لا يستطيع 41 بالمئة من الجمهور أن يجيبوا الإجابة الصحيحة عن السؤالين معا، وفي العام 2002 كانت نسبة من يستطيعون الإجابة على السؤالين معا إجابة صحيحة 33 بالمئة، فيما لا يزال 36 بالمئة من الأميركيين لا يعرفون أيا من هاتين المعلومتين الأساسيتين في الإسلام.
ووفقا لنتائج الاستطلاع فإن معظم الأميركيين يعتقدون أن المسلمين يتعرضون للتمييز في الولايات المتحدة، حيث قال 58 بالمئة من الأميركيين إن المسلمين يتعرضون لكثير من التمييز في الولايات المتحدة، فيما قال بين 24 و26 بالمئة فقط إن الملحدين والمورمين يتعرضون للتمييز. ولم ير من استطلعت آراؤهم فئة أشد من المسلمين تعرضا للتمييز سوى ذوي الميول الجنسية المثلية من الرجال والنساء حيث رأى 64 بالمئة من الأميركيين أنهم يتعرضون لكثير من التمييز.
وقال المدير في مركز “بيو” للأبحاث مايكل ديموك “حقيقة إن اعتقاد الأميركيين بأن المسلمين يتعرضون لكثير من التمييز هو نتيجة مهمة، إنه وكأن الرأي العام ينظر إلى نفسه في المرآة وهناك قدر من التعاطف مع فئة تتعرض للتمييز”.
يذكر أن الاستطلاع أجري في كافة أنحاء أميركا وشمل أكثر من 4 آلاف شخص. وتأتي نتائج الاستطلاع التي نشرت قبيل الذكرى الثامنة لهجمات “11 سبتمبر” في وقت يحاول الرئيس باراك أوباما التواصل مع العالم الإسلامي والتصدي لتناقص التأييد الشعبي للحرب في أفغانستان مع ارتفاع عدد القتلى الأميركيين في المعارك إلى مستويات قياسية.
Leave a Reply