دمشق – رغم توتر العلاقات الروسية-الأميركية والرهانات السعودية على تعديل موازين القوى في الميدان السوري، إلا أن الحديث عن مؤتمر «جنيف ٢» ظل ماثلاً في خطاب وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا التي نفت أن يكون الأمير السعودي قد تقدم بعروض سخية لتغيير موقفها من الأزمة السورية.
وبعد يوم من قرار باراك أوباما بإلغاء قمته مع نظيره فلاديمير بوتين، كان جون كيري وسيرغي لافرورف يؤكدان على ضرورة التعاون بين البلدين لحل الملفات الكبرى، وقد أكد لافروف وجود تطابق في وجهات النظر مع نظيره الأميركي بشأن سوريا وضرورة عقد مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد تسوية سياسية للأزمة.
كما أكد لاحقاً نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاثنين الماضي، أن اجتماع الإعداد لمؤتمر «جنيف 2» سيعقد في نهاية آب (أغسطس) بمشاركة روسيا والولايات المتحدة.
ووفقاً لأقواله فمن المرجح أن يجري اللقاء في إحدى العواصم الأوروبية. وأشار إلى أن الغرض من هذا الاجتماع يكمن في مقارنة الملاحظات بشأن التنظيم للمؤتمر.
وفي سياق آخر، أكد مسؤول في وزارة الخارجية السورية الخميس الماضي ان دمشق تنتظر وصول بعثة مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية في الايام القليلة المقبلة وليس لديها ما تخفيه.
ويأتي هذا الاعلان بعد ساعات من تأكيد الأمم المتحدة أن مغادرة المفتشين باتت وشيكة، وذلك إثر موافقة الحكومة السورية على التفاصيل التي تم اقتراحها لضمان امن المهمة وفاعليتها.
الامر الذي اعتبره غاتيلوف موافقة سورية على استقبال فريق خبراء الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي دلالة على استعدادها لتوضيح مسألة هذا الاستخدام في الأراضي السورية.
من جهته، رأى رئيس هيئة قيادة الاركان الأميركية المشتركة، مارتن ديمبسي، ان التوقعات السائدة لحل سريع للأزمة السورية تتلاشى بل ان خروج الرئيس الأسد قد ينعكس اضطراباً وفوضى على البلد.
وتحدث ديمبسي للوفد الصحفي الأميركي المرافق له في تل ابيب التي يزورها، ونقلت عنه صحيفة «يو أس أي توداي» ان مصدر قلق الجانب الاميركي يكمن في مكانية سيطرة الايديولوجيات «والجماعات» المتطرفة على ما بدأ كنمط من التحرك الشعبي.
وأعرب رئيس هيئة قيادة الأركان الأميركية المشتركة عن اعتقاده «اننا اليوم اصبحنا افضل حالاً في ادراكنا واستيعابنا لطبيعة المجموعات المعتدلة عما كنا عليه قبل ستة أشهر خلت». وأضاف ديمبسي ان استمرار الازمة في سوريا «يهدد بإطلاق صراع اقليمي»، واصفاً الصراع بأنه متجذر «تاريخياً ودينياً وعرقياً».
الوضع الميداني
غطت الاشتباكات العنيفة العديد من المناطق السورية خلال الأسبوع الماضي، وفيما يواصل الجيش السوري حملته على المسلحين في ريف دمشق، اندلعت معارك بين الجيش والمسلحين في دير الزور ولاسيما حي الحويقة بدير الزور، كما قصف الطيران الحربي تجمعات للمسلحين في حويجة صكر والشحيل في المدينة.
وأكدت مصادر عسكرية سورية مقتل القائد العسكري العام لجبهة «النصرة» في المدينة مع عدد من المسلحين وقد أعلنت جبهة النصرة عن مقتل أميرها في حي الحويقة عماد حمودة الحمد وذلك خلال مشاركته في المعارك الدائرة هناك. وفي اللاذقية، استعاد الجيش السوري عدداً من القرى التي قام المسلحون باقتحامها في شمال اللاذقية، كما تحول الى الهجوم على مناطق للمعارضة في شمال المحافظة وشرقها.
وفي حمص، بدأ الجيش السوري يحضر لمعركتي شمالي المحافظة فيما يواصل عملياته في قلب المدينة القديمة حيث أعلن عن مقتل ١٣ مسلحاً في باب هود خلال مواجهاتٍ مع الجيش السوري، كذلك دمر الجيش مستودعاً للذخيرة والصواريخ قرب تلبيسة شمال المدينة.
وفي ريف حلب، تتجدد الاشتباكات بين المقاتلين الكرد ومسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وذلك مع انتهاء هدنة عيد الفطر. وفيما يتعلق بالاكراد هدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني السبت الماضي بالتدخل للدفاع عن اكراد سوريا في حال ثبوت تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات الارهابية في اطار الصراع الذي تعيشه سوريا منذ سنتين ونصف تقريبا. وقال «تقوم بعض وسائل الاعلام منذ فترة بنشر انباء عن قيام الارهابيين بالنفير العام ضد المواطنين الكرد وان ارهابيي القاعدة يتعرضون للاكراد المدنيين الابرياء ويقومون بذبح النساء والاطفال».
Leave a Reply