يقام فـي 51 آب على مسرح فورد للفنون
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
تشهد مدينة ديربورن منتصف شهر آب (أغسطس) القادم فعاليات المهرجان الكوميدي العربي الأميركي الثاني ويضم أربعة عروض مسرحية وفيلمين قصيرين، يجري حالياً الإعداد لها وتدريب الممثلين على آداء الأدوار المنوطة بهم، وتحكي هذه العروض المسرحية والسينمائية بمعظمها عن حياة العرب الأميركيين واهتماماتهم وقضاياهم وأسلوب حياتهم في قالب كوميدي، حيث يتم تناول هذه المواضيع بأسلوب ساخر محبب للمشاهدين العرب وسواهم.
«صدى الوطن» قامت بزيارة لموقع التمارين في مركز «فورد» للفنون والتقت بمخرج المسرحيات الأربع ومدير المهرجان مايك مسلّم وعدد من الممثلين الذين اعتبروا ان المسرح الكوميدي في الأوساط العربية الأميركية قوي ومميز برغم انه لم يمض على إنطلاقته أكثر من بضع سنوات.
مسلم قال لـ«صدى الوطن» ان «أحداث ما بعد 11 سبتمبر، لم تعد هي المحرك، إذ لا زال الشباب يكتشفون النكات من خلال مواقف يومية يواجهونها». وأضاف «لم أعد أتحدث عن التمييز الذي طالما عشناه بعد أحداث 11 أيلول، الوقت غير ملائم لذلك، جاء الوقت لأنسف التجربة العربية» هذه العروض تتحدث حقا عن إهتمامات الجالية.
الكتاب والكوميديون الذين يعدون للمهرجان الكوميدي يركزون حاليا أكثر على نكات من تفاصيل الحياة اليومية العاكسة للثقافة بما فيها من عادات وتقاليد وأفكار تختلف عن الثقافة الأميركية وكل الثقافات.
فالثقافة العربية تضم مخاوفا وطرقا في التعبير وشكوى الأمهات، فيما تتجلى في الآباء العرب صفة العناد، أما العرب المولودون في أميركا فقد تطورت لكنتهم في النطق بالإنكليزية والعربية في آن.
وهناك مواضيع اخرى تناقشها السهرات الكوميدية منها ان اتسام العرب بإنعدام الصبر وبالشعر الكثيف على وجوههم، بالإضافة الى اعتدادهم بعرقهم، كما تناقش الوصلات الكوميدية الروابط العائلية الوثيقة عند العرب.
النص الكوميدي ينشأ من واقع أن الشباب العرب الأميركيين ينظر إليهم خلال الأوقات العصيبة على أنهم أطفال مهاجرين من الشرق الأوسط في هذه البلاد، وهم في هذا فخورون كونهم يقاومون بل ويضحكون في عزّ الأزمات ويبتسمون لمن يضحك على مآسيهم، فهذا نوع من تقاسم المآسي المشتركة، المقاومة والإنتصار.
واعتبر مسلم ان «الآخرين تعلموا من ثقافتنا وساعدناهم على رؤية الأشياء من زاوية أخرى».
مهرجان «مزنا» الثاني للكوميديا العربية الأميركية جاءت فكرته من مهرجان نيويورك للكوميديا العربية الأميركية وعمره خمس سنوات، وسيتم إقامته في 15 آب القادم في ديربورن بمركز فورد للفنون.
ستيفن صالح مدرّس في ديربورن ولديه بعض الخبرة في التمثيل يلعب دور رجل أبيض إسمه دوغ متزوج من إمرأة عربية في أحد هذه العروض يلعب دوره بسخرية ليكشف عورات ويتم تسليط الضوء عليها بغية الإنتباه منها والتخلص منها.
من ناحيته يقول صالح (33 عاما) وهو أحد المشاركين في المهرجان الكوميدي «إذا كنت تسخر من نفسك وتضحك منها فأنت بالتالي تغسل نفسك ولا يبقى شيء يثير السخرية»، وأضاف أن الإنتقاد الذاتي يسحب من الآخرين فرصة التهكم عليك.
وأضاف صالح «الناس في الجالية غير معتادين على هذا الأسلوب من التعبير، فأنت لا تعلم شيئا عن شعورهم حين تعرض مسرحية كوميدية عربية».
أما طالب الدراما من آن آربر جيمس موسى ستيفيك، والده فلسطيني، تم تدريبه ليلعب دور مذيع أخبار في أحد الفضائيات العربية، قال إن تطور الكوميديا العربية الأميركية ساعد في توحيد الموزييك الإثني والديني داخل الجالية وخلق ثقافة عربية أميركية حقيقية ومتميزة.
ممثل كوميدي آخر هو علي بلدوغ (52 عاما) من ديربورن تم تدريبه للعب دور ساميا وهي موظفة في محل تجاري تتسّم بالعصبية وعدم الصبر. قال إنه حين لعب الدور استلهم شخصية عمته مريم، عقّب على ذلك مخرج المسرحية مسلّم «بأن هذا هو بالضبط ما نريده حين نخاطب الجالية من خلال مسرحياتنا». أضاف أن عرض السنة الماضية حاز على إعجاب كبير من الناس غير العرب أيضا «فقد ضحكوا على سكتش يصور توصيل البيتزا إلى البيوت، وختم قائلاً نستطيع أن نبني علاقات صداقة عبر تقديم العسل أكثر من الخلّ».
تجدر الإشارة إلى أن عروض مهرجان العام الماضي كان الأكثر فيها شعبية فيلم قصير لمخرج محلي هو مايك أسحق، وهو فيلم كوميدي عربي أميركي حصل على عدة جوائز، وتم عرضه الشهر الماضي في مهرجان هامترامك للأفلام، اسحق لديه عرضين آخرين في مهرجان السنة الحالية.
Leave a Reply