حسن عباس – «صدى الوطن»
شكلت معرفة معدل إقبال العرب الأميركيين على صناديق الاقتراع تحدياً كبيراً على الدوام، لعدم اشتمال بيانات التصويت على معلومات وافية حول أعدادهم وتوجهاتهم الانتخابية. ومع ذلك، لم يكن من الصعب ملاحظة أن الناخبين العرب الأميركيين صوّتوا بنسبة كبيرة للمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن بمواجهة الرئيس دونالد ترامب، في انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
ففي تحليل أجرته مؤسسة «ميد إيست واير»، للبيانات الانتخابية في ولاية ميشيغن، يظهر جلياً تفضيل المقترعين العرب لبايدن ليس فقط على ترامب وإنما أيضاً على المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة، هيلاري كلينتون، في انتخابات 2016.
وخلصت النتائج التي توصلت إليها «ميد إيست واير»، وهي مؤسسة إعلامية إلكترونية مقرها العاصمة اللبنانية بيروت، إلى جملة من النقاط، أهمها:
– في المدن الأربع الأعلى كثافة بالعرب الأميركيين في مقاطعة وين (ديربورن، ديربورن هايتس، ملفنديل، وهامترامك) أيّد 68 بالمئة من الناخبين بايدن، مقابل 30.6 بالمئة صوتوا للرئيس ترامب. وقد عاد الناخبون في هذه المدن إلى التصويت بكثافة لصالح المرشح الديمقراطي في سباق 2020، بعدما تراجعت أعدادهم بنحو ثلاثة آلاف صوت في انتخابات 2016، بالمقارنة مع انتخابات 2012، حيث صوّت لكلينتون 46 ألف تقريباً، فيما حاز باراك أوباما على قرابة 49 ألف قبل ثماني سنوات. أما نصيب بايدن فقد بلغ أكثر من 56.8 ألف صوت في المدن الأربع.
– في منطقة ديترويت عموماً، خرج أكثر من 43 ألف ناخب إضافي لدعم بايدن في المدن والبلدات ذات الكثافة العربية في الانتخابات الأخيرة، مقارنة بالأعداد التي أيدت كلينتون عام 2016. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار، أن الرئيس المنتخب فاز بولاية ميشيغن متقدماً على منافسه الجمهوري بنحو 150 ألف صوت، فيمكن استخلاص أهمية الدور الذي لعبه الناخبون العرب الأميركيون في ترجيح كفة المرشح الديمقراطي هذه المرة. علماً بأن كلينتون خسرت ولاية ميشيغن عام 2016 بأقل من 11 ألف صوت.
– على الرغم من أن الرئيس ترامب وسّع قاعدته الانتخابية في مدن ديربورن وديربورن هايتس وملفنديل وهامترامك، بحوالي ثلاثة آلاف صوت مقارنة بسباق 2016 وبعدد مماثل مقارنة مع أرقام المرشح الجمهوري السابق ميت رومني عام 2012، إلا أن حصته الإجمالية من نسبة الأصوات ظلت دون تغيير يذكر. أما بايدن، فقد تمكن من جمع ثمانية آلاف صوت أكثر من أوباما في 2012، ونحو ١٢ ألف صوت أكثر من كلينتون في 2016، بمجموع قارب 57 ألف صوت في المدن الأربع.
– أظهرت المعلومات المتوفرة أن 13,286 ناخباً دعموا بايدن في شرقي ديربورن ذات الكثافة العربية المرتفعة، أي بمعدل 80.85 بالمئة، مقابل 2,780 صوتوا لترامب، بمعدل (16.9 بالمئة). وفي حي الساوث أند بجنوب شرقي المدينة، حيث الكثافة اليمنية، حصل بايدن على 1,174 صوتاً، فيما نال ترامب 142 صوتاً فقط.
– في مدينة ستيرلنغ هايتس ذات الأغلبية الكلدانية والآشورية، تمكن بايدن من حصد ستة آلاف صوت أكثر من كلينتون 2016، وقد بلغ مجموعه في المدينة الواقعة بمقاطعة ماكومب 30,587 صوتاً، وهو رقم يفوق ما حققه أوباما في ستيرلنغ هايتس عام 2012، بأكثر من ألف صوت.
– وتظهر البيانات أيضاً أن ستيرلنغ هايتس ماتزال مدينة ذات أغلبية جمهورية، حيث حصل ترامب على سبعة آلاف صوت إضافي في انتخابات 2020، بالمقارنة مع انتخابات 2016، متفوقاً على بايدن بنحو ثمانية آلاف صوت.
– أما في مسح لنتائج مدن أخرى ذات جاليات عربية متنامية في منطقة ديترويت الكبرى، مثل وورن وفارمنغتون هيلز وبلومفيلد وتروي وبيرمنغهام، فقد تمكن بايدن من تسجيل أداء قوي متفوقاً على ما جمعته كلينتون وأوباما بحوالي 26 ألف صوت.
تجدر الإشارة، إلى أن «ميد إيست واير» استندت في تحليلها إلى البيانات والمسوحات التي أجرتها مؤسستا «داتا دريفن ديترويت» و«غلوبال ديترويت»، إضافة إلى المسوح الجزئية التابعة لبعض المؤسسات العربية الأميركية، مثل «أكسس» و«المتحف العربي الأميركي».
Leave a Reply