وفي اليوم الثامن عشر توج شعب مصر البهية ثورته بانتصار تاريخي عظيم.
تحقق الحلم، وسقط الفرعون عن عرشه مضرجاً بالخزي والخيبة، فانفجرت أرض الكنانة فرحاً واحتفالات بالسقوط المدوي لطاغية صم أذنيه طيلة ثلاثين عاماً عن مظالم شعب قدم له الفرصة تلو الفرصة، لكنه لم يفقه أن “للصبر حدود”.
ما أبلغ الشعوب عندما تقرر تلقين الحكام دروساً في التاريخ!
وما أغبى الطغاة عندما يزيّنون لأنفسهم أنهم ظلال الله على الأرض، ويمعنون في غيّهم كأن الزمن عبد من عبيدهم ورهن بنانهم.
وما أروع شباب مصر وشعبها في إتقانهم صنع هذه الملحمة التي رفعت رؤوس العرب في كل شبر من الأرض التي تصدح فوقها لغة الضاد.
من قال أن مصر هبة النيل؟ مصر هي هبة هذا الشعب العظيم الذي يشبه النيل في هدوئه الطويل لكنه يفاجأ الكون بفيضانه وتدفقه. هي هبة الفلاح والعامل والعالم والطالب والمهندس والطبيب.. هي مصر العراقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ والحضارة.
مصر أكبر، كانت وسوف تظل أبيّة على كل فراعنة السياسة وجبابرة العهود.
تحية إجلال لشباب مصر، ولشعب مصر. وإنحناءة احترام وتقدير لهذه الثورة النقية المباركة التي أعادت الى كل العرب، وأحرار العالم بأسره، مشاعر العزة والكرامة والثقة.
مبروك لمصر وشعبها هذا الانتصار العظيم لثورتها المظفرة، التي أحيت آمالنا بتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية، وإعادة الحقوق المسلوبة فوق كل أرض عربية من محيطنا الى خليجنا، ولسوف تشرق شمس الحرية مرة أخرى، من وراء غيوم الظلم والطغيان والبطش.
شكراً لثورة “٢٥ يناير” على صناعة الوعد مع الحرية والكرامة، والى وعود ومواعيد مع كل ظالم ومستبد.
من تونس الخضراء الى مصر البهية وكل أرض متعطشة الى قطرة من عدل سنظل ننشد مع شاعر الأحرار أبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
Leave a Reply