مع حلول السابع من أيلول الجاري تضيف “صدى الوطن” توقيعا جديدا على دفتر الزمن. هو عامها الأول ما بعد يوبيلها الفضي الذي لم تحتف به بالطريقة التقليدية، لكن الشهادات التي أمطرت صفحاتها قبل عام، كانت أكثر من كافية لنشعر بأن وفاء الناس لتجربتنا الإعلامية وتعلقهم بها لم يعد بحاجة الى اثبات.
ستة وعشرون عاما صار عمر “صدى الوطن”. يخالجنا شعور بأن عروس الإعلام العربي الأميركي التي تكحل عيون عشاق اللغة والتراث والثقافة نهاية كل أسبوع، تزداد ألقا، فيعظم في قلوبنا وعقولنا الاحساس بالمسؤولية للابقاء على هذا الألق عنوانا لكل لقاء بين صفحاتها وأيدي وعيون القراء الذين تتعاظم أعدادهم مع مرور كل أسبوع من دورة الإصدار.
ستة وعشرون من عمرنا، قد لا تكون شيئا كبيرا في قياس أعمار الصحف، لكن الرحلة التي قطعناها في هذا العباب الزاخر من وسائط الاعلام، والمصاعب التي كابدناها وتخطيناها بالاصرار والعزم على إبقاء شراع مركبنا مرفوعا في وجه الريح، تشعرنا بالفخر والاعتزاز، ونحن نرى ونلمس هذا التفاعل النبيل من أهلنا في هذا المغترب، مع تجربتنا التي ما كانت لتستمر وتنمو لولا الوفاء المتبادل بين الصحيفة وقرائها ومعلنيها.
ستة وعشرون عاما لانزال نشعر بعدها أن مهمتنا في الدفاع عن حقوق وقضايا أهلنا في هذا المنقلب من الأرض، لاتزال تكتسب أهمية خطيرة على ضوء التردي والتراجع اللذين تشهدهما ساحة الحقوق والحريات المدنية، في بلد الحريات الذي يخشى أنه لم يعد موئلالها مثلما كان على مر الحقب.
فهذه بعض الجماعات التي يحركها الجهل والتعصب تنتصب مجاهرة بعدائها للعرب والمسلمين وتستعد للاحتفاء بذكرى هجمات “١١ أيلول” بتنظيم حفلات احراق كتابهم المقدس، وتلك جماعات أخرى في طول البلاد وعرضها تتعرض لعملية غسل دماغ جماعية لترفض بناء مركز ثقافي اسلامي بالقرب من موقع الهجمات.
وبإزاء هذه الظواهر المقلقة لمجتمعنا العربي الاسلامي، لا يسعنا الا تأكيد التزامنا واظهار عزمنا على أن نبقى المنبر الذي ينافح عن عدالة قضايانا ويصد عن أهلنا كل أشكال الافتراءات وأساليب التنميط، والتنكيل بسمعتنا وانجازاتنا في مسيرة هجرتنا الطويلة التي أغنت هذا المجتمع الأميركي باسهامات باهرة على المستويات الثقافية والاقتصادية والانسانية.
وعاما بعد عام يتعزز لدينا شعور طاغ بأن “صدى الوطن” لم تعد مجرد مطبوعة تحضر وتغيب، وفق مصلحة أو هوى أو ظرف، إنها مرآة صافية لقضايا مجتمع عربي أميركي برمته، أمينة على تظهيرها بلا شوائب أو انكسارات، وهي فوق ذلك باتت ملكا لتلك الأماني والأحلام التي تزدحم في صدور الطامحين على دروب النجاح والتقدم من أبناء مجتمعنا، ونحن لا نملك إلا مواكبة طموحاتهم وانجازاتهم بالاهتمام الذي يليق بكفاحهم على تلك الدروب.
تحية تقدير ووفاء في عامنا السادس والعشرين الى كل قارئ ومعلن ومواكب ومنتظر لانتصاف يوم الجمعة ليلثم بعينه وجه “صدى الوطن” الذي نعاهد على ابقائه مشرقا في عيون كل المحبين والمهتمين لسنوات طويلة قادمة باذن الله.
“صدى الوطن”
Leave a Reply