واشنطن - وقع الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي قانون موازنة العام ٢٠١٦ البالغة 1.15 تريليون دولار، وكان من ضمنها بند يسمح بتخصيص ملياري دولار لإزالة المنازل المهجورة فـي عدد من المدن الأميركية أبرزها ديترويت التي كانت المحرك الرئيسي لإقرار هذا البند رغم العقبات التي واجهته فـي الكونغرس.
وكان رئيس بلدية ديترويت مايك داغن قد لعب دوراً أساسياً لحشد التأييد اللازم للبند الذي يسمح بتحويل المبلغ من «صندوق الأكثر تضرراً» الذي أنشىء لتعويض المدن المتضررة من انهيار السوق العقاري عام ٢٠٠٨.
وسبق أن تلقت ديترويت ١٣٠ مليون دولار من أموال الصندوق الفدرالي لإزالة آلاف المنازل والعقارات المهجورة، ولكن حصولها على المزيد كان بحاجة الى جهود حثيثة لاسيما وأن المشرعين الديمقراطيين كانوا مترددين بشأن تخصيص المليارين لاسيما فـي ظل الاقتطاعات التي فرضها الجمهوريون.
وقد حذر المشرعان عن ميشيغن، السناتور ديبي ستابينو والنائب دان كيلدي (فلنت)، من أن فرص إقرار البند قد تتراجع بسبب اختلاف الأولويات، وهذا ما دفع مايك داغن الى التحرك على أكثر من اتجاه والإتصال بعدد من الشخصيات البارزة فـي الحزب الديمقراطي للتدخل والمساعدة.
ونقلت صحيفة «ديترويت نيوز» أن داغن قام بالاتصال بالقس النافذ فـي واشنطن، جيسي جاكسون، بعد أن طلب منه الأخير الإتصال به عند حاجته لأية مساعدة.
وقال داغن للصحيفة «إتصلت به وشرحت له بإسهاب خطة إزالة المنازل المهجورة.. فقال لي: دعني أرى ما يمكنني فعله»، وأضاف داغن «بالفعل إتصل بي الساعة 11:30 مساء وقال لي: لديك الآن إلتزام».
وبعد نصف ساعة تلقى داغن إتصالاً من ستابينو نقلت فـيه تمرير زعيم الأقلية الديمقراطية فـي مجلس الشيوخ هاري رايد للبند الذي يوفر تمويل برنامج واسع لإزالة المنازل المهجورة فـي ديترويت وميشيغن وعدد من الولايات فـي أنحاء أميركا، وقد تم إقرار المشروع والذي ينص على قيام وزارة المالية بالإفراج عن 2 مليار دولار لصندوق المدن الأكثر تضررا ولكن دون الإشارة مباشرة الى إستخدام هذه الأموال فـي إزالة المنازل المهجورة، مع أن بعض العاملين على المشروع أكدوا أن معظم هذه الأموال ستذهب لتمويل برامج إزالة فـي ميشيغن وأوهايو وإنديانا وولايات أخرى، فـيما من المرجح أن تكون حصة الأسد من نصيب مدينة ديترويت التي ستكون قادرة على متابعة وتيرة برنامج إزالة المنازل والمباني المهجورة فـي أنحاء المدينة والتي يقدر عددها بحوالي 80 ألف عقار، وقد تمت ازالة ثمانية آلاف منها حتى الآن.
وكان داغن تصدى فـي تشرين الأول (أكتوبر) لمحاولات مجلس الشيوخ الإنقضاض لإحباط مساعي الإستفادة من صندوق المدن الأكثر تضررا، وقام مؤخراً بالإتصال برجل الأعمال البارز من ديترويت دان غيلبرت، وجيمي ديمون رئيس «جي بي مورغان تشايس بنك» للضغط على الجمهوريين بعدم عرقلة البند، وبدوره قام دايمون بالاتصال برئيس مجلس النواب بول راين وزعيم الأغلبية الجمهورية فـي مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وطالبهما بالمساعدة فـي تمرير مشروع القانون وبالفعل لم يعترضه الجمهوريون.
Leave a Reply