فاطمة هاشم
انقضى شهر أكتوبر، شهر التوعية بمرض سرطان الثدي الذي أفردت له وسائل الإعلام العالمية مساحات واسعة لتوعية وتثقيف النساء حول مخاطر هذا المرض الخبيث. أزيل اللون الوردي عن واجهات المراكز الصحية والمستشفيات والمستوصفات والتلفزيونات وغيرها، فيما يظل هذا المرض خطراً داهماً لا يمكن تفاديه إلا بالوعي .. والفحوص المبكرة.
فسرطان الثدي، مرض خبيث يصيب النساء غالباً، والرجال أيضاً، وقد توصل الأطباء بفضل الإنجازات العلمية الأخيرة إلى طرق علاج يمكن التغلب بواسطتها على المرض بسرعة وفعالية، بشرط الكشف عن الإصابة في مراحلها الأولى، بينما كان علاج سرطان الثدي في السابق يستدعي استئصال الثدي بالكامل، وقد أصبحت مثل هذه العمليات اليوم لا تجرى إلا في حالات نادرة، إذ توجد مجموعة واسعة من العلاجات المتاحة، على أن الانتباه المبكر إلى الأعراض والعلامات الدالة على السرطان يمكن أن تنقذ حياة المريضة بيسر وسرعة قياسية، فحين يتم الكشف عن المرض في مراحله الأولى مبكراً، تكون تشكيلة العلاجات المتاحة أوسع وأكثر تنوعاً، كما تكون فرص الشفاء التام منه كبيرة جداً.
وكل ما يتطلبه الأمر هو الوعي بمخاطر هذا المرض وإدراك أهمية الخضوع لفحوص دورية لاسيما لدى الفئات العمرية الأكثر عرضة لهذا المرض المميت في حال إهماله.
ينبغي هنا التذكير بأن هناك عوامل مساعدة للإصابة بالمرض، فمثلاً كلما تأخرت المرأة في الإنجاب، تعرض الجسم إلى المزيد من هرمون الإستروجين مما يرفع من نسبة الإصابة بالسرطان، فيما الولادة والرضاعة الطبيعية تحمي المرأة من الإصابة بهذا المرض الخبيث.
كما أن استخدام الأدوية الهرمونية مدة تزيد على عشر سنوات يؤثر سلباً على صحة الجسم خصوصاً هرمون الإستروجين وكذلك حبوب منع الحمل.
أما التعرض للأشعة خاصة المسلطة على منطقة الصدر، فإنه يؤثر سلباً على الخلايا، وهناك مسببات أخرى تسبب المرض كالسمنة والتدخين والمشروبات الكحولية، إذ تشير الأبحاث إلى أن النساء من سكان المدن أكثر عرضة أكثر للإصابة بالمرض بسبب التلوث البيئي بعكس سكان الأرياف.
كذلك فإن الحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في العلاج، فعلى المريضة أن تتعامل مع المرض كما لو كان مثل بقية الأمراض التي تصيب الجسم، والوثوق من الشفاء يبعد خطورة المرض. حماكم الله من كل مرض ومتعكم بالصحة والعافية.
Leave a Reply