حققت الولايات المتحدة إنجازا، في الشهر الماضي، بتمكنها من خفض معدل البطالة إلى مستوى 8,6 بالمئة، وهي النسبة الأدنى منذ آذار (مارس) 2009. ومن شأن الإعلان عن تراجع البطالة أن ينعش آمال الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يجتهد وحزبه الديمقراطي لإبراز الإنجازات التي تحققها إدارته، وخاصة في الجوانب الاقتصادية التي تهم المواطنين، وذلك بهدف السعي للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة العام المقبل. وأفادت وزارة العمل الأميركية في بيان صدر الجمعة الماضي أن معدل البطالة تراجع عن مستوى الـ9 بالمئة التي سجلت قبل شهر واحد. وقدرت الوزارة عدد العاطلين عن العمل في الشهر الماضي بنحو 13,3 مليون شخص، أي أقل بنحو 600 ألف شخص من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وحسب معطيات الحكومة الأميركية فإن معدل البطالة الأميركي ظل قرب مستوى 9 بالمئة لعدة أشهر، ليتذبذب ما بين 9 و9,2 بالمئة منذ نيسان (أبريل) الماضي، فيما كان خبراء اقتصاد يتوقعون أن يستمر في الارتفاع. وإثر إعلان وزارة العمل، صرح أوباما بأن الاقتصاد الأميركي بحاجة للحفاظ على استمرار هذا النمو، مطالبا الكونغرس ببذل المزيد من العمل لتدعيم إيجاد الوظائف وتخفيض الضرائب على الرواتب بالنسبة للعاملين الأميركيين.
غير أن أوباما لفت إلى أن عدد الوظائف التي وفرت الشهر الماضي تبقى قليلة، مطالبا بجهود إضافية لمواصلة تقليل البطالة بدرجات أكبر، مشيرا إلى أن نحو نصف الانخفاض فقط يعود إلى النمو في التوظيف والنصف الآخر يعود لأشخاص خرجوا من دائرة طلب الوظائف. وشهد القطاع الخاص نمو الوظائف في مجالات تجارة التجزئة والترفيه والفندقة وخدمات الأعمال والرعاية الصحية. ورغم تراجع البطالة إلا أن الشهر الماضي قد شهد انكماش عدد العاملين الحكوميين ليواصل اتجاهه التراجعي منذ ثلاث سنوات، إذ تناضل حكومات الولايات والمحليات في ظل ميزانيات مقيدة للغاية وسط اقتصاد مترهل وإيرادات ضريبية ضعيفة ).
Leave a Reply