تراجعت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة في شهر تشرين الاول (أكتوبر) بحدة وبشكل غير متوقع، مع تخوف الاميركيين بشأن مستقبل وظائفهم. وهبط مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة “كونفرنس بورد” الى 47،7 نقطة من 53،4 نقطة في ايلول (سبتمبر). وكان المحللون يتوقعون الا يطرأ تغيير على المؤشر او حتى ان يرتفع قليلا.
كما اظهر احد المؤشرات الرئيسية ارتفاع اسعار البيوت اكثر من المتوقع في اب (أغسطس) الماضي. واثرت ارقام ثقة المستهلكين السلبية على اسعار الاسهم فهبط مؤشر داو جونز بنسبة 0،2 بالمئة فور صدور الارقام. وقالت مؤسسة “كونفرنس بورد” ان ارتفاع معدلات البطالة لعب “دورا رئيسيا” في في تراجع ثقة المستهلكين. وكانت الارقام الصادرة في وقت سابق اظهرت وصول معدل البطالة في الولايات المتحدة الى اعلى مستوياته في 26 عاما ليصل الى نسبة 9،8 بالمئة في أيلول. كما تلقي الارقام بظلال الشك حول مدى قوة الانفاق الاستهلاكي في موسم اعياد الميلاد هذا العام. وقال لين فرانكو مدير الابحاث في “كونفرنس بورد”: “لا يزال المستهلكون متشائمين حول دخولهم في المستقبل، وهو ما قد يؤدي الى قلة الانفاق في موسم العطلات”. ويشكل انفاق المستهلكين نحو 70 بالمئة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، لذا فان ضعف الانفاق قبل اعياد الميلاد مباشرة قد يكون له تبعات سلبية على الاقتصاد الاميركي. والحد الادنى الذي يدل على نشاط اقتصادي جيد هو وصول مؤشر ثقة المستهلكين الى 90 نقطة.
الا ان ارقام قطاع العقار الاميركي كانت افضل. فقد ارتفع مؤشر اسعار البيوت “ستاندرد اند بورز/كيس شيللر” بنسبة 1،2 بالمئة في آب مقارنة بتموز. وان ظلت الاسعار اقل بنسبة 11،4 بالمئة عنها في آب 2008. الا ان المحللين لم ينساقوا في التفاؤل بتلك الارقام مفترضين ان الارتفاع الاخير في اسعار البيوت انما يعود للتخفيضات الضريبية. وقال بيير اليس من شركة “ديسجن ايكونوميكس”: “الصورة حتى الان هي ان الاسعار وصلت الى ادنى مستوياتها وبدأت في التعافي على نطاق واسع”. واضاف: “والسؤال الان هو ما اذا كان الارتفاع سيبقى مع زيادة البطالة ونهاية الدعم للمشترين لاول مرة”.
Leave a Reply