رغم الارتفاع الصاروخي لجرائم العنف في عموم المدن الأميركية الكبرى
ديترويت
بينما سجلت معظم المدن الكبرى في الولايات المتحدة أرقاماً قياسية وزيادات حادة لجرائم القتل خلال العام 2021، شهدت جرائم القتل في ديترويت تراجعاً بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وفقاً للإحصاءات الأولية لشرطة المدينة.
وسجلت المدينة، خلال العام الفائت، مقتل 309 أشخاص مقابل 324 قتيلاً في العام 2020. كما انخفض عدد الجرحى بحوادث إطلاق النار بنسبة 9 بالمئة، ليصل إلى 1,065 مصاباً في العام 2021.
وقال جيمس وايت، قائد شرطة ديترويت، «مع مستوى الجريمة العنيفة الذي ما زلنا نراه، لن نجلس هنا ونقول إن هذا رائع، وسنبدأ في التباهي بإحصائياتنا»، مستدركاً بأنه «من وجهة نظر معيارية، توضح لنا الأرقام أن ما نقوم به فعال، لذا يمكننا الاستمرار في القيام به».
كذلك، تراجعت عمليات السطو المسلح بنسبة 9 بالمئة، بينما تم الإبلاغ عن 216 حادثة خطف للسيارات تحت تهديد السلاح، بزيادة حادثة واحدة عن العام 2020، وفقاً للإحصاءات الأولية.
أما حوادث الاعتداء الجنسي فارتفعت بنسبة 17 بالمئة مقارنة بالعام السابق، لكن وايت جادل بأن البيانات «مشوهة» لأنه تم الإبلاغ عن رقم قياسي منخفض من هذا النوع من الحوادث خلال العام 2020 «بسبب قيود فيروس كورونا التي منعت المعلمين والأطباء وغيرهم من اكتشاف علامات سوء المعاملة التي قد يتعرض لها الأطفال والنساء من قبل الأقارب والمعارف»، بحسب صحيفة «ديترويت نيوز».
وقد تم الإبلاغ عن 736 اعتداء جنسي في العام 2021، ارتفاعاً من 629 في 2020. أما العام 2019، فقد شهد 952 حادثة، مقابل 988 في 2018.
وتظهر البيانات الأولية أن جرائم العنف –آنفة الذكر– بلغ مجموعها خلال العام الماضي 14,649 حادثة، بزيادة 61 حادثة عن العام 2020.
أما جرائم الممتلكات فارتفعت بنسبة 3 بالمئة مقارنة بالعام السابق. وقد سجلت أكبر زيادة في حوادث سرقة السيارات التي زادت بنسبة 19 بالمئة.
ومن المتوقع أن تصدر إحصاءات الجريمة الرسمية لعام 2021 هذا الأسبوع، على الرغم من أن وايت قال إن الأرقام لن تتغير على الأرجح فعلياً.
ويأتي انخفاض جرائم القتل وغيرها من الجرائم العنيفة بديترويت في الوقت الذي حطمت فيه مدن كبرى مثل أتلانتا وفيلادلفيا ولويزفيل وميلووكي وتوسون وبورتلاند وكولومبوس وتوليدو، أرقامها القياسية في عدد القتلى السنوي. كما أبلغت مدن أخرى بينها شيكاغو ونيويورك ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو وهيوستن، عن زيادات حادة في جرائم القتل خلال العام 2021.
ويواصل وايت جهود سلفه، قائد شرطة ديترويت السابق، جيمس كريغ، في مكافحة معدلات الجريمة في المدينة التي عانت لعقود طويلة من الإهمال الأمني.
وعند توليه المنصب، قال وايت مطلع حزيران (يونيو) الماضي، إنه وضع هدفاً لأقسام الشرطة المتوزعة على مختلف أنحاء المدينة، للحد من حوادث إطلاق النار والقتل بنسبة 10 بالمئة على الأقل، خلال النصف الثاني من العام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وفي الفترة الممتدة من يونيو إلى كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، انخفض عدد حوادث إطلاق النار بنسبة 24 بالمئة في عموم ديترويت، وكل أقسام الشرطة حققت الهدف المنشود في منطقتها، باستثناء القسمين التاسع والحادي عشر، الواقعين في شمال شرقي المدينة.
وشهدت منطقة «القسم 9»، التي تغطي الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، أكبر عدد من جرائم القتل خلال العام الماضي، بمصرع 42 قتيلاً، مقابل 50 في العام السابق. كما شهدت المنطقة نفسها أكبر عدد من حوادث إطلاق النار مقارنة ببقية أحياء المدينة، حيث ارتفع عدد الجرحى إلى 186 مصاباً، وهو ضعف الرقم المسجل في 2020.
في المقابل، سجل «القسم 7» على الجانب الشرقي من الداونتاون، و«القسم 12» في شمال غربي المدينة، انخفاضاً بنسبة 17 بالمئة في جرائم القتل، وهو أكبر انخفاض شهدته المدينة.
أما أكبر انخفاض في عدد الإصابات الناتجة عن حوادث إطلاق النار فقد سجل ضمن منطقة «القسم 4» في جنوب غربي ديترويت حيث انخفض عدد الجرحى بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وقال وايت: «لقد ركزنا حقاً على المجتمع»، مضيفاً: «أعرف أن هذا يبدو مبتذلاً، لكننا بذلنا قدراً كبيراً من الجهد في التعاون مع السكان والوكالات الأخرى، كما نشرنا الكثير من عناصر الشرطة ليصبح وجودهم أكثر وضوحاً في الأحياء».
وتابع بأن زيادة انتشار الشرطة في الأحياء ساهم بشكل كبير في الحد من معدلات الجريمة، موضحاً أنه «إذا رأى الناس الشرطة، سيكونون أقل ميلاً لارتكاب جريمة».
وأضاف أن هناك عدة عوامل ساعدت على الحد من جرائم العنف في ديترويت، بما في ذلك زيادة تدابير السيطرة على الحشود خلال الصيف، حيث أعلن وايت ورئيس البلدية، مايك داغن، في يونيو الماضي، عن خطط للقضاء على «جو الحفلة» في الحدائق والأحياء. وأذن لشرطة المدينة بدفع أربعة آلاف ساعة عمل إضافي أسبوعياً لعناصر الشرطة بهدف احتواء التجمعات العامة، فضلاً عن ألفي ساعة إضافية للتعامل مع القيادة المتهورة والاستعراضية في شوارع ديترويت.
وقال وايت: «أنا مقتنع بأن ساعات العمل الإضافي هذه ساعدت حقاً في منع الكثير من الجرائم العنيفة». وأردف: «كنا قادرين على تفريق الكثير من سباقات السرعة غير الشرعية والتجمعات الكبيرة قبل أن تبدأ، وأعتقد أننا بذلك تجنبنا الكثير من المشاكل».
وأكد قائد شرطة ديترويت الثالث والأربعين في تاريخ المدينة، أنه من المقرر تنفيذ المزيد من المبادرات خلال العام 2022. وقال: «سنطلق إستراتيجية سلامة المجتمع في غضون أسابيع قليلة وسنصدر إستراتيجية لكل منطقة». وأضاف: «سنستمر في السماح لقادة الأقسام بالتوصل إلى طرقهم الخاصة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات لأن كل منطقة متفردة ولها احتياجات مختلفة».
Leave a Reply