نِك ماير – «صدى الوطن»
عمّت أوساط العرب الأميركيين موجةٌ من الاستياء والحنق على تراجع عضو الكونغرس ديبي دينغل –الأسبوع الماضي– عن دعم مشروع قرار يمنع إسرائيل من إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على اعتقال الأطفال الفلسطينيين، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف في سجون الاحتلال.
النائبة الديمقراطية المعروفة بصداقتها الوطيدة مع الجالية العربية التي تتركز في دائرتها الممتدة من ديربورن إلى آناربر، كانت بين النواب الراعين لمشروع القرار الذي حمل الرقم 2407، والذي تقدمت به النائبة بيتي مكّولوم (ديمقراطية–مينيسوتا)، وحاز دعم قرابة عشرين نائباً بينهم النائبة الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب (ديمقراطية–ديترويت).
إلا أن دينغل أعلنت لاحقاً أنها لم تعد مؤيدة لمشروع القرار السالف الذكر، مشيرة في بيان إلى أنها بعد التحدث مع العديد من الناس في مجتمعها، فقد شعرت بأن مشروع القانون «سيؤدي في نهاية المطاف، إلى نتائج عكسية فيما يخص التوصل إلى حل سلمي يقوم على أساس حل الدولتين، في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».
وأشارت إلى أن قرارها جاء في إطار رفضها للخطوات الأحادية في التعامل مع الصراع، «لأنها تضر بحظوظ تحقيق السلام»، لافتة إلى أن سجلها في الكونغرس «يتحدث عن نفسه»، بشأن موقفها من الصراع.
وأضافت: «سأستمر في العمل والاستثمار في السياسات التي تعالج أوضاع حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، والعمل نحو (تحقيق) السلام».
من جهة أخرى، يؤكد مؤيدو مشروع القانون، أن الهدف من إقراره «بسيط للغاية»، ويتلخص في منع إسرائيل من إنفاق دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على اعتقال حوالي 700 طفل فلسطيني سنوياً، بحسب تقرير لموقع «ميدل إيست آي» اللندني.
توضيح
يوم الأحد الماضي، لبّت دينغل دعوة «دار الحكمة الإسلامية» بمدينة ديربورن هايتس لتوضيح الأسباب التي حملتها على تغيير موقفها من مشروع القرار، أمام حوالي ثلاثين ناشطاً حقوقياً ومدنياً.
ووفقاً للشيخ محمد علي إلهي، إمام «دار الحكمة»، فإن دينغل قالت إنها على يقين بأن مشروع القانون الذي يدعمه حوالي 20 نائباً لن يمرّ في مجلس النواب، ولذلك فقد قررت توظيف طاقتها في مكان آخر لدعم مستقبل الأطفال الفلسطينيين، من خلال العمل على تحقيق حل الدولتين.
وأضاف إلهي أن الحاضرين عارضوا دينغل مؤكدين لها أن الاحتلال الإسرائيلي المدان دولياً– مستمر في الانتشار، وأن حل الدولتين فقد أهميته في هذا الوقت.
وكان إمام «دار الحكمة»، قد ذكر الحضور بالمأساة الإنسانية التي تلحق بملايين الأطفال في اليمن والبلدان الأخرى التي تعاني من ويلات الحروب.
بدوره، أكد الناشط الفلسطيني أحمد أبو زنيد أن «حل الدولتين.. انتهى»، مضيفاً أن دينغل سحبت دعمها لمشروع القرار في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن عن ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.
خيبة الأمل من موقف دينغل اعترت جميع الحاضرين، إذ أعرب رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» (أي سي آر أل)، ناصر بيضون، عن عدم رضاه عن قرار دينغل. وقال: ديبي صديقة لنا منذ أمد بعيد، لكننا لا نوافق على هذا القرار، ولقد أوضحنا رأينا فحسب»، مستدركاً بالقول «إننا سنواصل التعاون من أجل تحقيق الأفضل للشعب الفلسطيني».
كما أعرب الناشط والكوميديان الفلسطيني عامر زهر عن شعوره بالخذلان والمرارة من موقف دينغل، وقال إن النائبة الديربورنية خذلت مجتمعها لعدم تبنيها موقفاً مبدئياً وأخلاقياً تجاه أكثر السكان ضعفاً وتعرضاً للقمع في العالم، في إشارة إلى أطفال فلسطين المحتلة.
زهر، الذي يترأس منظمة «الجيل الجديد من أجل فلسطين»، أضاف: «إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة، والكثيرون منا غاضبون». وتابع: «لقد توقعنا منها المزيد من المواقف الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني». مؤكداً أن «حماية الأطفال بشكل خاص.. لا ينبغي أن تخضع لحسابات سياسية، إنه موقف يجب اتخاذه.. لأنه الموقف الصحيح».
وأكد: «الوقوف معنا ليس وظيفة بدوام جزئي، إنه سلوك أخلاقي بدوام كامل، لذلك لن ندافع عن هذا النوع من المناورات.. حتى لو كانت تفعل الشيء الصحيح في معظم الأوقات الأخرى».
وختم بالقول: «إنها لم تتشاور مع منظمة «الجيل الجديد من أجل فلسطين»، وهي المنظمة الفلسطينية الوحيدة في دائرتها الانتخابية» وفق تعبير زهر.
Leave a Reply