نيويورك – في ظل مخاوف بشأن النمو الإقتصادي شهدت تعاملات بورصة نيويورك، الأسبوع الماضي، تراجعاً حاداً حيث وسع مؤشر «داو جونز» الصناعي من خسائره في تعاملات الثلاثاء الماضي محققا أكبر وتيرة تراجع يومي له منذ ٢١ حزيران (يونيو) بعد هبوطه 1,9 بالمئة (خسارة ٢٤٣ نقطة)، ليكون ثالث أسوأ أيامه هذا العام، فيما هبط مؤشر «أس آند <ـي 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 1,65 بالمئة، وتراجع مؤشر «نازداك» التكنولوجي 1,2 بالمئة.
وعززت نتائج الربع المنتهي في ٣٠ أيلول (سبتمبر)، والتي جاءت دون التوقعات لشركات ذات ثقل في أكبر اقتصادات العالم بالإضافة إلى ارتفاع الدولار، حدة التراجع في بورصة نيويورك. هذا بجانب مخاوف متجددة تجاه اسبانيا التي خفضت «موديز» تصنيف خمس مناطق اقليمية بها، فضلا عن توقع البنك المركزي فيها انكماشا بنسبة 0,4 بالمئة في الربع الثالث.
فيما أعلن الكثير من الشركات الأميركية الكبرى عن هبوط مبيعاتها في الربع الثالث من العام الحالي وذلك لأول مرة في ثلاث سنوات، في إشارة إلى ضعف الاقتصاد الأميركي.
يذكر ان أسوأ أيام مؤشر «داو جونز» هذا العام كانت في الأول من حزيران عندما تراجع 2,22 بالمئة، بينما كان اليوم الثاني في ٢١ من نفس الشهر عند تراجع 1,96 بالمئة.
يشار إلى ان تراجع الأسهم الأميركية جاء مقرونا بهبوط السلع حيث هبطت عقود النفط نحو أدنى مستوياتها منذ تموز (يوليو) عند ٨٥ دولار، بينما تراجع الذهب الى ما دون حاجز 1700 دولار.
وكانت نتائج الشركات الأميركية الكبرى التي أتت دون التوقعات قد ساهمت في الضغط على الأسواق بجانب استمرار الإضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وسجلت التراجعات الحادة في سهم «ماكدونالدز» 3,45 بالمئة، بينما هبط سهم «جنرال ألكتريك» 2,5 بالمئة بعد تحقيق ايرادات دون التوقعات في الربع الثالث. وقالت شركة «ماكدونالدز» إن عائداتها هبطت في الربع الثالث بسبب الضغوط التي يواجهها سوق الوجبات السريعة بالولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي قالت شركة «آي بي أم» إن عائداتها هبطت بنسبة 5,4 بالمئة، وإن الحكومات والشركات والعملاء أصبحوا أكثر حرصا في الإنفاق.
أما سهم «مايكروسوفت» فهبط 2,5 بالمئة بعد أن تراجعت أرباح الشركة 22 بالمئة في ظل انتظار اطلاق «ويندوز 8» الذي تراهن عليه بقوة لدعم ايراداتها خلال الفترة القادمة. يأتي هذا فيما تراجع سهم «آبل» 3,26 بالمئة في الجلسة نفسها.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن مسؤولي الشركات يؤكدون أن أزمة الدين الأوروبي وبطء الطلب في الصين وبطء الانتعاش الاقتصادي بالولايات المتحدة، يجعل نمو مبيعات الشركات أكثر صعوبة.
ويزيد الأمر تعقيدا ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى، مما يجعل الصادرات الأميركية أكثر كلفة على المستوردين.
وتقول ست من كل عشر شركات تشكل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» إن مبيعاتها هبطت أكثر من التوقعات بالربع الثالث من العام الحالي بالمقارنة مع العام الماضي.
وقال عدد من مسؤولي الشركات إن الظروف ساءت الشهر الماضي مما يشير لضعف إضافي العام القادم. وقد تضطر الظروف الشركات لخفض التكلفة والنفقات مما يؤثر بالتالي على النمو الاقتصادي.
يُذكر أن الشركات الأميركية الكبرى سجلت زيادة مستمرة بالأرباح والعائدات منذ الربع الثالث عام 2009 وكانت تمثل نقطة مضيئة رغم الانتعاش الاقتصادي البطيء بالولايات المتحدة. لكن تلك الزيادة وصلت إلى نقطة النهاية بالربع الماضي المنتهي في ٣٠ أيلول.
وكان نمو المبيعات بدأ في التباطؤ بالنصف الثاني من العام الماضي، وتوقف تقريبا بالربع الأخير.
يذكر ان هناك تقارير أشارت إلى قلق الأسواق من عدم رغبة بن برنانكي الذي تنتهي ولايته كرئيس للبنك الفدرالي في كانون الثاني (يناير) عام 2014 في الإستمرار لفترة ثالثة، خصوصاً إذا فاز المرشح الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر)، في الوقت الذي عبر فيه المرشح الجمهوري عن كراهيته لخطط التحفيز التي يقوم بها البنك، والتي يعتبر برنانكي مهندسها الأول.
Leave a Reply