إبسيلانتي – بلا كمامة، أطل الرئيس دونالد ترامب على الأميركيين من ولاية ميشيغن، مؤكداً أنه لن يغلق الاقتصاد مجدداً إذا حدثت موجة ثانية من وباء «كوفيد–19»،
وخلال زيارته لمصنع للسيارات تم تحويله إلى منشأة لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي في مدينة إبسيلانتي، قال ترامب: «يقول الناس إن هناك احتمالاً لموجة ثانية، سنقوم بما يجب، لكن لن نغلق البلاد».
وخلال خطاب ألقاه في المصنع، أشاد الرئيس بعمال شركة «فورد» لما بذلوه من جهود لإنتاج آلاف من أجهزة التنفس الصناعي أثناء الوباء، لتصبح الولايات المتحدة أكبر منتج لهذه الأجهزة في العالم.
وتابع الرئيس الأميركي قائلاً: «أثبت الوباء العالمي مرة واحدة وإلى الأبد أنه لكي تكون أميركا دولة قوية، تحتاج إلى أن تكون دولة صناعية».
ثم أضاف «أنا أكافح من أجل استعادة وظائفنا من الصين والعديد من البلدان الأخرى».
وخلال خطابه، انتقد دونالد ترامب، الصين لدورها في جائحة الفيروس التاجي، وقال «لقد أتت هذه الكارثة من الصين وكان يجب وقفها في الصين».
ويصر ترامب على عدم ارتداء كمامة منذ بداية الوباء، ولم يغير ذلك خلال زيارته إلى مصنع «راوسنفيل» في إبسيلانتي، رغم أن ناطقة باسم مجموعة «فورد» لصناعة السيارات كانت قد أكدت أن وضع القناع الواقي إلزامي في مصانع الشركة، مضيفة أن الأمر متروك للبيت الأبيض لتحديد ما إذا كان ينبغي للرئيس وضع القناع.
وأثار ترامب جدلاً خلال زيارتين سابقتين لمصنعين بعدما ظهر بدون قناع فيما كان كل من حوله يضع واحداً. ولم يتم تصوير دونالد ترامب مطلقاً وهو يضع قناعاً.
وحمل ترامب قناعاً طبياً، أزرق اللون ومختوماً بختم رئاسي، خلال زيارته لمصنع «فورد»، لكنه رفض وضعه على وجهه أمام عدسات الكاميرات.
وقال ترامب، قبل أن يظهر الكمامة القماشية في يده: «لا أريد أن أعطي الصحافة متعة رؤيتها».
وكشف الرئيس الأميركي أنه ارتدى القناع الطبي، لفترة وجيزة، قبل إزالته عند القيام بجولة في المصنع، وأوضح: «كان لطيفا جدا. وكان يبدو جميلا جدا.. لكنهم قالوا «إن ارتدائه» ليس ضرورياً».
وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم الشركة إن بيل، وهو حفيد مؤسس الشركة العملاقة، إنه «شجع الرئيس ترامب على ارتداء القناع عند وصوله».
وقالت الشركة: «لقد ارتدى ترامب قناعاً خلال مشاهدة خاصة لثلاث سيارات فورد تاريخية»، ثم أزال القناع فيما بعد خلال الفترة المتبقية من الزيارة.
وسبق أن أثار ترامب جدلاً فيما يتعلق بتعامله مع أزمة فيروس كورونا، إذ اعترف أنه تناول عقار «هيدروكسي كلوركين» الذي لم تثبت فاعليته في مواجهة الوباء، كما نسبت إليه تصريحات مثيرة من قبيل توقعه بانتهاء كورونا، حتى من دون تطوير لقاح له.
وكانت رحلة ترامب إلى ميشيغن التي فاز فيها في انتخابات 2016، هي الثالثة فقط خارج منطقة واشنطن العاصمة منذ تفشي الوباء في الولايات المتحدة، وجاءت عقب حدوث فيضانات كارثية في وسط الولاية.
وظهرت التقارير الأولى للعدوى بفيروس كورونا المستجد في أواخر العام الماضي في ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي وسط الصين، وانتشر المرض بسرعة في جميع أنحاء العالم. وحتى يوم الخميس، أصيب أكثر من خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 329 ألف حالة وفاة، وفقاً لـ«مركز علوم وهندسة النظم» CSSE في «جامعة جونز هوبكنز».
الاقتصاد الأميركي
وفي إطار جهود ترامب لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد رغم تحذيرات الخبراء، أكد وزير الخزانة ستيفن منوتشين، الثلاثاء الماضي، أن الاقتصاد الأميركي يواجه خطر التعرّض لـ«ضرر دائم» كلما طال أمد تدابير الإغلاق لاحتواء وباء كورونا.
وقال منوتشين، خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، إن إعادة فتح الاقتصاد يجب أن تتم بشكل «متوازن وآمن». وتوقع أن يبقى معدل البطالة مرتفعاً في الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من العام الجاري، لكنه توقّع «تحسناً للظروف الاقتصادية خلال الفصلين الثالث والرابع من 2020 والعام المقبل».
وفي مقابلة تلفزيونية، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، الأحد الماضي، إن أكبر اقتصاد في العالم قد لا يتعافى بشكل كامل، قبل إيجاد لقاح لوباء «كوفيد–19»، وإن الانكماش الاقتصادي قد يصل إلى 30 بالمئة بسهولة في ظل تفشي الفيروس، إلا أنه استبعد حدوث كساد جديد.
وأضاف باول بأنه يرى الاقتصاد يتعافى بشكل مطرد خلال النصف الثاني من هذا العام.
وبعد خسارة أكثر من 36 مليون وظيفة نتيجة إغلاق الأنشطة التجارية في الولايات المتحدة حذر باول من أن الوضع قد يتطلب وقتاً ليعود إلى طبيعته، مشدداً على أهمية دور المستهلكين في الاقتصاد.
وتدخل البنك الفدرالي حتى قبل فرض الإغلاق الاقتصادي، ليخفّض سعر الفائدة المرجعي ويضخ تريليونات الدولارات في النظام المالي وبرامج الإقراض لدعم الشركات بمختلف أحجامها وحكومات الولايات والسلطات المحلية.
لكن باول يؤكد أن الاقتصاد قد يتطلب إنفاقاً حكومياً أكبر لدعم العمال والأنشطة التجارية بأكثر من التريليونات الثلاثة التي أقرها الكونغرس.
Leave a Reply