في قمة لندن يطالب أعضاء الناتو بدفع مستحقاتهم
لمدة ثلاثة أيام، حل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضيفاً ثقيلاً على حلفائه الأوروبيين في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لندن، الأسبوع الماضي، حيث كرر ترامب دعواته لأعضاء الحلف بدفع مستحقاتهم المالية، مهدداً بفرض رسوم جمركية على دول أوروبية، ومجدداً مطالبته تلك الدول باستعادة مواطنيها من مقاتلي تنظيم «داعش».
وحطت الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، الاثنين الماضي، في مطار ستانستد القريب من لندن، وكتب ترامب على «تويتر» قبيل مغادرته واشنطن: «أتوجه إلى أوروبا كي أمثل بلادي وأناضل من أجل الأميركيين في حين أن الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئاً حددوا طواعية جلسة استماع في إطار إجراءات العزل بالتزامن مع قمة الناتو».
وفور وصوله إلى لندن وجه ترامب انتقاداً قوياً لحلفائه الأوروبيين، في افتتاح اجتماعات القمة السبعين للحلف، وخص بالذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتصريحاته «البغيضة جداً» عن الحلف وإنفاق ألمانيا وكندا ودول أخرى «القليل للغاية» على الدفاع.
وشهدت القمة التي عقدت بالقرب من العاصمة البريطانية لندن، اتفاق الزعماء على بيان موحد، لكنها شهدت كذلك العديد من المواقف والمفارقات.
ومن أبرز القضايا الخلافية التي ظهرت بين قادة الدول الأعضاء، العمل العسكري التركي الأخير في شمال سوريا، ومستويات الإنفاق العسكري للأعضاء، والتعليقات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون حول حلف «الناتو» بوصفه إياه بأنه «ميت دماغياً».
وجدد ترامب مطالبته لحلفائه الأوروبيين بدفع المزيد من أجل الدفاع وأيضاً بتقديم تنازلات لمصالح الولايات المتحدة في التجارة، في موقف مماثل للانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي لأعضاء الحلف في قمة تموز (يوليو) 2018، معززاً الشكوك المتنامية بخصوص مستقبل التكتل الذي يضم 29 دولة.
وعن وصف ماكرون للحلف بأنه في حالة «موت إكلينيكي»، قال ترامب في تصريحات للصحفيين خلال لقائه مع ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف في لندن «إنه تصريح قاس، عندما تدلي بتصريح مثل هذا، فإنه تصريح بغيض جداً».
وأضاف «لا أحد بحاجة إلى حلف شمال الأطلسي مثل فرنسا» مضيفاً أن فرنسا «لا تبلي بلاء حسنا من الناحية الاقتصادية».
وربط ترامب صراحة بين شكواه من أن أوروبا لا تدفع ما يكفي لمهام الحلف الأمنية ودفاعه الراسخ عن مصالح بلاده التجارية في إطار نهجه «أميركا أولاً»، قائلاً إن الوقت حان بالنسبة لأوروبا «لتحسين أدائها» في الجبهتين.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون، إن الأموال التي تم ضخها في الحلف من قبل شركاء الولايات المتحدة غير كافية، موضحاً: «بحثنا الأوضاع التي تشكلت في هذا السياق مع كثير من أعضاء الحلف وسنواصل مناقشتها مع الدول الأخرى في أقرب وقت».
وتابع: «لقد بدأت أغلبها الآن رفع اشتراكاتها في ميزانية الناتو. أما هؤلاء الذين لا يفعلون ذلك، فسنكون مضطرين للحديث معهم بطريقة أخرى ولاتخاذ إجراءات بحقهم، وربما سيجري ذلك عبر التجارة».
وأضاف الرئيس الأميركي مهدداً: «نتمتع بقوة كبيرة في المجال التجاري. وعلى أعضاء الناتو أن يسددوا مستحقاتهم».
وقال ترامب إن هناك مجالاً لحل الخلاف التجاري مع فرنسا بشكل سريع، وأكد قوله «نقوم بالكثير من المبادلات التجارية مع فرنسا ولدينا خلاف بسيط». وأضاف «أعتقد أننا سنتمكن على الأرجح من حله، لكن لدينا علاقة تجارية كبيرة وأنا متأكد من أنه خلال وقت قصير سيكون كل شيء على ما يرام».
وكانت إدارة ترامب قد قالت إن واشنطن تدرس فرض رسوم جمركية تصل إلى 100 بالمئة على واردات من سلع فرنسية بقيمة 2.4 مليار دولار رداً على ضريبة جديدة أقرّتها باريس على خدمات تكنولوجية.
كذلك عبّر ترامب عن رفضه لإشارات صدرت من برلين في الآونة الأخيرة عن استعدادها لبذل المزيد من الجهد لتحقيق هدف الحلف بإنفاق اثنين بالمئة من الناتج الوطني على الدفاع، متهماً ألمانيا ودولاً أخرى تنفق ما يقل عن هذا الهدف بأنها «مقصِّرة».
وفي مسعى لإرضاء ترامب، ستتعهد أوروبا وتركيا وكندا بمبلغ 400 مليار دولار للإنفاق الدفاعي بحلول عام 2024 وستتفق على خفض المساهمة الأميركية في تمويل الحلف.
وفي البيان الختامي، قال قادة «الناتو»: «لكي نبقى آمنين، يجب أن نتطلع معاً إلى المستقبل».
وأقر البيان بالتحديات التي تفرضها الصين وروسيا، متعهداً باتخاذ «إجراءات أقوى» ضد الإرهاب.
والجدير بالذكر أن الملكة إليزابيث استضافت ترامب وبقية زعماء «الناتو» في حفل عشاء ملكي أقيم في قصر بكنغهام، مساء الثلاثاء الماضي.
يصف رئيس الوزراء الكندي بأنه «ذو وجهين»
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، بأنه «ذو وجهين» بسبب مقطع فيديو يبدو فيه الزعيم الكندي وهو يسخر منه في حديث جانبي مع عدد من زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بريطانيا، مساء الثلاثاء الماضي.
وأظهرت لقطات ترودو ورئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتبادلون الحديث حول إطالة ترامب الحديث في مؤتمراته الصحفية.
وألغى ترامب مؤتمراً صحفياً كان مقرراً له بعد القمة، وقال للصحفيين «سنعود (إلى أالولايات المتحدة) مباشرة بعد الاجتماع، أعتقد أننا قمنا بما يكفي من المؤتمرات الصحفية».
وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه بموقع «تويتر» صباح الأربعاء الماضي: «عندما تنتهي اجتماعات اليوم، سأعود إلى واشنطن، لن أعقد أي مؤتمرات صحفية في ختام الناتو، لأننا فعلنا الكثير خلال اليومين الماضيين… سفر آمن للجميع».
وأظهر الفيديو القصير الذي نشرته شبكة «سي بي سي» الكندية على موقع «تويتر»، ترودو أثناء حديثه مع ماكرون وجونسون ورئيس الوزراء الهولندي والأميرة آن ابنة، الملكة إليزابيث، في قصر باكنغهام.
ورغم أن اسم ترامب لم يجر ذكره بشكل صريح، قال متابعون إن ترامب هو المقصود، لأن ماكرون كان قد أنهى لتوه مؤتمراً صحفياً مع ترامب.
ويظهر في البداية جونسون يسأل ماكرون: «هل هذا سبب تأخرك؟».
ثم يتدخل ترودو ليقول معلقاً على طول المدة التي يستغرقها ترامب في مؤتمراته الصحفية «لقد تأخر لأنه يستغرق 40 دقيقة لإجراء مؤتمره الصحفي».
كما أظهر الفيديو ترودو وهو يصف الدهشة التي علت وجوه أعضاء فريق الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحفي بالقول «لقد رأيت أفواه أعضاء فريقه فاغرة من الدهشة».
ورداً على ذلك، قال ترامب واصفاً ترودو بأنه «ذو وجهين … أجده شخصا لطيفاً، ولكن في الواقع إنني واجهته بحقيقة أنه لا ينفق اثنين بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي على الدفاع وأعتقد أنه امتعض لهذا السبب». أما رئيس الوزراء البريطاني فقد أجاب حين سئل عن مقطع الفيديو «إنه محض هراء، ولا أعرف من أين أتت هذه القصة».
وقال ترودو في وقت لاحق إنهم لم يسخروا من المؤتمر الصحفي لترامب، بل كانوا يتندرون على الموقع الذي ستعقد فيه قمة الدول السبع الكبرى. وأضاف «تربطني بترامب علاقة طيبة جداً».
يرغب التوصل لاتفاق مع روسيا للحد من انتشار الأسلحة
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة، شأنها شأن روسيا، ترغب في توقيع اتفاقيات للحد من انتشار الأسلحة، لكن بمشاركة الصين.
وقال ترامب بعد لقائه مع الأمين العام للناتو، في لندن، الثلاثاء الماضي: «روسيا ترغب بشدة في توقيع اتفاق حول الحد من انتشار الأسلحة، انتهكوا سابقاً هذه المعاهدة، والآن يريدون التوصل إلى اتفاق للحد من انتشار الأسلحة، بما في ذلك النووية، نحن أيضاً نريد ذلك، وفي المستقبل سنضم الصين إلى الاتفاقية».
هذا واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أن توسيع الحوار حول تقليص الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة يجب أن يتم عبر إشراك كل الدول التي تمتلكها، وليس فقط الصين.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا والولايات المتحدة هما أكبر قوتين نوويتين في العالم، مشدداً على أهمية الحوار بينهما، بينما تمتلك الصين ترسانة أصغر من الأسلحة النووية.
وفي إطار عرقلة العلاقات الروسية الأميركية من قبل الكونغرس، تبنى مجلس النواب الأميركي بالأغلبية الساحقة، الثلاثاء الماضي، مشروع قرار ضد مشاركة روسيا في قمة «مجموعة السبع» التي ستعقد في العام القادم بالولايات المتحدة.
وادعى مجلس النواب الأميركي، أن مشروع القرار هذا يأتي بسبب عدم احترام روسيا للسلامة الإقليمية لجيرانها، فضلاً عن عدم الالتزام بمعايير المجتمعات الديمقراطية.
ووفقًا لنتائج التصويت، صوت لصالح القرار 339 عضواً في مجلس النواب، وعارضه 71.
هذا وفي وقت سابق، صرح القائم بأعمال رئاسة البيت الأبيض، ميك مولفاني، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد يوجه دعوة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور قمة «جي 7» العام المقبل.
مستعد لتأجيل الاتفاق التجاري مع الصين لعام إضافي
قال الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، إن حل النزاع التجاري مع الصين قد يتأخر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، في نوفمبر 2020.
وصرح ترامب للصحافيين في لندن «لا مهلة نهائية لدي. نوعاً ما، تعجبني فكرة الانتظار إلى ما بعد الانتخابات للتوصل إلى اتفاق مع الصين».
وأربكت حرب ترامب التجارية مع بكين، محاولات متكررة للتوصل إلى اتفاق استقرار الأسواق وأثارت توترات جيوسياسية.
وحتى الأسبوع الماضي، كان ترامب يشير إلى أنه «في المراحل الأخيرة» من التفاوض على «إحدى أهم الاتفاقيات التجارية في التاريخ».
لكن واشنطن أثارت حفيظة الصين منذ ذلك الحين عبر تعبيرها عن دعمها للمتظاهرين في هونغ كونغ وللمسلمين الأيوغور، وهو ما أثار الشكوك بشأن احتمال تحقيق تقدم في ملف التجارة.
وأورد ترامب، في مؤتمر صحافي، قبل قمة حلف شمال الأطلسي «أقوم بعمل جيد لأجل التوصل إلى اتفاق مع الصين، إذا أردت ذلك».
وأضاف «لا أعتقد أن الأمر مرتبط بمسألة –إذا أرادوا إتمامه (الاتفاق)– بل هو متوقف على مسألة إن أردت أنا إتمامه. وسنرى ماذا يحصل».
وتابع «لا أعرف إن كنت أريد إتمامه لكن ستكتشفون ذلك قريباً جداً. سيشكل مفاجأة للجميع».
وفي سياق آخر، وافق مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون يدعو الرئيس دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين الصينيين، رداً على «الاعتقالات الجماعية» بحق المسلمين الأيوغور.
ويدعو النص الذي تمت الموافقة عليه في مجلس النواب، الرئيس الأميركي إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين في منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين، حيث يتهم خبراء ومنظمات حقوق الإنسان بكين بأنها تحتجز نحو مليون مسلم من الأويغور داخل معسكرات.
ولا يزال يتوجب أن تتم الموافقة على النص في مجلس الشيوخ، حيث يتوقع أن يلقى أيضاً دعماً كبيراً، قبل إرساله إلى ترامب.
Leave a Reply