يلقي خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: أميركا أولاً .. وتصويب على إيران وكوريا الشمالية
ألقى الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى عدداً من زعماء العالم على هامش فعاليات الدورة الـ٧٢ للمنظمة الدولية في نيويورك.
وفي كلمته، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من على منصة الامم المتحدة بالقضاء على «الإرهاب الإسلامي المتطرف» الذي يهدد دول العالم أجمع، معتبراً أن أساس النظام العالمي يجب أن يقوم على دول «مستقلة» و«قوية» و«ذات سيادة».
وقال «لا نحاول فرض أسلوب الحياة الخاص بأميركا وقيمها على أحد بل نريده أن يكون مثالاً لامعاً يراه الجميع»، مؤكداً أنه مثل أي زعيم آخر في العالم «سأضع مصالح دولتي فوق الجميع دائماً».
وفي سياق مكافحة الإرهاب، قال ترامب «يجب على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والإسلام الراديكالي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا».
وأضاف «يجب أن نقضي على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من اشكال الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة»، مشيداً بالإنجازات الأخيرة في القضاء على تنظيم «داعش» في مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
وقال «طالما أنا في هذا المنصب فسأدافع عن مصالح أميركا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى ندرك أنه من مصلحة الجميع السعي إلى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة هي الممول الأكبر للأمم المتحدة في سبيل الحفاظ على السلم والأمن في العالم.
إيران وكوريا الشمالية
وخيم التهديد النووي من جانب كوريا الشمالية ومصير الاتفاق النووي مع ايران، على خطاب ترامب، حيث حذر الرئيس الأميركي، من تهديد «الدول المارقة» مسمياً بذلك إيران وكوريا الشمالية.
ووصف ترامب إيران بأنها «دكتاتورية فاسدة» تعتزم زعزعة الشرق الأوسط عبر «استخدام عائدات النفط لتمويل «حزب الله» وبشار الأسد والحرب في اليمن».
ودعا حكومة طهران إلى وقف دعمها «للإرهاب»، منتقداً مرة أخرى الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بشأن برنامج إيران النووي، واصفاً إياه بأنه مخجل.
ويفترض أن يعلن ترامب في 15 تشرين الأول (أكتوبر) أمام الكونغرس ما إذا كانت طهران تحترم فعلاً تعهداتها التي من شأنها أن تضمن الطبيعة السلمية تماماً لبرنامجها النووي. في حال لم يثبت هذا الالتزام أمام الكونغرس، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام إعادة فرض عقوبات على طهران يرفضها الأوروبيون.
وفي سياق آخر، تعهد لرئيس الأميركي بمضاعفة مساعدات الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين لأن ذلك أفضل وأقل كلفة من استقبالهم على الأراضي الأميركية، وفق قوله.
وفي الشأن الكوري الشمالي، بدا ترامب أكثر حزماً، بتهديد نظام بيونغيانغ بالدمار الشامل، إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها وعن حلفائها. وقال «الدول المارقة آفة كرتنا الأرضية والنظام في كوريا الشمالية عبارة عن عصابة إجرامية».
وسخر ترامب من زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ–أون، قائلاً: «رجل الصواريخ في مهمة انتحارية».
وكانت بيونغيانغ قد أجرت اختبارات نووية وصاروخية بعيدة المدى متحدية الأمم المتحدة.
وقال ترامب «إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو حلفائها، لن يكون لدينا أي خيار سوى تدمير كوريا الشمالية».
وأصدر الرئيس، الخميس الماضي، أمراً تنفيذياً بفرض عقوبات على شخصيات وشركات تتعامل مع كوريا الشمالية.
وأضاف أنه «من غير المقبول أن تدعم بعض الكيانات النظام الحاكم في كوريا الشمالية مالياً»، كاشفاً أن مصرف الصين المركزي «قرر وقف التعامل مع كوريا الشمالية»، وأشار إلى أن الحوار مع بيونغيانغ لا يزال ممكناً.
كما تطرق ترامب خلال كلمته إلى الأزمة في فنزويلا، منتقدا الحكومة اليسارية فيها قائلاً إنها «غير مقبولة»، وإن أميركا لا يمكنها أن «تقف وتتفرج مكتوفة الأيدي». مندداً بالاشتراكية كأيديولوجية، قائلاً إنها لم تجلب إلا «المعاناة والدمار والفشل» حيث حلت.
على هامش الجمعية
التقى ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة زعماء عدة دول أبرزهم الملك الأردني والرئيس المصري والأمير القطري، ورئيسة الوزراء البريطانية والرئيس التركي، وقادة أفغانستان وأوكرانيا وكوريا الجنوبية واليابان، إضافة إلى زعماء أفارقة بينهم رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، والرئيس النيجيري محمدو بخارى.
كمل عبر الرئيس الأميركي قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، عن اعتقاده «بوجود فرصة حقيقية» لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما التقى ترامب الأربعاء المنصرم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مجدّداً ثقته بفرص تحقيق «صفقة السلام»، رغم عدم ذكره للموضوع في خطابه.
يتوجه برسالة إلى الأميركيين الجدد
رحب الرئيس دونالد ترامب بالحاصلين على الجنسية الأميركية من خلال مقطع فيديو مسجل تم عرضه في حفل تجنيس أقيم الأربعاء الماضي بمدينة لوس أنجليس، وحضره حوالي 4000 شخص.
وقال الرئيس في رسالته «أميركا هي الآن دولتكم، وتاريخنا هو تاريخكم، وتقاليدنا هي تقاليدكم»، مؤكداً أن الأميركيين الجدد «يتمتعون بالحقوق الكاملة والواجبات المقدسة التي تأتي مع الجنسية الأميركية». ودعا ترامب الحاصلين على الجنسية بتعليم التقاليد الأميركية للآخرين، ومساعدة القادمين الجدد على الاندماج في نمط الحياة الأميركية، والإعلاء من أميركا عبر العيش في توافق مع مبادئها وقيمها. وحث جميع الأميركيين على القيام بدورهم للحفاظ على الولايات المتحدة آمنة وقوية وحرة، مؤكداً «أميركا هي بيتنا وليس لنا بيت آخر».
وتابع ترامب «لقد تعهدتم بالولاء لأميركا. وعندما تعطيها الحب والولاء، فإنها تعيدهما إليك. نتشارك قلباً أميركياً واحداً ومصيراً أميركياً واحداً. إنه مصير مملوء بالحب والفرص والأمل».
واختتم الرئيس رسالته بالقول «نرحب بكم في عائلتنا، ونحيي إخلاصكم لأميركا، ونرحب بحماسة المستقبل الذي ينتظرنا سوياً. شكراً لكم. حفظكم الرب وحفظ الرب أميركا».
ينوي إقامة أول عرض عسكري كبير في عيد الاستقلال القادم
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن خطط لإقامة عرض عسكري كبير، احتفالا بيوم الاستقلال الأميركي في 4 تموز (يوليو) القادم، على غرار احتفالات يوم «الباستيل» الفرنسي. وقال ترامب في بداية لقاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك «نحن نفكر فعلا بإقامة استعراض عسكري كبير حقاً في الرابع من يوليو في جادة بنسلفانيا لإظهار قوتنا العسكرية».
وفي تعليقات مقتضبة تحدث ترامب بحماسة عن زيارته إلى باريس في 14 تموز الماضي، التي تخللها حضوره عرض عسكري كبير. وقال «إلى حد بعيد وبسبب ما شاهدته قد نقوم بشيء مماثل في 4 تموز في جادة بنسلفانيا في واشنطن»، مشيراً إلى أنه بحث الموضوع مع كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.
وتابع الرئيس الأميركي «كانت هناك طائرات كثيرة تحلق فوقنا وإظهار كبير للقوة العسكرية أمامنا، كان فعلاً شيئاً جميلاً للمشاهدة»، مضيفاً «علينا أن نحاول القيام بذلك وأن نفعل أكثر». وقال «سنرى إذا كان بإمكاننا تحقيق ذلك العام المقبل، لكن بالتأكيد سنبدأ القيام بذلك». ويرتبط عيد الاستقلال الأميركي، بإطلاق الألعاب النارية، وإقامة حفلات الشواء، أكثر من استعراض قوة البلاد العسكرية.
يتعهد بحلّ سريع لأزمة الخليج
وعد الرئيس الأميركي بإيجاد «حل سريع» للأزمة الخليجية الدائرة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة أخرى، على خلفية اتهام الدوحة بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة، وذلك خلال لقاء جمعه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال خلاله للصحفيين إن «الأمور ستُحل».
وقال ترامب قبل بدء الاجتماع على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة: «شرف كبير أن أكون مع أمير قطر، فهو صديق قديم، وهذا ما لا يدركه الناس. نحن نعرف بعضنا منذ زمن بعيد. نحن الآن في وضع نحاول فيه حل مشكلة في الشرق الأوسط، وأظن أن بوسعنا حلها. لدي شعور قوي بأننا سنتمكن من حل الأمور بسرعة كبيرة».
وأضاف: «نتطلع قدماً للقاءاتنا واجتماعاتنا على المستوى الشخصي لسنوات عديدة مقبلة». وتابع الشيخ تميم بالقول: «نقدر جداً هذه العلاقة فخامة الرئيس ولدينا الكثير لنتحدث عنه، مثل التجارة والعلاقات العسكرية والتعاون الأمني. نحن لدينا –كما سبق لك القول– مشكلة مع جيراننا وتدخلكم (ترامب) سيساعد كثيراً. أنا واثق بأن مع الدور الذي تلعبونه سنجد حلاً لهذه المشكلة، ونحن قلنا على الدوام إننا جاهزون ومنفتحون للحوار»، ليسارع عندها ترامب بالقول: «سنحل الموضوع».
يشيد بفرص الاستثمار في أفريقيا
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، بمجالات الاستثمار في القارة الأفريقية وقال لقادة أفارقة خلال لقاء معهم في نيويورك إن لديه العديد من الأصدقاء الذين يقصدون بلادهم «ليصبحوا أثرياء».
وخلال مأدبة غداء جمعته بالزعماء الأفارقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثنى ترامب على الفرص الواسعة والتحديات التى تتيحها القارة الأفريقية.
وقال «في أفريقيا امكانيات تجارية هائلة»، مضيفاً «لدي العديد من الاصدقاء الذين يقصدون بلادكم في محاولة لتحقيق الثراء. أنا أهنئكم. إنهم ينفقون الكثير من الأموال».
وأشار إلى أنه «بالنسبة للشركات الأميركية فإن أفريقيا أصبحت حقاً مكاناً يجب عليهم أن يقصدوه، وهم أيضاً يريدون ذلك».
وأعلن ترامب أنه سيرسل السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إلى أفريقيا «لمناقشة مسارات النزاعات والحلول، والأهم من ذلك منع حصول النزاعات».
Leave a Reply