ترامب يقيّم جولته الآسيوية: وحّدنا الجهود ضد كوريا الشمالية.. ولا للشراكات التجارية غير المنصفة
أكد الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي أن جولته الآسيوية التي قادته إلى خمس دول واستغرقت 12 يوماً، كانت ناجحة.
وشدد ترامب في خطاب ألقاه في البيت الأبيض على أن جولته التي زار فيها اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين، ركزت على ثلاثة محاور رئيسية هي توحيد العالم ضد التهديد النووي الكوري الشمالي، والتأكيد على حرية الملاحة في المحيط الهادئ، إضافة إلى التأكيد على ممارسات تجارية منصفة بين الولايات المتحدة وشركائها.
وبالنسبة للرئيس الأميركي، فإن رسالة الولايات المتحدة بخصوص بيونغيانغ، هي ضرورة التحرك لمنع «الدكتاتورية المنحرفة» في كوريا الشمالية من أن تبتز العالم.
وأضاف في هذا الشأن أن كوريا الجنوبية وافقت على فرض عقوبات إضافية على النظام الكوري الشمالي بسبب تهديداته النووية.
وأوضح أن نظيره الصيني شي جينبينغ وعده بأن يمارس «ضغوطاً اقتصادية» على كوريا الشمالية، مشدداً على أن «الرئيس شي يقرّ بأن بيونغيانغ تشكّل خطراً كبيراً على الصين».
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسألة التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية خلال محادثات أجراها يوم الاثنين الماضي مع رئيسي وزراء اليابان وأستراليا وقال إنه تم إحراز «قدر كبير» من التقدم في المفاوضات بشأن التجارة.
وقال الرئيس الأميركي: «رسالتنا في آسيا كانت واضحة وهي أننا ما زلنا أقوياء وموجودين»، مضيفاً أن الولايات المتحدة وجهت ضربات قاصمة لتنظيم «داعش»، كشفت عن حسم واشنطن مع مسألة الإرهاب.
الوظائف الأميركية أولاً
وبخصوص العلاقات التجارية مع الدول الآسيوية، قال ترامب إنه أكد خلال قمة «آسيان» استعداد الولايات المتحدة للشراكة التجارية المنصفة مع أي دولة. وصرح في هذا الشأن «لن نتسامح مع ممارسات تجارية غير منصفة تؤثر على الوظائف الأميركية».
وتحدث الرئيس الأميركي عن عقد العديد من الصفقات التجارية مع الدول التي زارها، ومن بينها تعهد الشركات اليابانية بفتح مزيد من المصانع في الولايات المتحدة، وكذلك عزم كوريا الجنوبية على الاستثمار في أميركا، إضافة إلى إتمام صفقات أخرى بعشرات مليارات الدولارات في بكين.
لا أحد يمتلك المحيط
وبخصوص النزاعات بين عدد من الدول الآسيوية حول مناطق في المحيط الهادئ، أكد ترامب أنه نقل خلال رحلته إلى المنطقة موقف الولايات المتحدة القاضي بأن «لا أحد يمتلك المحيط الهادئ»، وأن على الجميع ترك حرية الملاحة بالنظر للأهمية الاقتصادية التي يمثلها.
وكان ترامب قد قام بجولة آسيوية استمرت 12 يوماً، وهي الأطول في المنطقة بالنسبة لرئيس أميركي منذ ربع قرن، ركز خلالها على التهديد الكوري الشمالي.
وبعد اليابان وكوريا الجنوبية، زار ترامب، الصين وبعدها الفيتنام لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا–المحيط الهادئ (أبيك)، ثم مانيلا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
يشيد بعلاقاته الجيدة مع رئيس الفيليبين
أشاد الرئيس دونالد ترامب الاثنين الماضي بعلاقته بنظيره الفيليبيني رودريغو دوتيرتي في اجتماع كان الأكثر حساسية في جولته الآسيوية نظراً لتوتر العلاقات بين واشنطن ومانيلا في أواخر عهد الرئيس السابق باراك أوباما بالتزامن مع وصول دوتيرتي إلى السلطة وإطلاقه «الحرب على المخدرات» في الفيليبين.
وبدا ترامب (71 عاماً) ودوتيرتي (72 عاماً) مرتاحين في بداية أول لقاء بينهما. لكنهما امتنعا عن الاكثار من التصريحات للصحافيين وتجاهلا خصوصاً الأسئلة المرتبطة بحقوق الانسان.
وتثير «الحرب على المخدرات» بوسائل قاسية، التي يشنها الرئيس الفيليبيني انتقادات دولية ضد مانيلا.
وقال ترامب «لدينا علاقات جيدة جداً»، قبل أن يشيد بالتنظيم الذي واكب قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) متحدثاً عن انطباعاته حول الطقس. وقال: «في الفيليبين يتبدل الطقس دائماً ليصبح جميلاً في نهاية الأمر».
وكانت العلاقات بين واشنطن ومانيلا المرتبطتين باتفاقية دفاعية، شهدت تقلبات كبيرة منذ وصول المحامي الشعبوي الفيليبيني إلى الرئاسة في 2016.
ورداً على سؤال عن مسألة حقوق الانسان، التزم ترامب الصمت. إلا أن دوتيرتي تدخل ليقول «هذا ليس مؤتمراً صحافياً.. إنه لقاء ثنائي». وغادر الصحافيون بعد ذلك، القاعة.
وبعد اللقاء، قال هاري روكي الناطق باسم دوتيرتي، إن «مسألة حقوق الانسان لم تطرح» خلال الاجتماع الذي استمر أربعين دقيقة.
وأضاف أن «الرئيس ترامب أكد خصوصاً على أنه كان دائماً صديقاً لإدارة دوتيرتي، خلافاً لسلفه» باراك أوباما، موضحاً أن مسألة المبادلات التجارية بين البلدين شغلت حيزاً كبيراً من المحادثات.
وانتخب دوتيرتي عام ٢٠١٥ بناء على وعد بالقضاء على تهريب المخدرات عبر قتل مئة ألف مهرب ومدمن. وهذا البرنامج ترجم عملياً بسقوط آلاف القتلى في «حرب على المخدرات» واجهت بسببها مانيلا انتقادات دولية.
وبالنسبة للفيليبين وغيرها من الدول المتهمة بانتهاك الحقوق الأساسية، تؤكد إدارة ترامب أنها لا تقف مكتوفة الأيدي لكنها تفضل التحفّظ بلا من التصريحات العلنية.
وكان هربرت ماكماستر مستشار ترامب للأمن القومي صرح قبل بدء الجولة الآسيوية «ماذا ينفع تضخيم هذه القضايا؟ لم يكن الأمر فعالاً في التاريخ الحديث».
وعلى هامش قمة «آسيان» استخدمت قوات شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه لتفريق تجمع ضد ترامب في مانيلا.
ورفع المتظاهرون الذين قدرت الشرطة عددهم بألفي شخص، لافتات كتب عليها «ترامب عد إلى بلدك».
يتفق مع بوتين على التنسيق في سوريا : لا حلّ عسكرياً للصراع
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا أنهما اتفقتا في بيان رئاسي مشترك على أن «لا حل عسكرياً» في سوريا، وذلك بعد لقاء وجيز بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة إقليمية في فيتنام نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت رسائل متضاربة قد خرجت في الأيام القليلة الماضية من موسكو والبيت الأبيض حول احتمال عقد مباحثات مباشرة بين ترامب ونظيره الروسي خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وتصافح الرئيسان وتبادلا أحاديث وجيزة ثلاث مرات خلال القمة، لكن لم يجلسا لعقد محادثات مباشرة، بعدما فشل الطرفان في تحديد موعد مشترك لعقد لقاء يراعي البروتوكول في خضم جدول الأعمال المزدحم لقمة «أبيك».
وفي خطوة نادرة، ذكر بيان نشره مسؤولون من الجانبين أن الرئيسين أحرزا تقدماً حول سوريا، واتفقا على أن النزاع «ليس له حل عسكري»، مضيفاً أن الجانبين أكدا «تصميمهما على دحر تنظيم داعش الإرهابي».
وأوضح أن الجانبين اتفقا على إبقاء القنوات العسكرية مفتوحة لمنع تصادم محتمل حول سوريا وحث الأطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وفي واشنطن، أفاد مسؤولون في وزارة الخارجية طالبين عدم نشر أسمائهم أن هذا البيان هو ثمرة «أشهر عديدة من النقاشات المكثفة» بين واشنطن وموسكو، مشيرين إلى أن وزيري خارجية البلدين، الأميركي ريكس تيلرسون والروسي سيرغي لافروف، وضعا اللمسات الأخيرة عليه خلال قمة «أبيك» في فيتنام.
واتّهمت روسياً مؤخراً، الولايات المتحدة بأنها «تتظاهر» فقط بمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وبعرقلة الهجوم المدعوم من روسيا في شرق سوريا.
لكن البيان المشترك السبت الماضي، «أعرب عن الارتياح» لجهود منع حصول حوادث التصادم بين قوات بلديهما في سوريا.
وتعود آخر محادثات مباشرة بين بوتين وترامب إلى قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في وقت سابق هذا العام، وكانت هناك تكهنات واسعة حول امكان عقدهما لقاء مباشرا مرة اخرى في دانانغ (فيتنام)
وقال ترامب بعد اللقاء إنه يعتقد أن بوتين كان صادقاً عندما نفى التدخل في الانتخابات الأميركية التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض، مضيفاً أن الزعيم الروسي شعر «بإهانة شديدة» جراء هذه الادعاءات.
Leave a Reply