يوقّع وثيقة تاريخية في قمة سنغافورة: كوريا الشمالية تتعهد بنزع أسلحتها النووية
لخص الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة، بتغريدة أطلقها من على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» في طريق عودته إلى الولايات المتحدة صباح الأربعاء الماضي، قائلاً إن القمة «أثبتت أن التغيير الحقيقي ممكن»
وشكر ترامب كيم «على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة الأولى نحو مستقبل مشرق جديد لشعبه»، وأضاف «لا يوجد حدود لما يمكن أن تحققه كوريا الشمالية عندما تتخلى عن أسلحتها النووية وتحتضن التجارة وتتشارك مع العالم».
وهذه أول قمة تعقد بين رئيس أميركي أثناء وجوده في السلطة وزعيم كوري شمالي وتمثل تناقضاً صارخاً مع ما شهده العام الماضي من تجارب نووية وصاروخية لكوريا الشمالية وتبادل حاد للتهديدات بين ترامب وكيم مما عزز المخاوف العالمية من احتمال اندلاع حرب.
وثيقة تاريخية
واختتم ترامب وكيم قمتهما التاريخية في سنغافورة الثلاثاء الماضي، بالتوقيع على وثيقة تعهد بموجبها الرئيس الأميركي «بضمانات أمنية» لبيونغيانغ، بينما شدد الزعيم الكوري الشمالي على التزامه «بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل».
وستكون الوثيقة المشتركة أساساً للعلاقات المستقبلية بين واشنطن وبيونغيانغ وفيها تأكيد على التزام كوريا الشمالية بإعلان بامنجوم في 27 نيسان (أبريل) بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية (دون ذكر لعبارتي «يمكن التحقق منها ولا يمكن العودة عنها» وهما شرطان دأبت واشنطن على ربطهما بأي نزع للقدرات النووية لبيونغيانغ).
كما تلزم الوثيقة كلا من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بإعادة جثامين قتلى وأسرى الحروب، وإعادة جثامين أولئك الذين تم تحديد هوياتهم إلى بلدهم فوراً.
وتنص الوثيقة أيضاً على أن تعقد واشنطن وبيونغيانغ مفاوضات تكميلية في أقرب وقت ممكن لتنفيذ نتائج القمة بين ترامب وكيم.
تفاؤل ترامب
أعرب الرئيس ترامب عن اعتقاده بأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون سيبدأ العمل على إنهاء برنامج بلاده النووي «على الفور»، جاء ذلك في مقابلة مع شبكة «فوكس» الإخبارية الأميركية أذيعت مساء الثلاثاء الماضي.
وأشاد ترامب بكيم قائلاً إنه «قائد قوي ومفاوض جيد… ولديه شخصية جيدة جداً، وهو فكاهي، وذكي جداً».
ورداً على سؤال عما جرى في اللقاء الذي جمعهما في سنغافورة، أوضح ترامب أن الأمور «سارت بشكل جيد للغاية منذ البداية»، مؤكداً أنه أوضح لكيم ضرورة تخلي بلاده عن الأسلحة النووية وأن الأخير «تفهم ذلك تماماً».
وقال الرئيس الأميركي بعد عودته إلى الولايات المتحدة في أعقاب قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إن بيونغيانغ لم تعد تشكل تهديداً نووياً.
وكتب ترامب على تويتر «يمكن للجميع أن يشعروا الآن بقدر أكبر من الأمان مقارنة بما كان عليه الحال في اليوم الذي توليت فيه المنصب. لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية. الاجتماع مع كيم جونغ أون كان تجربة مثيرة وإيجابية جداً. هناك إمكانيات هائلة تنتظر كوريا الشمالية في المستقبل!».
وأضاف أن كوريا الشمالية لم تعد «أكبر وأخطر مشكلة» بالنسبة للولايات المتحدة.
ووصل ترامب إلى قاعدة أندروز الجوية في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي، منهية رحلة الرئيس الماراثونية إلى آسيا.
وخلال عودته، تحدث ترامب هاتفياً مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي–إن، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بينما تزودت الطائرة بالوقود في جزيرة هاواي.
تبادل زيارات
من جانبه، اعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن نزع السلاح النووي لبلاده رهن بوقف كل من واشنطن وبيونغيانغ «أنشطتهما العدائية تجاه بعضهما البعض»، بحسب ما أفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.
وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي دعا ترامب لزيارة بيونغيانغ في وقت مناسب، كما دعا الرئيس الأميركي، كيم جونغ أون لزيارة الولايات المتحدة.
ولفتت الوكالة إلى أن الزعيمين «قبلا» بكل سرور دعوة بعضهما البعض، مقتنعين بأن ذلك سيكون بمثابة مناسبة مهمة أخرى لتحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
رفع العقوبات بعد نزع النووي
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة إلى سيول، الخميس الماضي، بعد يومين من قمة سنغافورة، أن رفع العقوبات عن بيونغيانغ لن يتم إلا بعد «نزع سلاحها النووي بالكامل».
وقال بومبيو إن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برنامجيها النووي والصاروخي البالستي «لن ترفع طالما أن عملية نزع السلاح النووي لم تنته بالكامل».
وأضاف الوزير الأميركي أن «الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بصورة كاملة ويمكن التحقق منها ولا يمكن العودة عنها».
ترحيب دولي
اعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه–إن أن الاتفاق الذي وقعه ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «حدث تاريخي ينهي الحرب الباردة».
وأعرب مون عن أمله في «نزع كامل للسلاح النووي» وفي إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي من جانبه إن «الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كانتا في وضع عدائي لأكثر من نصف قرن. واليوم فإن لجلوس أكبر زعيمين في البلدين معاً وإجرائهما محادثات على قدم المساواة، معنى كبير وإيجابي وهو يشكل تاريخاً جديداً».
وأعلن الاتحاد الأوروبي ترحيبه بمحادثات ترامب وكيم واعتبرها خطوة «مهمة وضرورية»، فيما وصفت موسكو القمة بأنها «حدث إيجابي».
تشكيك
ويرى معارضو الرئيس الأميركي أنه قدم تنازلاً مفاجئاً لزعيم كوريا الشمالية بوقف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية.
ويقول منتقدو ترامب في الداخل إنه تخلى عن أمور كثيرة في اجتماعٍ منح الزعيم الكوري الشمالي مكانة دولية. ويعاني الزعيم الكوري الشمالي من عزلة كبيرة، وتتهم جماعات حقوقية بيونغيانغ بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في مجال حقوق الإنسان، وتخضع البلاد لعقوبات من قبل الأمم المتحدة بشأن برامجها النووية والصاروخية.
وفي حال تنفيذها، سيكون وقف المناورات العسكرية المشتركة واحدة من أكثر الموضوعات إثارة للجدل بشأن القمة. وقال ترامب «سوف نوقف المناورات الحربية مما سيوفر لنا قدراً هائلاً من المال، ما دامت المفاوضات في المستقبل تسير كما ينبغي. لكننا سنوفر قدراً كبيراً من المال علاوة على أنها مثيرة للاستفزاز بشدة في رأيي».
يتهم «أوبك» برفع أسعار النفط
انتقد الرئيس دونالد ترامب صباح الأربعاء الماضي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالسعي لرفع أسعار النفط العالمية عبر الإبقاء على سقف العرض عند مستويات معينة بحيث لا يتجاوز العرض الطلب.
وقال الرئيس في تغريدة إن «أسعار النفط مرتفعة جداً، أوبك تقوم بذلك مجدداً. هذا ليس جيداً».
وجاءت تغريدة ترامب رغم تراجع أسعار النفط عالمياً في الأسابيع الماضية متأثرة بأنباء أفادت بأن الولايات المتحدة طلبت من السعودية زيادة انتاجها لتعويض النقص جراء إعادة تفعيل العقوبات الأميركية على إيران.
وأكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة بأن السعودية رفعت انتاجها في أيار (مايو) بمعدل 161 ألف برميل في اليوم. كما أبدت الرياض وموسكو رغبتهما في بحث زيادة الانتاج خلال الاجتماع المقبل لأوبك في 22 حزيران (يونيو) في فيينا.
يردّ على إهانة روبرت دي نيرو: استيقظ يا «مضروب»!
رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إهانة الممثل روبرت دي نيرو، له في حفل توزيع جوائز «توني» المسرحية في نيويورك، مساء الأحد الماضي.
وقال ترامب في تغريدة أطلقها خلال رحلة العودة من سنغافورة، بعد اجتماعه التاريخي مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بأن دي نيرو «شخص قليل الذكاء».
وفسر ترامب في تغريدة له صباح الأربعاء الماضي سلوك دي نيرو بأنه رجل «مضروب» على رأسه، وكتب: «روبرت دي نيرو، شخص قليل الذكاء، تلقى العديد من الضربات على الرأس من ملاكمين حقيقيين في الأفلام».
كما اعتبر ترامب أن دي نيرو كان مخموراً وليس في وعيه في حفل جوائز «توني»، وقال «لقد شاهدته الليلة الماضية، وأعتقد حقاً أنه قد يكون «مضروباً». أظن أنه لا يدرك أن الاقتصاد في أفضل الأحوال، مع عمالة تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق، والعديد من الشركات تعود للاستثمار في بلدنا. استيقظ، يا مضروب!».
وكان دي نيرو قد قال للجمهور في حفل «توني» –دون أي تمهيد– «سأقول شيئاً واحداً: F**k Trump»، مستخدماً لفظاً نابياً بحق الرئيس الأميركي.
وكرر دي نيرو الشتيمة عدة مرات على الهواء مباشرة وسط تصفيق الجمهور في الحفل النيويوركي. وتابع قائلاً وسط صياح وتصفيق حماسي من الحضور الذي ضم ممثلين ومخرجين ومنتجين مسرحيين وسينمائيين: «لم يعد الأمر فقط: فليسقط ترامب إنما أصبح: F**k Trump».
ولم يدل الممثل الليبرالي بالمزيد وانتقل مباشرة إلى الكلمة المعدة مسبقاً لتقديم المغني بروس سبرينغستين.
العدو رقم واحد
في معرض حديثه عما تنشر وسائل الإعلام الأميركية بخاصة «أن بي سي» و«سي أن أن» من أخبار وصفها بالكاذبة عن الاتفاق الذي توصل إليه مع كوريا الشمالية، أشار الرئيس دونالد ترامب ترامب في تغريدة له على «تويتر» إلى «أنهم يناضلون من أجل الحط من شأن الاتفاق مع كوريا الشمالية».
وقال ترامب: «الأخبار الكاذبة التي ينشرها الحمقاء بسهولة هي أكبر عدو لبلادنا».
يهاجم الحلفاء ويهددهم بـ«التغيير قادم» بعد قمة مجموعة السبع
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، هجوماً على حلفائه عبر حسابه في تويتر، مركزاً على الملف التجاري، وذلك بعد قمة لمجموعة السبع شهدت توتراً شديداً في نهاية الأسبوع الماضي في كندا.
وكتب ترامب: «التجارة المنصفة ستصبح تجارة غبية إذا لم تكن متبادلة»، في انتقاد للرسوم التي ستفرضها كندا على وارداتها من الحليب الأميركي.
وأعلن ترامب سحب تأييده للبيان الختامي الصادر عن قمة مجموعة السبع، وذلك رداً على ما أعلنه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن عزم بلاده فرض رسوم جمركية «انتقامية» على البضائع الأميركية.
وفي تغريدات له على تويتر اتهم ترامب رئيس الوزراء الكندي بأنه «غير نزيه وضعيف»، ووصف تصريحاته بالمغلوطة.
وكتب ترامب الاثنين المنصرم في تغريدة: «لماذا علي بصفتي رئيساً للولايات المتحدة أن أسمح لدول بأن يظل لديها فائض تجاري هائل كما هو الحال منذ عقود، بينما على مزارعينا وعمالنا ودافعي الضرائب لدينا دفع ثمن كبير وغير منصف؟ هذا أمر غير عادل لشعب أميركا!».
وتابع أن ما يزيد من العجز التجاري كون «الولايات المتحدة تتولى في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الكلفة شبه الكاملة لحماية العديد من هذه الدول التي تستغلنا تجارياً (فهي لا تدفع سوى جزء من الكلفة وتضحك)».
وشدد على ضرورة أن يدفع الاتحاد الأوروبي «أكبر بكثير على الصعيد العسكري».
وأضاف ترامب أن ألمانيا «تدفع 1 بالمئة (ببطء) من إجمالي ناتجها الداخلي إلى الحلف الأطلسي، بينما ندفع نحن 4 بالمئة من إجمالي ناتج أكبر بكثير. هل هذا منطقي؟ نحن نحمي أوروبا (وهذا أمر جيد) رغم الخسارة المالية الكبيرة، ثم نتلقى ضربات على صعيد التجارة. التغيير قادم!».
وختم ترامب بالقول: «نعتذر، لكن لا يمكننا أن نسمح لأصدقائنا أو أعدائنا باستغلالنا على صعيد التجارة بعد الآن. علينا أن نضع العامل الأميركي في المرتبة الأولى».
وكان ترامب قد ناقش خلال القمة، الحاجة إلى تجارة «عادلة وتبادلية»، قائلاً إن بلاده تعرضت على مر العقود الماضية إلى النهب من الجميع لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تخسر أكثر من ٨٠٠ مليار دولار سنوياً بسبب الاتفاقات التجارية السيئة التي وقعها الرؤساء الأميركيون السابقون «منذ الخمسينات».
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي إنه أبلغ قادة العالم بأن الولايات المتحدة ستتخذ أي خطوات ضرورية لمنع ممارسات التجارة الخارجية غير العادلة.
وكانت واشنطن فرضت مؤخراً تعريفة جمركية على وارداتها من الألمونيوم والصلب.
كما جدد ترامب، قوله بأن عودة روسيا إلى مجموعة الثماني الكبار ستكون أمراً مفيداً لإدارة العالم، مؤكداً أنه لم يتواصل مع نظيره الروسي منذ وقت طويل.
Leave a Reply