واشنطن - عزز دونالد ترامب الأسبوع الماضي موقعه فـي السباق الجمهوري للرئاسة الأميركية بعد تحقيقه فوزين متتاليين فـي ساوث كارولاينا (السبت) ونيفادا (الثلاثاء)، متقدماً بذلك بفارق كبير على منافسيه الذين انحسر عددهم الى خمسة مع انسحاب جيب بوش من السباق بعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال.
أما ديمقراطياً فقد نجحت هيلاري كلينتون بانتزاع فوز ثمين على منافسها بيرني ساندرز فـي نيفادا يوم السبت الماضي، وتأمل بنتيجة مماثلة فـي ساوث كارولاينا حيث يخوض المرشحان السباق الديمقراطي السبت (مع صدور هذا العدد)، قبل ثلاثة أيام من الموعد الانتخابي الأبرز، «الثلاثاء الكبير» فـي مطلع آذار (مارس) المقبل، الذي سينتخب فـيه سكان ١٢ ولاية أميركية مرشحيهم المفضلين للرئاسة من كل حزب.
ترامب يتسيّد الجمهوريين
وأثبت رجل الاعمال دونالد ترامب خلال ثمانية اشهر منذ ترشحه أنه الرقم الأصعب فـي السباق الرئاسي، وأن فوزه فـي الانتخابات التمهيدية الجمهورية بات ممكنًا رغم خوضه معركة شرسة ضد المؤسسة السياسية التقليدية للحزب الجمهوري وتعرضه لحملة انتقادات واسعة من وسائل الإعلام الرئيسية التي تعبر عن الوسط السياسي فـي أميركا.
فـي واقع الأمر، لقد تحول ترشيح دونالد ترامب للرئاسة، الى حركة احتجاج وطنية على النخب السياسية و«السياسيين الانتهازيين» التقليديين، فـي تجمع خليط من الجمهوريين المحافظين وايضاً المعتدلين الذين قد يضمنون له الفوز النهائي. وبقي خمسة مرشحين فـي السباق بعد انتخابات تمهيدية شرسة فـي ساوث كارولاينا انتهت بتفوق ترامب (٣٢ بالمئة) على سناتور فلوريدا ماركو روبيو وسناتور تكساس تيد كروز (٢٢ بالمئة لكل منهما)، إضافة الى جراح الأعصاب الأسود بن كارسون وحاكم أوهايو جون كايسيك (٧ و٨ بالمئة) وجيب بوش (8 بالمئة) الذي قرر الانسحاب من السباق بعد جولة ساوث كارولاينا رافضاً قبول اتصال تضامني من ترامب حسبما كشف الأخير.
وفـي نيفادا فاز ترامب بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بفارق شاسع عن منافسيه، محققاً 46 بالمئة من الأصوات مقابل 24 بالمئة لروببيو و21 بالمئة لكروز.
وألقى ترامب كلمة أمام حشد من مؤيديه معلنا «النصر» للمرة الثالثة (بعد نيوهامبشير وساوث كارولاينا)، ومؤكداً على تنفيذ التعهدات التي قطعها على نفسه.
وحصد ترامب أصوات الجمهوريين المعتدلين والمحافظين، وفق استطلاعات الرأي. فـي حين فضل «المحافظون جداً» كروز الذي كان فاز فـي ولاية أيوا فـي الأول من شباط (فبراير) الجاري. ورغم دعم الرئيس السابق جورج بوش وشعبية والدته باربارا فإن جيب بوش لم يتمكن من الإقلاع ما دفعه لإعلان سحب ترشحه.
ساندرز ثابت فـي السباق
وفـي معسكر الديمقراطيين يظهر جلياً تعاظم الحركة المؤيدة لبيرني ساندرز فـي البلاد. فقد تأكدت شعبيته بين الشباب وأيضا بين باقي فئات الديمقراطيين.
وبعد فوز ضئيل فـي أيوا وهزيمة كبيرة فـي نيوهامبشير، فازت هيلاري كلينتون بالانتخابات التمهيدية فـي نيفادا السبت بعد أن نالت نحو 52.5 بالمئة من الأصوات مقابل 47.5 بالمئة لساندرز.
وقالت كلينتون «البعض ربما شكك فـينا لكننا لم نشك قطّ فـي أنفسنا» وتتجه كلينتون لتحقيق فوز ثالث لها فـي ساوث كارولاينا هذا السبت، ليدخل المرشحان معركة «الثلاثاء الكبير» التي تشمل عدة ولايات ستقام فـيها الانتخابات بوقت متزامن مع بعضها البعض، ما يؤثر على قدرة ساندرز فـي خوض سباق بهذا الحجم مقارنة بقدرات ماكينة كلينتون الانتخابية المدعومة من كبار زعماء الحزب.
وتبنت كلينتون خطابا هجوميا أقرب لليسار ومنتقدا استغلال أصحاب العمل وركز على الأقليات التي تعول عليها فـي المحطات التالية فـي الجنوب حيث يمثل السود أكثر من نصف الناخبين الديمقراطيين.
واعترف ساندرز بهزيمته، فـي اتصال هاتفـي بكلينتون، لكنه أشار إلى أن فوزها نسبي. وكان بدأ السباق متخلفا بـ 30 نقطة عن كلينتون فـي استطلاعات صيف 2015.
وتأكد تنامي شعبية ساندرز بين الشباب إذ أيد 72 بالمئة ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما ساندرز (74 عاماً) فـي حين بقي ثلثا من تفوق أعمارهم 45 عاما مؤيدين لكلينتون (68 عاما)، وفق استطلاعات. وحصلت كلينتون أيضا على ثلاثة أرباع أصوات الناخبين السود.
وصرح ساندرز «إن الريح مواتية لنا.. ولدينا فرصة ممتازة للفوز» فـي ولايات «الثلاثاء الكبير» التي تضم:
فـيرمونت، ماساتشوستس، فـيرجينيا، أركنسو، مينيسوتا، تينيسي، تكساس، أوكلاهوما، ألاباما، جورجيا، كولورادو، وايومنغ وألاسكا. على أن تقام الانتخابات التمهيدية للحزبين فـي ميشيغن يوم الثلاثاء التالي، فـي الثامن من آذار المقبل.
Leave a Reply