واشنطن - فـي استعراض لسياسة خارجية مؤلمة قال إنها ستضع على الدوام «أميركا أولاً»، تعهد المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي بأن يعمل على أن يتحمل حلفاء الولايات المتحدة فـي أوروبا وآسيا جانباً أكبر من العبء المالي للدفاع عن دولهم وإلا سيتركون ليدافعوا عن أنفسهم. وقال ترامب إن «احتواء انتشار التطرف الإسلامي» هو أحد أهم أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحت إدارته. كما تعهد ترامب بأن يكون شعار «أميركا أولا» محرك سياسته الخارجية، وتعهد ترامب «بإزالة الصدأ عن السياسة الخارجية الأميركية».
وفـي خطاب رئيسي وجه ترامب انتقادات للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما وقال إنه سمح للصين باستغلال الولايات المتحدة وفشل فـي هزيمة تنظيم «داعش»..
وقال ترامب فـي خطاب وصف خلاله السياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي باراك أوباما بأنها كارثية «حان الوقت لتغيير شامل فـي السياسة الخارجية لأميركا. حان الوقت لوجوه جديدة وأصوات جديدة».
وأضاف ترامب فـي كلمة له شارحا فـيها سياسته الخارجية فـي حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، أن الأخطاء التي ارتكبت فـي العراق ومصر وليبيا جرت المنطقة إلى الفوضى، مؤكداً أن فـي حال فوزه ستكون أيام «داعش» «معدودة».
وانتقد كذلك رؤساء سابقين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإشراك الولايات المتحدة فـي صراعات عسكرية بالخارج لكنه قال إن الولايات المتحدة ربما تحتاج لاستخدام القوة لدحر تنظيم «داعش».
وأضاف أن كل شيء بدأ مع «الفكرة الخطيرة» التي تقول بفرض الديمقراطية الغربية على شعوب وبلدان ليست لها خبرة أو رغبة بتطبيق الديمقراطية الغربية. وأضاف «سياستي الخارجية ستضع دائماً مصالح الشعب الأميركي وأمن الأميركيين فوق كل شيء. سيكون هذا أساسا لأي قرار أتخذه. «أميركا أولا» سيكون شعارا رئيسياً ومسيطراً فـي إدارتي»
وقال ترامب إنه سيعزز الجيش الأميركي لمجاراة البرامج العسكرية للصين وروسيا لكنه لن يستعين بالقوات المسلحة الأميركية إلا حين تقتضي الضرورة. مشيراً الى أن إصلاح الاقتصاد وخلق الوظائف سيمكن الولايات المتحدة من إعادة بناء جيشها وتحديث ترسانته.
وأضاف ترامب فـي خطابه الذي استمر لمدة تقارب 40 دقيقة فـي فندق بواشنطن «لن أتردد فـي نشر قوة عسكرية حين لا يكون هناك بديل. لكن إذا حاربت أميركا فـيجب أن تحارب لتنتصر. لن أرسل أبداً أفضل من لدينا إلى المعركة ما لم يكن هذا ضروريا ولن أفعل هذا إلا حين تكون لدينا خطة للانتصار».
وفـي ظل التوتر الحالي فـي العلاقات الأميركية الروسية بسبب قضايا عديدة بينها دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد قال ترامب إن من الممكن «تخفـيف التوتر مع روسيا من موضع قوة».
وقال أيضا إنه سيستخدم النفوذ الاقتصادي لأميركا ليقنع الصين بكبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي.
وتابع «الصين تحترم القوة.. ونحن فقدنا احترامهم بالسماح لهم باستغلال الولايات المتحدة اقتصادياً».
وقال ترامب إنه سيدعو لعقد قمتين منفصلتين واحدة مع حلف شمال الأطلسي والأخرى مع حلفاء أميركا الآسيويين لمناقشة «إعادة التوازن» لالتزامات الولايات المتحدة المالية إزاء الدفاع عنهم. وتحدث ترامب بصرامة وهو يقول إن حلفاء الولايات المتحدة استفادوا من مظلتها الدفاعية لكنهم لم يتحملوا نصيبا عادلا من التكلفة. وقال «الدول التي ندافع عنها يجب أن تدفع نظير ذلك. إذا لم يحدث هذا فعلى الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لترك هذه الدول تدافع عن نفسها. لا نملك خيارا آخر».
وشدد ترامب على أنه لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، معتبرا أنها أصبحت قوة عظمى فـي وقت قصير بسبب السياسات الأميركية. واعتبر ترامب أن بلاده لم تفعل شيئا لحماية المسيحيين «وهذا أمر مخجل»، حسب تعبيره.
وأوضح أقوى مرشح جمهوري فـي الانتخابات التمهيدية أنه فـي حال انتخابه فإن السياسة الخارجية لإدارته ستراعي المصالح الأميركية ومصالح حلفائها، وأن أميركا ستعود لتكون هي الأقوى.
ويرتجل ترامب خطبه عادة لكنه تحدث يوم الاربعاء الماضي من نص مكتوب.
Leave a Reply