ترامب يحافظ على الصدارة بعد المناظرة الخامسة والأخيرة .. والسناتور تيد كروز أقرب المنافسين

‮«‬صدى‭ ‬الوطن‮»‬

عقد المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية، الثلاثاء الماضي، مناظرتهم الخامسة والأخيرة قبل شهر ونصف على انطلاق السباق الحزبي المقرر أن يبدأ فـي ولاية آيوا مطلع شباط (فبراير) ٢٠١٦ لاختيار مرشح الحزب لخلافة الرئيس باراك أوباما.

جيب بوش مصافحا دونالد ترامب وتيد كروز بعد المناظرة الخامسة.  (رويترز)

ومنذ انطلاق السباق الجمهوري يحافظ المرشح دونالد ترامب يحافظ على الصدارة باستطلاعات الرأي على المستوى الوطني وهو أمر لم يتغير بعد المناظرة التي نظمتها شبكة «سي أن أن» فـي لاس فـيغاس بمشاركة المرشحين التسعة الأقوى حسب استطلاعات الرأي والتي خيم عليها موضوع الأمن القومي وكيفـية مواجهة «داعش» بعد هجوم سان برناردينو الأخير.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته شبكة «وان أميركا نيوز» بعد المناظرة وشمل ١٦٤١ ناخباً جمهورياً محتملاً وبهامش خطأ ٢.٤ بالمئة، قال ٣٥ بالمئة من المشاركين أن ترامب فاز بالمناظرة الأخيرة، مقابل ٢٥ بالمئة للسناتور عن تكساس تيد كروز  و١٤ بالمئة للسناتور عن فلوريدا مارك روبيو، فـيما اعتبر المشاركون أن أكبر الخاسرين كان جيب بوش (بحسب ٢٦ بالمئة) والسناتور عن كنتاكي راند بول (١٩ بالمئة).

وقال ٣٤ بالمئة من المستطلعين إنهم سيصوتون لترامب، تلاه كروز بـ٢٣ بالمئة و١٤ بالمئة لروبيو و١٠ بالمئة لبن كارسون الذي فقد كثيراً من الزخم الانتخابي الذي حققه فـي الأسابيع الأخيرة.

«داعش» والأسد

ورفض السناتور من كنتاكي راند بول مشاركة الولايات المتحدة بقوات برية فـي محاربة داعش، مؤكدا أن الدول العربية ينبغي أن تتولى هذه المهمة.

وأيد ذلك السناتور من فلوريدا ماركو روبيو، داعياً لمشاركة قوات سنية تعارض التنظيم، مع تقديم المساعدة من خلال التدريب وتنفـيذ ضربات جوية.

أما السناتور من تكساس تيد كروز الذي حل ثانيا فـي آخر استطلاعات الرأي فوعد بمحاربة «الأصوليين» وتدمير «داعش»، ومنع العمليات الإرهابية قبل وقوعها.

وردا على سؤال بشأن خططه ببناء سياج حدودي وحجب الانترنت عن المتشددين، وحظر دخول المسلمين الأراضي الأميركية مؤقتا وعما إذا كان ذلك سيؤدي إلى عزلة الولايات المتحدة، قال ملياردير العقارات الذي يتصدر الاستطلاعات دونالد ترامب إن بناء ذلك السياج يعزز الأمن، تماماً مثل منع دخول «الآلاف ممن يضعون علم داعش على هواتفهم».

ورأى كروز أن منطقة الشرق الأوسط كانت أكثر أمنا فـي وجود الرئيس الليبي الراحل معمر القذافـي والمصري الأسبق حسني مبارك.

وقال إن من نتائج التدخل العسكري فـي ليبيا إنها أصبحت الآن تخضع لسيطرة متشددين.

لذا فهو يطالب ببقاء الرئيس السوري الأسد فـي السلطة كي لا تقع البلاد تحت سيطرة «داعش».

واتفق ترامب على ضرورة إعطاء الأولوية فـي الوقت الحالي لمحاربة داعش «لأننا لا يمكننا محاربة الجميع فـي الوقت ذاته».

ورأى حاكم نيوجيرزي كريس كريستي أن الاستراتيجية الحالية تجعل الولايات المتحدة أقل أمنا ودعا إلى إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا.

لكن بول قال إن هذه الخطة ستعطي إشارة البدء لحرب عالمية ثالثة بسبب إمكانية وقوع مواجهة مع روسيا.

وشارك فـي المناظرة كل من دونالد ترامب الذي يتصدر المنافسة حتى الآن، والسناتور من تكساس تيد كروز الذي يحظى بتأييد المحافظين وتيار «الشاي» فـي الحزب، وجراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون، والسناتور من فلوريدا ماركو روبيو، والحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش، وحاكم أوهايو جون كايسيك، والسناتور من كنتاكي راند بول، والمديرة السابقة لمجموعة «هوليت باكارد» كارلي فـيورينا، وحاكم نيوجيرزي كريس كريستي.

أما المناظرة الثانوية، فشهدت مواجهة بين الحاكم السابق لكنتاكي مايك هاكابي والسناتور السابق من بنسلفانيا ريك سانتوروم والسناتور من ساوث كارولاينا ليندزي غراهام وحاكم نيويورك السابق جورج باتاكي.

ترامب يتمسك بمواقفه

وكان ترامب قد دافع عن تصريحاته التي طالب فـيها بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وقال «عندما تحدثت عما قلته ذلك اليوم، فجأة شاهدت القضية تثار فـي كل البرامج . تعلمون جيدا إن ترامب لديه وجهة نظر لان النظام الحالي للتأشيرات ليس جيدا. تلك المرأة (تاشفـين مالك) وصلت بتأشيرة زواج وكانت متشددة. نحن لم نعد نتحمل وجود شخص على صواب سياسي».

وقال ترامب، الأحد الماضي، إن قادة الحزب الذين يسعون إلى منعه من الحصول على الترشح «يضحكون على أنفسهم».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الخميس الماضي أن كبار قادة الجمهوريين قالوا خلال مأدبة عشاء مؤخراً إن على الحزب أن يضع خطة للتوافق على بديل فـي مؤتمر اختيار مرشح فـي حال نجح ترامب فـي الانتخابات التمهيدية.

وصرح ترامب لشبكة «فوكس نيوز» «أعتقد أنهم يرتكبون خطأ كبيراً. أعتقد أنني القادر على هزيمة هيلاري»، فـي إشارة إلى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأضاف «أعتقد أنهم يضحكون على أنفسهم».

أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأميركيين يعارضون مقترح ترامب، بشأن منع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة.

وحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «أن بي سي»، فإن 25 بالمئة فقط من الأميركيين يؤيدون الدعوة، بينما يعارضها 57 بالمئة. وبالنسبة لمؤيدي الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، فقد أعلن 42 فـي المئة تأييدهم لمقترحه، بينما رفضه 36 بالمئة.

ترامب يرجئ زيارته إلى إسرائيل

وفـي سياق آخر، أرجأ ترامب الطامح زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل نهاية الشهر الجاري، وذلك بعد الحملة التي تعرض اليها بعد تصريحاته حول المسلمين.

وكتب ترامب فـي حسابه فـي موقع «تويتر» «قررت إرجاء زيارتي إلى إسرائيل وتحديد موعد لاحق للقائي مع نتنياهو بعد أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة». 

وكان من المقرر أن يصل ترامب إلى إسرائيل فـي 28 كانون الأول (ديسمبر).

ويأتي إلغاء الزيارة فـي أعقاب تصريحات لنتنياهو انتقد فـيها بشكل علني دعوة ترامب إلى تجميد مؤقت لدخول المسلمين إلى الأراضي الأميركية.  وقال فـي بيان إن «دولة إسرائيل تحترم جميع الأديان وتلتزم بحقوق جميع المواطنين، وفـي الآن ذاته تحارب الإسلام المتطرف الذي يشن هجمات ضد المسلمين والمسيحيين واليهود على حد السواء».