أشاد بدور الحاكمة ويتمر في إنقاذ قاعدة «سيلفريدج» الجوية بمقاطعة ماكومب
وورن، هاريسون
اختار الرئيس دونالد ترامب، ولاية ميشيغن لعقد أكبر تجمع جماهيري له منذ عودته إلى البيت الأبيض احتفالاً بمرور مئة يوم على توليه الرئاسة، حيث جدد عبر خطاب ألقاه في مقاطعة ماكومب –يوم الثلاثاء الماضي– التزامه بسياساته الاقتصادية والتجارية الهادفة إلى دعم الصناعة الأميركية وتحقيق «العصر الذهبي الأميركي»، دون أن يفوت الفرصة لانتقاد خصومه السياسيين.
وأردف بالقول: «السياسيون دمروا ديترويت (عاصمة صناعة السيارات في أميركا) لتطوير بكين»، معرباً عن ثقته بصناعة السيارات في أميركا، ومبشّراً سكان ميشيغن بخلق وظائف كثيرة بفضل عشرات المصانع التي ستقوم الشركات بافتتاحها قريباً، بفضل الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات الأجنبية.
وقبل خطابه في كلية ماكومب المجتمعية بمدينة وورن، حطت طائرة ترامب الرئاسية في قاعد «سيلفريدج» الجوية ببلدة هاريسون، حيث كانت في استقباله حاكمة الولاية الديمقراطية غريتشن ويتمر، للإعلان عن إمداد القاعدة التاريخية التابعة للحرس الوطني في ميشيغن، بسرب جديد من الطائرات المقاتلة الحديثة.
مئة يوم بمئة عام
في وورن، وبينما احتشد عشرات المعارضين خارج المهرجان الترامبي، بدأ الرئيس الجمهوري خطابه بتوجيه الشكر إلى ولاية ميشيغن زاعماً أنها صوتت له في الدورات الانتخابية الثلاث، في إشارة إلى تمسكه بادعاء تزوير الانتخابات عام 2020.
وقال ترامب في مستهل خطابه أمام الآلاف من أنصاره: «نحن هنا الليلة في قلب أمتنا لنحتفل بأنجح مئة يوم في تاريخ أي إدارة، وهذا ما يشهد به الكثيرون». مضيفاً بأن إدارته الحالية تمكنت خلال هده الفترة القصيرة من تحقيق «أعمق تغيير في واشنطن منذ ما يقرب من مئة عام»
وأضاف ترامب: «يُقال إنها أفضل أول مئة يوم لأي رئيس في التاريخ، والجميع يُؤكد ذلك. لقد بدأنا للتو. ولم تروا شيئاً بعد».
وخلال الخطاب، أشاد ترامب بتباطؤ التضخم لكنه انتقد رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، قائلاً إنه «لا يقوم بعمل جيد» في إشارة إلى رفضه لخفض معدلات الفائدة.
وجاء خطاب ترامب، في وقتٍ تزداد فيه نظرة الأميركيين السلبية لإدارة ترامب الاقتصادية، مع مؤشرات على أن رسومه الجمركية ستؤثر سلباً على النمو وقد تؤدي إلى ارتفاع التضخم والبطالة.
في المقابل، سخر ترامب من وسائل الإعلام وسلفه الديمقراطي جو بايدن، رافضاً استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع شعبيته ووصفها بأنها زائفة.
وقال: «انخفض التضخم بشكل أساسي، وتراجعت الفائدة، على الرغم من أن رئيس البنك الفدرالي لا يؤدي عمله على أكمل وجه».
وفيما يتعلق بالمفاوضات التجارية مع بلدان العالم، قال ترامب: «الآن، نحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم. يأتون من جميع الأنحاء لرؤية رئيسكم. يأتون من الهند، ويأتون من فرنسا، ويأتون من إسبانيا. نعم، يأتون من الصين أيضاً. يأتون من كل حدب وصوب لرؤية رئيسكم. يريدون عقد صفقة. وكما تعلمون، سنعقد صفقات، لكننا لسنا مضطرين لذلك».
ويسعى ترامب وفريقه إلى إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال فترة توقف مدتها 90 يوماً للرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلن عنها في وقت سابق من أبريل المنصرم. وقد أكدت إدارته مراراً أنها تتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية مع عشرات الدول.
وفيما يتعلق بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد التوترات الأخيرة، قال الرئيس الأميركي: «سنبرم اتفاقاً مع الصين».
وعن قضية أمن الحدود والهجرة غير الشرعية، قال ترامب إن التقدم الأبرز الذي تحقق منذ عودته إلى البيت الأبيض، هو اعتقال وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وضبط عمليات التسلل عبر الحدود التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
كما أشاد الرئيس الجمهوري بالتقدم المحرز في مجال الهجرة، إذ أعلن البيت الأبيض عن ترحيل ما يقرب من 65.7 ألف مهاجر منذ بداية ولايته الثانية.
وفي السياق، تحدث الرئيس الأميركي عن الدعاوى المرفوعة على الإدارة في هذا الملف قائلاً: «المحاكم تُصعّب الأمور علينا». وأضاف أن إدارته زادت بشكل ملحوظ اعتقالات «الإرهابيين المعروفين والمشتبه بهم»، في إشارة إلى أعضاء العصابات المشتبه بهم.
وذكر ترامب أن رجل الأعمال الأميركي ورئيس وزارة كفاءة الحكومة إيلون ماسك «دفع ثمناً باهظاً» لمساعدته، مشيراً إلى أن الإعلام «يحاول الادعاء بارتفاع الأسعار».
قرار تنفيذي
قبل وصوله إلى ميشيغن، مهد صناعة السيارات الأميركية، وقّع ترامب قراراً تنفيذياً يتضمن آليات لتخفيف أعباء الرسوم الجمركية عن الشركات المحلية لصناعة السيارات، وذلك قبل أيام من دخول تعريفة بنسبة 25 بالمئة حيز التنفيذ على المركبات وقطع الغيار المستوردة.
ويُعدّ تخفيف أثر رسوم السيارات أحدث خطوة من إدارته لإظهار مرونة في الرسوم الجمركية التي أثارت اضطرابات في الأسواق المالية، وأوجدت حالة من عدم اليقين لدى الشركات، وأثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد.
ويقضي القرار بتوفير منح مالية لشركات صناعة السيارات تصل إلى 15 بالمئة من إجمالي تكلفة المركبات المُجمّعة محلياً. وتهدف هذه المنح لتقليص أثر الرسوم الجمركية الجديدة.
وقال ترامب إن هذا الإجراء سوف «يوفر بعض الراحة» لشركات السيارات أثناء عمليات زيادة استثماراتها محلياً، موضحاً أن الهدف هو عدم معاقبة الشركات المحلية التي قد لا تتمكن من الحصول على إمدادات قطع الغيار اللازمة من السوق المحلية.
وبحسب وزير التجارة، هوارد لوتنيك، لن تدخل السيارات ولا قطع الغيار المستوردة تحت أي تعريفات جمركية أخرى، بما فيها الرسوم بنسبة 25 بالمئة على السلع الواردة من كندا والمكسيك، إلى جانب الرسوم الشاملة بنسبة 10 بالمئة المطبقة على معظم الدول.
قاعدة سيلفريدج
خلال كلمة ألقاها في قاعدة سيلفريدج الجوية للحرس الوطني في ميشيغن، أعلن ترامب عن خطط لاستبدال الطائرات الهجومية القديمة من طراز A–10 بـ21 مقاتلة جديدة من طراز F–15 EX Eagle II. كما وعد بتوفير طائرات تزويد وقود مُحدثة لدعم العمليات الجارية في القاعدة التاريخية.
وأشاد ترامب بالحاكمة الديمقراطية، خلال كلمته بالقاعدة الجوية، مرجعاً الفضل جزئياً إليها في إمداد القاعدة بسرب الطائرات الجديدة.
وكانت ويتمر قد زارت البيت الأبيض برفقة مسؤولين آخرين في الولاية، للحصول على دعم ترامب في تأمين مهمة مقاتلة جديدة للقاعدة، التي تضم أسطولاً من الطائرات النفاثة سيُحال إلى التقاعد قريباً، مما كان يهدد مصير القاعدة الجوية الواقعة في مقاطعة ماكومب.
وحاول ترامب تخفيف حدة الانتقادات الديمقراطية التي واجهتها ويتمر بسبب تقربها منه، حيث قال أثناء كلمته في «سيلفريدج» بحضور ويتمر: «هذا هو السبب الذي جعلها تأتي لرؤيتي بالبيت الأبيض – لقد جاءت لإنقاذ سيلفريدج».
ورغم أن ترامب أشاد بجهود جمهوريين مثل عضو الكونغرس جون جيمس، ورئيس مجلس نواب الولاية مات هول. إلا أنه خص بالذكر الحاكمة ويتمر مراراً وتكراراً وشكرها على لفت انتباهه إلى مشكلة قاعدة «سيلفريدج».
بل وقام ترامب باستدعاء ويتمر إلى المسرح في نهاية كلمته، الأمر الذي بدا وكأنه فاجأ الحاكمة الديمقراطية التي ألقت كلمة مقتضبة قالت فيها: «حسناً، لم أكن أخطط للتحدث، ولكنني – نيابةً عن جميع العسكريين والعسكريات الذين يخدمون بلدنا، ويخدمون بشرف نيابةً عن ولاية ميشيغن، أشعر بسعادة غامرة لأننا هنا للاحتفال بإعادة هيكلة سيلفريدج. إنها خطوة بالغة الأهمية لاقتصاد ميشيغن، وضرورية للرجال والنساء هنا من أجل أمننا الوطني ومستقبلنا. لذا شكراً لكم. أنا ممتنة جداً لإعلان هذا اليوم، وأُقدّر كل هذا العمل. شكراً لكم».
وفي بيان أصدره مكتبها، تحدثت ويتمر عن أهمية القاعدة قائلة: «هذا فوزٌ هائلٌ، ثنائي الحزب، لولاية ميشيغن، استغرق العمل عليه عقوداً، وسيُنمّي اقتصادنا ويجعل بلدنا أكثر أماناً». وأضافت: «أُقدّر شراكة الرئيس في هذه المهمة الجديدة التي ستحمي الوظائف وتُظهر للعالم أن ميشيغن هي المكان الأمثل لريادة الابتكارات القادمة في مجال الدفاع الوطني».
وقبل الفعالية سعى فريق ويتمر إلى استباق أي انتقادات لها، مؤكداً أن الحاكمة ستكون مع ترامب في القاعدة الجوية «لدعم قواتها والجهود التي تبذلها منذ فترة طويلة لتأمين الدعم لسيلفريدج»، ولكنها لن تحضر المهرجان الجماهيري لترامب.
ونشرت ويتمر أيضاً سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى شرح اجتماعها المقرر مع ترامب قبل حدوثه، قائلة: «سأعمل مع أي شخص جاد في إنجاز الأمور. لكنني لن أتنازل أبداً عن معتقداتي»، وأضافت: «في ميشيغن، نعرف كيف ننجز الأمور، وهذا يعني العمل معاً». وأضافت: «التعاون الحزبي لا يعني التضحية بقيمنا، بل يعني الوقوف بثبات وإيجاد أرضية مشتركة لإنجاز الأمور. إنه يعني وضع المواطنين في المقام الأول، في كل مرة».
Leave a Reply