واشنطن – دعا الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي إلى إنهاء جلسات الاستماع في مجلس النواب الأميركي ضمن مساعي الديمقراطيين لعزله، ووصفها ساخراً بأنها «مهزلة»، و«عار» على البلاد، وذلك بعد دخول الجلسات أسبوعها الثاني دون تقديم أي جديد يدينه.
وأكد ترامب على «تويتر» أثناء توجهه إلى تكساس على متن الطائرة الرئاسية، أن شهادة السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردن سوندلاند، التي كان يعول عليها الديمقراطيين لمحاولة عزله، «على العكس، قد برأته»، مطالباً بالإنهاء الفوري للتحقيقات المعيبة. وقال إن «حملة مطاردة العزل انتهت الآن.. يجب أن تنتهي حملة المطاردة الآن، إنها سيئة جداً لبلدنا».
وفي تصريح للصحفيين في وقت سابق بالبيت الأبيض، كرر ترامب مقاطع من شهادة سوندلاند ليؤكد رأيه. وتلا من بين ملاحظات طويلة سؤالاً وجهه له سوندلاند «ماذا تريد من أوكرانيا؟»، وأضاف «كانت إجابتي كالتالي: لا أريد شيئاً، أخبر زيلينسكي أن يفعل ما هو صائب». وقال «أعتقد أن ذلك يعني أن الأمر انتهى». كما لفت ترامب إلى أن سوندلاند ليس من المقربين منه، ولكنه أتى إليه داعماً بعد انتخابات الرئاسة عام 2016.
وصرحت متحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن السفير سوندلاند لم يبلغ وزير الخارجية مايك بومبيو أبداً باعتقاده أن الرئيس ترامب ربط تقديم مساعدة لأوكرانيا بتحقيقها مع نجل جو بايدن.
ويسعى الديمقراطيون في مجلس النواب إلى عزل ترامب بعد تسريب معلومات غير مؤكدة حول ممارسته لضغوط على القيادة الأوكرانية لكي تفتح تحقيقاً حول نجل منافسه الانتخابي المحتمل جو بايدن، إلا أن أيا من الشهود الذين مثلوا أمام اللجنة النيابية لم يقدم دليلاً على أن ترامب جمد مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار مقابل التحقيق بفساد بايدن.
وأثناء جلسة الاستماع في مجلس النواب، قال سوندلاند «طلبت من وزارة الخارجية والبيت الأبيض توفير وثائق تساعدني على تقديم شهادتي، لكنهما رفضا طلبي.. لم أحصل على أي جواب واضح لأسئلتي المتعلقة بأسباب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا».
وأضاف أن ترامب أمره بالعمل مع محاميه رودي جولياني بشأن مسائل تتعلق بأوكرانيا، وأن بومبيو كان على علم بذلك وأنه «مؤيد تماماً» لجهود جولياني التي كانت تصب في حث الرئيس الأوكراني على التحقيق حول فساد شركة الغاز «بوريسما» التي توظف فيها هانتر بايدن، إبان تولي والده الملف الأوكراني في الفترة الأخيرة من عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قد استمعت، الثلاثاء الماضي، لجينيفر وليامز، مستشارة نائب الرئيس للشؤون الأوروبية والروسية، التي قالت إن مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني يوم 25 تموز (يوليو) الماضي كانت غير عادية، وتضمنت أموراً سياسية داخلية.
أما العقيد في الجيش ألكساندر فيندمان فقال خلال شهادته إنه استمع للمكالمة، وإنه أبلغ محامي البيت الأبيض جون إيزنبيرغ بقلقه جراء طلب ترامب من أوكرانيا التحقيق حول المرشح الديمقراطي جو بايدن، معتبراً أن من شأن هذا التصرف «غير اللائق» تقويض الأمن القومي الأميركي ودعم الأهداف الإستراتيجية لروسيا في شرق أوروبا.
ونفى ترامب أكثر من مرة ارتكابه أي مخالفات، واصفاً مكالمته مع زيلينسكي بـ«المثالية». واعتبر التحقيق معه مجرد «مطاردة للساحرات».
ولم يبد الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ أي تأييد يذكر لعزل ترامب، واصفين جلسات التحقيقات التي يديرها الديمقراطيون، بـ«المملة» و«غير العادلة»، عدا عن أنها تمثل تعدياً غير مسبوق على موقع الرئاسة دون تقديم أي دليل جدي حول انتهاكه للقانون.
وقال زعيم الأقلية الجمهورية في لجنة الاستخبارات النائب جيم جوردن إن الشهادات أظهرت أن كييف لم تعلم بشأن تعليق المساعدات حتى آب (أغسطس) الماضي، أي بعد اتصال ترامب بزيلينسكي، مؤكداً أن لا مؤشر على ممارسة الرئيس الأميركي لأي ضغوط على نظيره الأوكراني، باعتراف الأخير. وأضاف أن الديمقراطيين يريدون عزل الرئيس قبل 11 شهراً من الانتخابات بناء على تسريب من شخص مجهول لا يريدون الكشف عن هويته.
من جانبه، لم يخف ترامب رغبته في الإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب، على الرغم من أن الديمقراطيين الذين يقودون التحقيق، لم يطلبوا ذلك بعد.
ونفى ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري، ارتكاب أي مخالفات واستخدم «تويتر» بكثافة في انتقاد التحقيق ومهاجمة الشهود بالاسم خلال الأيام الأخيرة.
وقال: «رغم أنني لم أرتكب أية مخالفة، ولا أحب أن أعطي مصداقية لخدعة الإجراءات القانونية هذه، فأنا أحب الفكرة وسأدرسها من أن أجل أن أعيد للكونغرس تركيزه مرة أخرى».
وسخر ترامب من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، واصفاً إياها بـ«المجنونة». وغرد عبر «تويتر» قائلاً: «صرحت نانسي بيلوسي للتو بأنه من الخطر السماح للناخبين بتحديد مصير ترامب».
وأضاف: «بعبارة أخرى، فهي تعتقد أنني سأفوز ولا تريد أن تترك الفرصة للسماح للناخبين باتخاذ القرار»، وتابع: «فهي تريد تغيير نظام التصويت لدينا. واو، إنها مجنونة!».
وحمل ترامب، بيلوسي مسؤولية تأخير التصويت على الاتفاق التجاري الذي توصل إليه مع المكسيك وكندا كبديل لاتفاق «نافتا»، بسبب انشغالها في تحقيقات العزل التي وصفها بـ«المهزلة».
وقال ترامب في تصريحات إن بيلوسي لا تسمح لمشروع الاتفاق بأن يخرج من مكتبها، مضيفاً: «أعتقد أن تلك السيدة غير كفء بشكل جسيم، فكل ما عليها القيام به هو طرح الاتفاق للتصويت».
وتابع قائلاً: «بيلوسي تريد التركيز على مسألة العزل وهو أمر بعيد المنال عن أن تحققه»،
وكانت الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد وقعت اتفاقاً تجارياً جديداً يحل محل اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية «نافتا» في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، ولا يزال الاتفاق يحتاج إلى موافقة الكونغرس.
Leave a Reply