في خطابه الأول عن «حال الاتحاد»
واشنطن – استعرض الرئيس دونالد ترامب في خطابه الأول عن «حال الاتحاد»، الثلاثاء الماضي، أبرز إنجازات إدارته خلال العام الأول من عهده، ورؤيته لأميركا «آمنة وقوية» خلال المرحلة المقبلة، طالباً دعم الحزبين لتحقيق إنجازات تشريعية ولاسيما في ملفي الهجرة والبنى التحتية.
وركز الرئيس في خطابه أمام الكونغرس على مواضيع تحتل أولوية كبيرة في أجندة إدارته، أبرزها الهجرة والصحة والاقتصاد وانتعاش بورصة وول ستريت ومحاربة الجريمة المنظمة والمخدرات والأزمات العالمية.
وفي مقدمة خطابه، أكد ترامب أن «حال الاتحاد» قوية لأن الأميركيين أقوياء، داعياً الجميع للعمل معاً لبناء أميركا آمنة وقوية وفخورة.
وقام الرئيس بتقديم عدد من المواطنين الذين دعاهم لحضور الخطاب في مبنى الكابيتول للإضاءة على تجاربهم.
وعرض الرئيس إنجازاته الداخلية ولاسيما قانون الإصلاح الضريبي، قائلاً: «كما وعدت الشعب الأميركي من هذا المنبر قبل 11 شهراً، فقد أقررنا أكبر إصلاح للاقتطاع الضريبي في التاريخ الأميركي». وقال إن تخفيض الضرائب سيقدم مساعدة هائلة للطبقة المتوسطة وأصحاب الأعمال الصغيرة.
ودعا الأميركيين، ولاسيما الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلى «وضع خلافاتهم جانبا بحثاً عن أرضية تفاهم».
وشدد على أن هذه «هي اللحظة الأميركية الجديدة، ولم يكن هناك أفضل منها لعيش الحلم الأميركي». وأعرب ترامب عن تفاؤله بالمستقبل و«الوضع الذي سنكون عليه كأمة، جميعاً كفريق واحد وشعب واحد وكعائلة أميركية واحدة». وقال إن الأميركيين يحبون بلدهم «ويستحقون حكومة تبادلهم الحب والولاء» مؤكداً سعي إدارته خلال العام الماضي لإعادة اللحمة والثقة بين المواطنين وحكومتهم.
وأضاف ترامب أن إدارته تمكنت من «إنهاء الحرب على الطاقة الأميركية، وعلى الفحم النظيف، وأصبحنا الآن نصدر الطاقة للعالم»، لافتاً إلى تسجيل أدنى مستويات قياسية للبطالة بين الأفارقة الأميركيين وذوي الأصول اللاتينية، وأرباح فاقت ثمانية تريليون دولار في البورصة الأميركية منذ انتخابه رئيساً.
وبشأن الترسانة النووية الأميركية قال الرئيس: «علينا تحديثها وإعادة بنائها وآمل ألا نستخدمها، لكنها ستردع أعداءنا». وقال إن الولايات المتحدة طوت صفحة استمرت لعقود من التبادل التجاري غير العادل «أدت للتضحية بازدهارنا ووظائفنا وثروات أمتنا ودفعت بالشركات الأميركية لمغادرة البلاد».
ودعا ترامب كلا الحزبين «للعمل معاً من أجل بنية تحتية آمنة ومعاصرة ويمكن الاعتماد عليها ويحتاجها اقتصادنا ويستحقها شعبنا» مشدداً على أهمية «الوحدة التي نحن بحاجة إليها للحصول على نتائج». غير أنه كان لافتاً عدم تفاعل المشرعين الديمقراطيين مع خطاب ترامب على عكس الجمهوريين، الذين صفقوا وقوفاً مراراً وتكراراً تأييداً لخطاب الرئيس.
نظام الهجرة
وتحدث ترامب عن المجتمعات الفقيرة وبالأخص المهاجرين، وقال «ستساعدها سياساتنا الخاصة بالهجرة والتي تركز على مصلحة العاملين الأميركيين والعائلات الأميركية».
ووجه دعوة للسياسيين من كلا الحزبين لحماية كل الأميركيين «أمد الليلة يداً مفتوحة للعمل مع أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري لحماية مواطنينا بغض النظر عن خلفياتهم أو ألوانهم أو معتقداتهم».
وتحدث ترامب عن خطته لمعالجة أزمة المهاجرين غير الشرعيين المعروفين باسم «الحالمين» والقائمة على منح مليون و800 ألف الجنسية الأميركية إذا لبوا متطلبات التعليم والعمل، مقابل تأمين حدود الولايات المتحدة من الهجرة غير الشرعية. إضافة إلى إلغاء نظام القرعة لمنح الإقامة الدائمة وإنهاء برنامج الهجرة التسلسلية.
داعش وغوانتنامو
وفي خطابه الذي استغرق أكثر من ساعة وثلث، تناول ترامب الشؤون الخارجية، بالإشادة بالتحالف الدولي لهزيمة «داعش» قائلاً أنه «حرر نحو مئة بالمئة من الأراضي التي احتلها القتلة في العراق وسوريا، ولكن هناك الكثير من العمل الذي علينا إنجازه وسنواصل عملنا حتى هزيمة داعش نهائياً»، متجاهلاً الدور الرئيسي الذي أداه الجيش السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون في طرد التنظيم من معاقله غرب نهر الفرات. وأضاف ترامب أن هذا الإنجاز يأتي تنفيذاً لتعهد قطعه العام الماضي بـ«العمل مع حلفائنا لإزالة داعش عن وجه الأرض».
وأوضح ترامب أن «الإرهابيين الذين يقومون بأشياء مثل زرع القنابل في مستشفيات مدنية هم أشرار. وكلما سنحت الفرصة سنبيدهم. وعند الضرورة، لا بد أن نكون قادرين على اعتقالهم والتحقيق معهم».
وشدد على أن «الإرهابيين ليسوا مجرد أعداء، إنهم مقاتلون خارجون على القانون، وحين يقعون في قبضتنا في الخارج، لا بد من معاملتهم بما هم عليه كإرهابيين».
وأعلن ترامب أنه وقّع لتوّه مرسوماً يقضي بإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحاً، ليسدل بذلك الستارة على المحاولات الفاشلة والعديدة التي بذلها سلفه باراك أوباما لإغلاق هذا السجن.
وكشف ترامب عن تفويض لوزير الدفاع جيمس ماتيس للقيام بـ«مراجعة سياستنا للاعتقال العسكري ولإبقاء معتقل غوانتنامو مفتوحاً»، وقال: «في الماضي، أطلقنا سراح مئات الإرهابيين الخطرين، لنلتقي بهم مرة أخرى في ساحات القتال، بمن فيهم زعيم داعش البغدادي».
ملفات نووية
وفي ملف النووي الكوري الشمالي، أكد ترامب أن «ليس هناك نظام قمع مواطنيه بوحشية أكثر من النظام الدكتاتوري في كوريا الشمالية»، مشيراً إلى أن «مساعي كوريا الشمالية الطائشة للحصول على صواريخ نووية يمكن أن تهدد أراضينا في القريب العاجل». وبين أن إدارته تمارس «ضغوطاً كبيرة للحيلولة دون حصول ذلك. نحتاج فقط أن ننظر إلى الطابع المنحرف للنظام الكوري الشمالي لنعرف طبيعة التهديد النووي الذي يمكن أن يفرضه على أميركا وحلفائنا».
وأوضح ترامب أن إدارته فرضت أيضاً عقوبات اقتصادية شديدة على الدكتاتوريات الشيوعية والاشتراكية في كوبا وفنزويلا.
وكذلك طلب الرئيس من الكونغرس «معالجة العيوب الجوهرية في الاتفاق النووي». وقال: «لن أكرر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة والتي أفضت بنا إلى هذا الوضع الخطير». وأكد ترامب في خطابه أنه لم يقف صامتا «عندما انتفض الشعب الإيراني ضد جرائم نظامهم الدكتاتوري الفاسد»، مؤكداً أن أميركا «تساند الشعب الإيراني في نضاله الشجاع من أجل الحرية».
المساعدات للأصدقاء فقط
وطالب ترامب الكونغرس بأن تذهب المساعدات الأميركية للأصدقاء، قائلاً «بعد فترة قليلة من إعلان اعترافي بالقدس عاصمة لإسرائيل، صوتت عشرات الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حق الولايات المتحدة السيادي بهذا الاعتراف».
وأضاف أن «دافعي الضرائب الأميركيين يبعثون مساعدات كريمة بمليارات الدولارات إلى هذه الدول كل عام. لذلك أطلب من الكونغرس أن يقر قانوناً يساعد على ضمان أن المساعدات الأميركية تخدم دائماً المصالح الأميركية، وتكون من نصيب أصدقاء الولايات المتحدة فقط».
وفي سياق آخر، أكد ترامب أن الدول «المنافسة» للولايات المتحدة «مثل الصين وروسيا» تهدد «مصالحنا واقتصادنا وقيمنا»، مشدداً على أن انتهاج «الضعف إزاءها هو الطريق المحتوم نحو النزاع».
وقال ترامب إن ضمان «قوة» الولايات المتحدة يتطلب من الكونغرس إقرار التمويل اللازم للقوات المسلحة الأميركية ولاسيما من أجل «تحديث وإعادة بناء ترسانتنا النووية» بغية «جعلها قوية وشديدة بما يكفي لردع أي عدوان».
رد الديمقراطيين
في تقليد معمول به يقدمه الحزب الذي لا ينتمي إليه الرئيس، قدم عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، جو كينيدي، رد حزبه على خطاب «حال الاتحاد» الذي ألقاه الرئيس دونالد ترامب.
وانتقد المشرّع البالغ 37 عاماً وهو الحفيد الأصغر لأحد أشقاء الرئيس الراحل جون كينيدي، سياسات إدارة ترامب خلال العام الأول له في السلطة. لكنه دافع من جهة أخرى عن سياسات ذكرها الرئيس في خطابه بينها توقيع «اتفاقات تجارية عادلة» وتحسين البنية التحتية للبلاد.
وتحدث كينيدي عن شعار الحزب الديمقراطي الجديد «صفقة أفضل»، وقال إن حزبه سيحارب من أجل أجور أفضل للعمال والرعاية للأطفال وفرص تعليمية في متناول الجميع، وأنظمة صحية توفر الرحمة سواء كان الشخص يعاني من السرطان أو الاكتئاب أو الإدمان».
وقال أيضاً «الاقتصاد يجعل من الأسهم ترتفع، فيما تنتفخ المحافظ الاستثمارية، وأرباح الشركات تحلق، ولكنه يفشل في إعطاء العمال مكتسباتهم، وحصصاً عادلة من المكافآت».
ماذا قال ترامب عن ديترويت في خطاب حال الاتحاد؟
في إطار حديثه عن جهود إدارته للنهوض بالاقتصاد الأميركي، لفت الرئيس دونالد ترامب إلى التحولات الإيجابية التي تشهدها ديترويت.
وقال «في ديترويت، لقد أوقفتُ القيود الحكومية التي شلت عمال السيارات في أميركا – حتى نتمكن من جعل مدينة المحركات تحيي محركاتها مجدداً. وهذا يحدث الآن».
وأضاف: «العديد من شركات السيارات تقوم الآن ببناء وتوسيع المصانع في الولايات المتحدة –وهو أمر لم نره منذ عقود، كرايسلر تقوم بنقل مصنع كبير من المكسيك إلى ميشيغن؛ وتفتح تويوتا ومازدا مصنعاً في ألاباما، وقريباً ستفتح المصانع في جميع أنحاء البلاد».
وتابع بالقول: «هذه كلها أخبار لم يعتد الأميركيون على سماعها. فمنذ سنوات كانت الشركات والوظائف تغادرنا فقط، ولكن الآن إنهم يعودون».
Leave a Reply