نيويورك - في أول مقابلة تلفزيونية له منذ فوزه بالرئاسة، حضّ الرئيس المنتخب دونالد ترامب، المتظاهرين الأميركيين الذين خرجوا في الأيام الماضية إلى الشوارع، على ألا يشعروا بـ«الخوف» من ولايته الرئاسية.
وسعى ترامب خلال المقابلة التي بثتها شبكة «سي بي أس» الأحد الماضي إلى تهدئة التوترات التي تسود البلاد منذ إعلان فوزه في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وقال «لا تخافوا. سنقوم بإصلاح بلادنا» وذلك ردا على التظاهرات التي جابت شوارع عدد من المدن الكبرى احتجاجاً على فوزه، تحت شعار «لست رئيسي». وطلب ترامب من المتظاهرين الذين يتهمونه بالعنصرية ضد الأقليات، «بعض الوقت» ومنحه فرصة لإعادة بناء البلاد.
وأدان الرئيس الأميركي المنتخب أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تم تسجيل عشرات الاعتداءات الغامضة منذ انتخابه رئيسا بحسب ما أفادت المعارضة الديمقراطية وجمعيات حقوقية.
وأضاف «أنا حزين لسماع ذلك. أقول لمرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو التهديدات لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد»، ومن ثم نظر إلى الكاميرا، قائلاً «توقفوا».
القضايا الداخلية
وخلال المقابلة التي أجريت بحضور أفراد من عائلته في مقر إقامته في نيويورك، أكد ترامب عزمه على تسمية قضاة في المحكمة العليا يعارضون الإجهاض ويؤيدون الحق الدستوري بحيازة الأسلحة النارية.
ويتعين على ترامب الآن تعيين قاض في المحكمة العليا لأن هناك مقعداً فارغاً في الوقت الحالي. ويمكنه خلال ولايته الرئاسية، إجراء تعيينات أخرى في حال وفاة قضاة أو تقاعد آخرين من بينهم.
وفي ما يتعلق بالإجهاض اعتبر ترامب أن الكلمة الفصل يجب أن تعود إلى كل ولاية على حدة، حيث من المفترض أن يختار كل منها التشريع الخاص بها.
من جهة ثانية قال الرئيس المنتخب إنه لا ينوي إعادة النظر في زواح مثليي الجنس. وذكّر بأن المحكمة العليا أعطت حكمها في هذا الشأن، قائلا «إنه القانون وهو مناسب».
وسمحت المحكمة العليا في حزيران (يونيو) 2015، بزواج مثليي الجنس في الولايات المتحدة، وهو ما اعتبر نصراً لإدارة الرئيس باراك أوباما من قبل مناصري حقوق المثليين.
وأوضح ترامب لبرنامج «60 دقيقة» أنه يصرّ فور توليه الرئاسة على ترحيل حوالي ثلاثة ملايين من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة ممن لهم سجل إجرامي.
وتابع: «ما سنفعله هو جعل الأشخاص المجرمين ولهم سجلات إجرامية وأعضاء في عصابات وتجار مخدرات يخرجون من بلدنا أو نسجنهم. ولكننا سنخرجهم من بلادنا».
وخلال الحملة، تعهد ترامب بترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي معظمهم من أصول لاتينية. ولمّح ترامب إلى احتمال تراجع إدارته الجديدة عن وعود انتخابية، وقال إنه وكبار مستشاريه قد يتحلون بالمرونة بشأن بعض من الوعود الانتخابية.
تعديل «أوباماكير» وارد
وأظهر الرئيس المنتخب نوعاً من المرونة في حديثه عن ملف نظام التأمين الصحي المعروف باسم «أوباماكير» قائلاً إنه لا يستبعد «تعديله» والإبقاء على بعض بنوده المفيدة. وقال ترامب، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت» الأميركية، إنه يعتزم الإبقاء على جزء من البرنامج، الذي بدأ تطبيقه عام 2010.
وعزا ترامب تغيير موقفه بعد أن كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه في حال انتخابه، إلى اللقاء الذي جمعه بأوباما الذي اقترح عليه الحفاظ على أجزاء من هذا البرنامج الصحي.
وأضاف، في المقابلة التي أجريت معه في برج ترامب بنيويورك، «قلت له إنني سأدرس مقترحاته، وسأفعل ذلك احتراما له»، مشيراً الى أن برنامج «أوباماكير» سيتم تعديله أو إلغاؤه أو استبداله ببرنامج آخر.
ويعتزم ترامب خصوصاً الاحتفاظ بجزئين من برنامج «أوباماكير»، يتعلق الأول بمنع شركات التأمين من رفض أي مريض بسبب وضعه الصحي، فيما يتيح الثاني لأولياء الأمور إمكانية تمديد التغطية الصحية لأولادهم لفترة أطول.
أولويات الأميركيين
وكشف استطلاع للرأي أن قضية الرعاية الصحية تحتل قائمة القضايا التي يريد الأميركيون من الرئيس المنتخب التركيز عليها خلال الـ100 يوم الأولى من ولايته.
وحسب استطلاع «رويترز» الذي أجري في الفترة الممتدة بين التاسع و14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قال 21 بالمئة من المستجوبة آراؤهم إنهم يريدون من ترامب أن يولي اهتماما بهذه المسألة بمجرد تنصيبه رئيسا في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. وجاءت مسألة خلق الوظائف في المرتبة الثانية بنسبة 16 بالمئة ثم الهجرة بنسبة 14 بالمئة، وأخيرا مسألة العلاقات بين الأعراق (11 بالمئة).
ترامب يتنازل .. عن راتب الرئيس
أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنه سيتنازل عن المرتب البالغ نحو 400 ألف دولار سنوياً الذي يتقاضاه الرئيس الأميركي، وذلك في مقابلة تلفزيونية على شبكة «سي بي أس» بثت الأحد الماضي.
وأوضح قطب العقارات، الذي قدرت مجلة «فوربس» ثروته بنحو 3,7 مليار دولار، أنه لن يتقاضى سوى المبلغ الذي يلزمه به القانون أي دولاراً واحداً فقط سنوياً. وقال «أظن أنني يجب أن آخذ دولاراً واحداً بحسب القانون، لذا سآخذ دولاراً واحداً في السنة».
وحتى بعدما تنازل ترامب عن راتبه لصالح دافعي الضرائب، لم يسلم الرئيس المنتخب من انتقادات معارضيه حيث اعتبر بعض المعلقين الإعلاميين أن هذه الخطوة غير المسبوقة منذ عهد الرئيس الأول جورج واشنطن تعد خرقاً للبروتوكول.
Leave a Reply