تحت التهديد بالحرب .. لبنان يدخل في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بعد زيارة البابا
التقرير الأسبوعي
يرخي الغموض بظلاله على منطقة الشرق الأوسط التي تعيش مخاضاً مستمراً منذ اطوفان الأقصىب، وسط حالة من عدم اليقين تسود مختلف الساحات، وشهية إسرائيلية مفتوحة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاستراتيجية على حساب دول وشعوب المنطقة. فبينما يرتّب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أوراقه لزيارة البيت الأبيض للتفاهم حول االمرحلة الثانيةب من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة المحاصرة، لا يستبعد المراقبون أن تكون الزيارة المرتقبة قبل نهاية الشهر الجاري تمهيداً لعدوان جديد في المنطقة، قد يستهدف هذه المرة، لبنان، الذي ودّع لتوّه بابا الفاتيكان على وقع تهديدات أميركيةذإسرائيلية متواصلة بضرورة نزع سلاح احزب اللهب.
كذلك، تسري حالة الغموض على مصير سوريا، ومآلات نظام الرئيس المؤقت أحمد الشرع حيال العلاقة مع إسرائيل التي تمعن منذ سقوط النظام السابق، باستباحة محافظات جنوب سوريا غير آبهة بمواقف حكومة دمشق المهادنة. فيما شكل اشتباك مسلح بين أهالي بلدة بيت جن وقوات الاحتلال في محافظة ريف دمشق، حدثاً فارقاً على مسار فرص ولادة مقاومة شعبية تتصدى للأطماع الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وفي العراق أيضاً، بدت الساحة السياسية مرتبكة إزاء رسالة نسبت إلى المبعوث الأميركي للمنطقة، توم برّاك، تحذّر من مغبة انخراط فصائل المقاومة العراقية بمساندة احزب اللهب في لبنان، بحال اندلاع مواجه مع إسرائيل، فيما وجدت حكومة محمد شياع السوداني نفسها، في مأزق داخلي بعد إدراج احزب اللهب اللبناني وحركة اأنصار اللهب اليمنية ذابالخطأذ ضمن لائحة عقوبات رسمية تضم 24 كياناً اإرهابياًب بينها اداعشب واالقاعدةب.
اتفاق غزة
نقل موقع اأكسيوسب عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس ترامب يعتزم إعلان الانتقال للمرحلة الثانية من عملية السلام في غزة قبل عيد الميلاد. وقال المسؤولون إنهم يتوقعون لقاء بين نتنياهو وترامب قبل نهاية الشهر الجاري لبحث المرحلة التالية من اتفاق غزة، مشيرين إلى أنه سيتم الإعلان عن مجلس السلام بغزة خلال أسابيع قليلة.
وعلى أرض الواقع، يواصل الاحتلال انتهاك شروط االمرحلة الأولىب من الاتفاق، بذريعة عدم تسلمه جثمان آخر أسير إسرائيلي لدى احماسب، حيث استشهد خلال الأسبوع الماضي عدد من الفلسطينيين داخل وخارج الخط الأصفر برصاص جيش الاحتلال الذي قام أيضاً بنسف مبانٍ سكنية في مواقع مختلفة.
بدورها، جددت احماسب دعوتها للوسطاء والدول الضامنة والأطراف التي اجتمعت في شرم الشيخ، إلى الضغط على الاحتلال لوقف خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تعهداته، وفي مقدمتها فتح معبر رفح في الاتجاهين. وقالت الحركة إنها تواصل التزامها بالاتفاق، وسلّمت جثة أحد الأسرى، الأربعاء الماضي، وستواصل العمل لإنهاء ملف التبادل بالكامل.
ميدانياً، جاء مقتل العميل ياسر أبو شباب ليمثّل ضربة لمشروع الاحتلال في تأسيس ميليشيا بديلة في غزة، في وقت ترسّخ المقاومة حضورها وقدرتها على تفكيك شبكات العمالة وكشف عمليات الاغتيال الصامت.
ويشهد القطاع اتفاقاً لوقف إطلاق النار منذ العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بموجب خطة طرحها ترامب، إلا أن إسرائيل تخرق هذا الاتفاق يومياً، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء.
وأثار مقتل أبو شباب جدلاً واسعاً حول ملابساته وخلفياته، فيما وُصف من قبل مصادر أمنية وعشائرية بأنها انهاية طبيعيةب لرجل احترف العمالة ومهّد الطريق لإنشاء ميليشيا محلية مرتبطة بالاحتلال، تحت مُسمّى االقوات الشعبيةب. وكان أبو شباب قد بدأ مسيرته بسرقة المساعدات الإنسانية، قبل أن يتحوّل إلى وكيل ميداني للعدو في تنفيذ مهمات أمنية وعسكرية، كان من أبرزها تأمين ما سمّته إسرائيل االمناطق الآمنةب في شرقي رفح، ضمن مشروع ارفح الخضراءب، الهادف إلى فصل تلك المنطقة عن محيطها، وتحويلها إلى نموذج بديل لـاحماسب.
وفيما تحدّثت روايات أولية عن اغتياله من قبل مجهولين، أفادت صحيفة ايديعوت أحرونوتب العبرية بأن أبو شباب قُتل متأثّراً بجروحه بعد تعرّضه الضرب مُبرّح خلال شجار داخلي بين عناصر عصابتهب، وذلك على خلفية اصراعات متصاعدة حول حجم الارتباط بالأجهزة الإسرائيليةب. إلا أن مصادر عشائرية أكّدت أن قتله تمّ على أيدي اثنين من أبناء قبيلته، االترابينب، في اشتباك قبلي في شرقي رفح، في حين ذكرت مصادر إسرائيلية أخرى أنه اقُتل في عملية اغتيال متعمّدة ومُخطّط لها مُسبقاًب.
بدورها، لا تزال المقاومة تحاول استيعاب الواقع الميداني الطارئ في قطاع غزة، ولا سيما في ضوء مواصلة الاحتلال ترميم ابنك أهدافهب وتنفيذ عمليات انقضاض متفرّقة. وفي هذا السياق، دفعت عمليات الاستهداف الإسرائيلية التي طاولت كوادر في المقاومة، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير المشدّدة، بهدف إبقاء حالة التأهب قائمة لدى المقاومين، وضمان استمرار القيادة في الالتزام بـاتدابير الحماية والسريةب.
وفي الضفة الغربية، برزت خلال الأسبوع الماضي سلسلة عمليات فدائية، من بينها إصابة مجندة إسرائيلية في عملي دهس قرب مستوطنة اكريات أربعب في الخليل، وطعن جنديين في مستوطنة اعطيرتب قضاء رام الله.
وقد نعت احماسب منفّذ اعملية الطعن البطوليةب الشهيد محمد رسلان أسمر من بلدة بيت ريما، مؤكدةً أنها اردّ طبيعي على جرائم الاحتلال، ورسالة واضحة بأن محاولاته كسر إرادة شعبنا عبر العمليات العسكرية والقتل والاعتقالات اليومية والإعدامات الميدانية لن تجدي نفعاًب.
ورأت احماسب أن اتتابع عمليات المقاومة خلال أقل من 12 ساعة بين الخليل ورام الله، يؤكد فشل الاحتلال في فرض معادلات الأمن والردع التي يدعيهاب.
من جهتها، اعتبرت حركة االجهاد الإسلاميب أن االعمليات البطولية التي ينفذها أبناء شعبنا بحق جنود الاحتلال في الضفة المحتلة والقدس، والتي تصاعدت خلال الساعات الماضيةب، هي رد اعلى تمادي جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين في ممارساتهم الإجرامية بحق شعبنا في الضفة المحتلة، وعمليات التدمير الممنهج والاعتقال والإعدام الميداني ومصادرة الأراضي وحرق المحاصيل الزراعية وترويع الآمنين في بيوتهم وأراضيهمب.
زيارة نتنياهو
بحسب الصحافة الإسرائيلية، سيعقد اجتماع بين ترامب ونتنياهو، هو الخامس من نوعه منذ تولّي الأول السلطة قبل 10 أشهر. وجرى الترتيب للاجتماع الجديد خلال مكالمة هاتفية بين الرجلين، تمحورت حول سوريا ذوفق بيان صادر عن مكتب نتنياهوذ علماً أن ترامب واكب الاتصال بمنشور على منصته اتروث سوشيالب طالب فيه، مُحدّثه ابعدم التدخّل في تطوّر سوريا إلى دولة مزدهرةب.
وشكّل طابع العجلة لدعوة الزيارة الجديدة التي وجّهها ترامب إلى نتنياهو، تساؤلات المراقبين حول احتمالات تدهور الوضع مع إيران وحلفائها في المنطقة في المرحلة المقبلة، ولا سيما في ظلّ التهديدات المتزايدة بين تل أبيب وطهران، وفي ظل سياسة الخداع التي مارسها ترامب ونتنياهو قبل حرب الـ12 يوماً على إيران في حزيران (يونيو) الماضي.
وتشي التحرّكات الدبلوماسية الأميركية في المنطقة أن واشنطن تستهدف تطويق إيران، إضعاف نفوذها، ولا سيما في المحيط المباشر لإسرائيل. ولذلك، فإن الضغط الأميركي الأقوى يمارَس، في هذه الأثناء، في ساحات تتلاقى فيها سياسات واشنطن وتل أبيب ذمثل العراق ولبنانذ على أمل تحقيق تغييرات تُغني عن الحرب.
إسرائيلياً، جاءت دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض بعد الهزّة السياسية الكبرى التي تسبّب بها طلبه من رئيس الدولة، إسحق هيرتسوغ، إصدار عفو عنه في قضايا الفساد التي يُحاكم فيها؛ وهو طلب كان ترامب نفسه تقدّم به خلال زيارته لإسرائيل في أكتوبر الماضي، إذ سيكون لهذا التحوّل تأثير كبير على مسار الحروب الدائرة حالياً، كونه يضع نتنياهو في موقع أضعف لتنفيذ برنامجه الخاص، ويجعله قابلاً للمساومة أكثر من ذي قبل، ما يتيح للبرنامج الأميركي في شأن سوريا وغزة أن يتقدّم خطوة على حساب برنامج نتنياهو وحكومته اليمينية.
ووجّهت إلى نتنياهو، عام 2019، اتهامات بتلقي رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بعد تحقيقات مطولة، وبدأت محاكمته في 2020.
أما الوضع مع إيران ولبنان والعراق، فهو أكثر غموضاً؛ فالتلويح بعدوان إسرائيلي بات سمة خطاب واشنطن في لبنان. وفي العراق، استدعى الأمر زيارة من المبعوث الخاص إلى سوريا، والمُكلّف بملف لبنان، توم برّاك، إلى بغداد لنقل تهديد بضربة إسرائيلية قد تتعرّض لها الأخيرة إذا تدخّلت الفصائل العراقية لمصلحة احزب اللهب، الذي تستعدّ إسرائيل، بحسب ما سُرّب عنه، لتوجيه ضربة وشيكة إليه.
لبنان بعد زيارة البابا
رغم التزام احزب اللهب التام باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، يواصل جيش الاحتلال خروقه اليومية والتي عادت لتتجدد فور مغادرة بابا الفاتيكان، ورغم التنازل الذي أقدمت عليه السلطة في لبنان، من خلال الدخول في مفاوضات مباشرة ذات طابع سياسي، حيث جاء الرّد الإسرائيلي على شكل تصعيد عسكري عبر نشر المُسيّرات وشن غارات متفرقة.
وما إن غادرت طائرة البابا لاون الرابع عشر، الذي حثّ اللبنانيين في بيروت على الحوار ونزع السلاح من القلوب، حتى عادت قضية المفاوضات مع إسرائيل إلى الواجهة. إذ كلّف لبنان السفير السابق سيمون كرم بترؤّس وفد المفاوضات القائمة مع إسرائيل عبر لجنة الـاميكانيزمب، بقرار الرئيس جوزيف عون والتنسيق مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، مؤكداً أنه الن تكون هناك أي تنازلات عن سيادة لبنان في أي اتفاق مع إسرائيلب.
ونقل موقع اإسرائيل هيومب الإسرائيلي عن مسؤول مطلع قوله ان االإجتماع المقبل بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين سيكون في 19 كانون الأولب الجاري، فيما قال موقع اأكسيوسب إن الولايات المتحدة توسطت في أول محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1993، اعلى أمل أن يساعد الاجتماع في خفض التوترات بين البلدين، ومنع تجدد الحرب في لبنانب.
في المقابل، توالت التقارير الصادرة في الأيام الأخيرة عن وسائل إعلام أجنبية وإسرائيلية حول احتمال تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضد بنى حزب الله في لبنان، وسط ما تصفه تل أبيب بـاالتعاظم الخطير والمتسارعب لقدرات الحزب بعد وقف إطلاق النار نهاية عام 2024، نقل موقع اوالاهب الإسرائيلي عن امصادر أمنية وسياسيةب قولها إن ااحتمالات التصعيد باتت مرتفعة، وإن صبر إسرائيل شارف على النفاد، فيما يواصل حزب الله إعادة بناء قوته العسكرية بوتيرة كاملةب.
وكان البابا لاون الرابع عشر قد أطلق نداء لـاتوقف الهجمات والأعمال العدائيةب، مؤكداً أن االقتال المسلح لا يجلب أية فائدة. فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبنيب. ووجه، في كلمة من مطار بيروت الدولي في ختام زيارته إلى لبنان اليوم، تحية إلى اجميع مناطق لبنان التي لم أتمكن من زيارتها: طرابلس والشمال، البقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصة حالة من الصراع وعدم الاستقرار. أعانق الجميع وأرسل الى الجميع أمانيَّ بالسلامب.
وفي اليوم الأول من الزيارة، رأى البابا لاون الرابع عشر أنه الا سلام من دون محادثات وحوارب، متضرّعاً ابشكل خاص من أجل لبنان وكل المشرقب.
وسبق تصريحات البابا نشر تقارير إسرائيلية تفيد بأن جيش الاحتلال ابدأ بالتحضير لهجمات واسعة النطاق على لبنان في المستقبل القريبب. وهو ما تزامن مع إبلاغ مسؤول عسكري إلى صحيفة ايسرائيل هيومب، أنّ إسرائيل اوحدها قادرة على نزع سلاح حماس في غزة وحزب الله في لبنانب، مضيفاً اأنّ رئيس الأركان إيال زامير، سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث قضايا غزة ولبنان وسوريا، وتنسيق خطوات نزع سلاح حزب اللهب.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قدمت للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس أدلة على استمرار حزب الله في تعزيز قوته بلبنان، محذرة من أن استمرار هذه الإجراءات سيؤدي إلى ردود فعل من الجيش الإسرائيلي.
ووفق الهيئة فإن الولايات المتحدة تحاول في هذه المرحلة تهدئة الأمور، لكن إسرائيل ترى بأن التصعيد في لبنان اأمر لا مفر منهب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، تفاصيل الغارة التصعيدية التي استهدفت القيادي العسكري في احزب اللهب هيثم الطبطبائي، قبل أيام قليلة من زيارة البابا، عبر ضربة مفاجئة لشقة في الضاحية الجنوبية دون أي تحذير مسبق، ما يعكس الطابع الاستخباراتي للعملية بعد التحقق من وجوده داخل الموقع.
وتتهم إسرائيل الطبطبائي بأنه قيادي مركزي في الحزب منذ الثمانينيات، تولى قيادة قوات الرضوان وإدارة عمليات الحزب في سوريا، وتعتبره واشنطن من أبرز قادته العسكريين، وقد رصدت 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
بوادر مقاومة في سوريا
على وقع التصعيد الإسرائيلي المستمرّ في الجنوب السوري، بما فيه الاعتداء على منطقة بيت جن على أطراف دمشق، والذي ذهب ضحيته 14 شهيداً وأُصيب آخرون، أعلن نتنياهو، تمسّكه بموقفه المعلن حول إقامة منطقة عازلة في الجنوب، بالإضافة إلى الاحتفاظ بالمناطق التي احتلّتها إسرائيل بعد سقوط النظام السابق، بما فيها قمة جبل الشيخ ومنابع المياه العذبة. وجاءت تصريحات نتنياهو بعد تداول تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية عن وصول المفاوضات مع دمشق إلى طريق مسدود، لتكون بمثابة ردّ مباشر على الدعوة التي وجّهها ترامب، لـاالحوار بين دمشق وتل أبيبب.
وكان ترامب قال، في منشور له على منصته الخاصة اتروث سوشيالب، إنه يجب اأن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سورياب، معتبراً أن الشرع، ايعمل بجدٍّ لضمان تحقيق النتائج الإيجابيةب، مضيفاً أن اهذه الجهود تمثّل فرصة تاريخية لتعزيز علاقة طويلة ومزدهرة بين سوريا وإسرائيلب. ولفت إلى أن اهذه الخطوة تأتي ضمن النجاحات التي تحقّقت من أجل بلوغ السلام في الشرق الأوسطب، معرباً عن رضى بلاده التام عن النتائج التي أُنجزت في سوريا. وبعد ساعات من منشوره، دعا الرئيس الأميركي، نتنياهو، خلال اتصال هاتفي بينهما، لزيارة البيت الأبيض في االمستقبل القريبب.
وفي موازاة هذه التطورات، زار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، دمشق، بعد يوم واحد من إعلان القيادة المركزية الأميركية اسنتكومب، تنفيذ عملية مشتركة هي الأولى بعد انضمام السلطات الانتقالية إلى االتحالف الدولي ضد داعشب. وذكرت اسنتكومب أن العملية، التي نُفّذت بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية جنوبي البلاد بين 24 و27 نوفمبر المنصرم، استهدفت أكثر من 15 مستودع أسلحة تابعة لتنظيم اداعشب، معتبرة ذلك اخطوة مهمةب ضد محاولات التنظيم إعادة تنظيم صفوفه في المنطقة.
وفي سياق التصعيد المستمر للتحركات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، توغلت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي في عدة مواقع في ريف القنيطرة وريف دمشق.
وفي بوادر ولادة مقاومة شعبية للاحتلال، نقل موقع اواللاب العبري أن جنود الاحتلال فروا من بلدة بيت جن بعد اندلاع اشتباك مسلح مع الأهالي، تاركين وراءهم آلية عسكرية، ما أجبر الطيران على قصفها.
وإذ حمّل جيش الاحتلال تنظيم االجماعة الإسلاميةب مسؤولية ما جرى في بيت جن، فإن الواقعة تتجاوز، في العقل الإسرائيلي، كونها مجرد حادث أمني أو مواجهة موضعية في إطار عمليات التوغّل الإسرائيلية شبه االروتينيةب في الجنوب السوري؛ إذ هي تكشف، في العمق، أن هذه المنطقة تنطوي على مزايا جغرافية واجتماعية وأمنية تجعلها قابلة للاشتعال عند أي احتكاك.
وفي حين أن هذا التوغل ليس الأول من نوعه بعد سقوط النظام، بعدما شهدت بلدة بيت جن توغلات مكثفة، أبرزها خلال شهر حزيران 2025، إلا أنّه للمفارقة، وجدت قوات الاحتلال نفسها، هذه المرة، في احتكاك مباشر مع خلايا مقاومة، وسط مواطنين كانوا يراكمون، بشكل متزايد، شعوراً بالضغط والاستياء من الممارسات الإسرائيلية الإجرامية، وعلى رأسها القتل المتعمد لمدني من ذوي الاحتياجات الخاصة بدم بارد، واعتقال 7 مدنيين، 5 منهم من عائلةٍ واحدة، في 22 حزيران 2025.
وكان االمرصد السوري لحقوق الإنسانب قد أشار في تقرير مفصّل إلى التوغّلات والجرائم الإسرائيلية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية الشهر الفائت، والتي بلغت نحو 90 توغلاً مخلفة 35 قتيلاً ومصاباً، فيما سُجلت أكبر حصيلة للضحايا خلال أكبر اقتحام لجنود العدو في بلدة بيت جن يوم الجمعة الفائت (13 قتيلاً).
وفي مؤشر على التأثير الكبير الذي ولّدته حادثة المقاومة الشعبية الأخيرة لإسرائيل، ارتفعت أصوات داخل االمؤسسة الأمنية الإسرائيليةب، تشدّد على ضرورة عدم السماح لأي جهة، منظمة أو محلية، بالتمركز بالقرب من احدود إسرائيلب، باعتبار ذلك اخطأ استراتيجياً قاتلاًب. وذهبت بعض تلك الأصوات إلى حدّ اعتبار الوضع الراهن في سوريا اغير مستقرّ بالقدر الذي يسمح بترتيب اتفاقيات أو تفاهمات أمنية طويلة المدىب، مجادلةً بأنّه لا يمكن الركون إلى أيّ مسار تفاوضي أو سياسي في ظلّ اواقع يتبدّل ميدانياً خلال ساعاتب. ويعكس المنطق المشار إليه عودة إسرائيل إلى التمسك بضرورة الحفاظ على عدد من النقاط الجغرافية، وفي مقدّمتها منطقة الحرمون التي تُعتبر امرتفَعاً سيادياًب، والتي ترى تل أبيب أن التخلي عنها هو بمثابة امغامرة غير محسوبةب، لا يمكن للعقل الأمني الإسرائيلي اتقبّلهاب.
وفي سياق متصل جدد التأكيد على الحقوق الفلسطينية والسورية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، قرارين لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل من فلسطين وهضبة الجولان السورية.
وطُرح مشروع القرار الخاص بفلسطين من قبل جيبوتي والأردن وموريتانيا وقطر والسنغال وفلسطين. وصوّتت 151 دولة لصالح مشروع القرار، بينما عارضته 11 دولة، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، وامتنعت 11 دولة عن التصويت.
واعتمدت الجمعية العامة أيضاً قراراً آخر طرحته مصر يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من هضبة الجولان السوري. وصوّتت 123 دولة لصالح القرار، بينما عارضته 7 دول، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، في حين امتنعت 41 دولة عن التصويت.
ضغط أميركي على العراق
شهدت الساحة السياسية في العراق، الأسبوع الماضي، أكبر هزّة لها منذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني عام 2022، وذلك بعد نشر الجريدة الرسمية لائحة تضم 24 كياناً اإرهابياًب تشمل احزب اللهب اللبناني وحركة اأنصار اللهب اليمنية. ولم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق، حتى بدأت ردود فعل غاضبة ترفع مستوى الضغط إلى ذروته، قبل أن تتراجع الحكومة وتعلن أن إدراج الحزب والحركة كان اخطأًب سيتم تصحيحه.
وبدت المؤسسات العراقية، إثر انتشار الخبر، في حالة فوضى؛ إذ أعلنت لجنة اتجميد أموال الإرهابيينب أن اللائحة نُشرت اقبل تنقيحهاب، وأن الموافقة العراقية التي جاءت بناءً على طلب من الحكومة الماليزية، اقتصرت على أسماء مرتبطة بـاداعشب واالقاعدةب. كما تدخّل محافظ البنك المركزي بإصدار كتاب عاجل يطالب بحذف الفقرات التي شملت اكيانات أُدرِجت خطأب. إلا أن هذا الاستدراك لم يمنع موجة الغضب التي كانت قد انفجرت، بعدما اعتبرت الفصائل أن إدراج الحزبَين لا يمكن أن يكون مجرّد اهفوة تقنيةب.
ومع توسّع الانتقادات، اضطر مكتب رئيس الوزراء إلى إصدار بيان أكّد فيه أن ما نُشر الا يعكس موقف الحكومةب، مبيّناً أن االخطأ ناجم عن إدراج غير مُنقّحب، مدافعاً بأن اموقف العراق السياسي والإنساني تجاه لبنان وفلسطين مبدئي وغير قابل للمساومةب. كما وجّه السوداني بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن الخطأ.
وتزامن هذا التطور مع تحذيرات جازمة نسبت إلى المبعوث الأميركي توم برّاك، بشأن تدخل العراق في أي مواجهة عسكرية مع احزب اللهب في لبنان.
وبحسب ما بثّته القناة االعربيةب السعودية، حذّر برّاك االحكومة العراقية صراحة من تعرّضها لضربة إسرائيلية قاسية إذا تدخّلت أي فصائل عراقية لمساندة حزب الله في حال اندلاع المواجهة، معتبراً أنّ أي دخول من هذا النوع سيُنظَر إليه كتصعيد مباشر قد يستدعي رداً عسكرياً على الأراضي العراقيةب. وبرغم أن المتصلين ببرّاك أكّدوا أنه قام بنقل هذه الرسائل، إلا أن مصادر عراقية قريبة من رئاسة الحكومة نفت هذه المعلومات، وقالت، إن برّاك جاء بناءً على موعد مُحدّد سابقاً، وله علاقة بملف العلاقات العراقيةذالسورية.






Leave a Reply