فينيكس، مكسيكو – «صدى الوطن»
في أسبوع حافل بالمواقف والتجمعات الانتخابية تنكر المرشح الجمهوري دونالد ترامب لتأييد جماعة «كو كلوكس كلان» العنصرية قبل توجهه الى المكسيك في زيارة مفاجئة حيث التقى رئيس البلاد قبل أن يلقي في اليوم التالي خطاباً جماهيرياً في أريزونا أكد فيه أنه سيسعى الى ترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين من البلاد في حال فوزه بالرئاسة.
ترامب مصافحاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة مكسيكو مساء الأربعاء الماضي. (رويترز) |
وكان ديفيد ديوك، القائد السابق لمجموعة «كو كلوكس كلان» العنصرية، قد دعا الناخبين إلى التصويت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، غير أن ترامب رفض الدعم.
وقال ديوك في رسالة وصلت إلى هواتف العديد من الناخبين في لويزيانا «سنصبح أقلية في بلادنا ما لم يحصل منع فوري للهجرة الجماعية». وأضاف «حان وقت الدفاع عن أنفسنا والتصويت لدونالد ترامب رئيساً للبلاد، والتصويت لي أنا، ديفيد ديوك، في انتخابات مجلس الشيوخ».
ورفض فريق ترامب على الفور أي ارتباط مع ديوك، الذي يعتبر إحدى شخصيات اليمين المتطرف العنصري في الولايات المتحدة، حيث قالت كاترينا بييرسن، المتحدثة باسم ترامب لشبكة «سي أن أن»، «هذا مثير للقلق تماماً، فريق ترامب لا يعرف شيئا عن حملة ديفيد ديوك، ونحن تنصلنا من ديفيد ديوك ولا نؤيد أياً من نشاطاته». وتسعى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى مواصلة الربط بين ترامب وديوك، من أجل إقناع الناخبين من الأقليات بأن منافسها في السباق إلى البيت الأبيض رجل عنصري.
ويرى منتقدو ترامب أن دعواته لبناء جدار حدودي مع المكسيك ومكافحة «الإسلام الراديكالي» ووضع قيود مؤقتة على هجرة المسلمين وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، دعوات تنمّ عن عنصرية تجاه الأقليات.
في المكسيك
عشية إلقائه خطاباً رئيسياً بشأن الهجرة، توجه ترامب مساء الأربعاء الماضي الى العاصمة المكسيكية حيث أكد للرئيس إنريكي بينا نييتو أن للولايات المتحدة الحق في بناء جدار حدودي لوقف الهجرة غير الشرعية لكن ترامب الذي سجل تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي الأخيرة لم يناقش مسألة دفع المكسيك الى تمويل كلفة بنائه. وفي زيارة غير متوقعة لبلد دأب على النيل منه ووصفه بأنه المصدر الرئيسي للهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات أجرى ترامب محادثات استمرت نحو ساعة مع الرئيس المكسيكي في مقر إقامته بدعوة من الأخير. وقال ترامب «بحثنا الجدار بالفعل لكننا لم نبحث تمويل الجدار الذي سيبحث في وقت لاحق حيث كان هذا لقاء أوليا للغاية .. لقد كان لقاء ممتازاً».
وفي المقابل طالب بينا نييتو المرشح الجمهوري باحترام المكسيكيين. كما أعلن مكتبه أنه أرسل دعوة لترامب، وأخرى لمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون التي لم تستجب له.
وقال بينا نييتو وهو يقف إلى جوار ترامب «المكسيكيون في الولايات المتحدة أناس شرفاء … المكسيكيون يستحقون احترام الجميع».
وكان ساسة معارضون وأكاديميون في المكسيك قد عبروا عن عدم ثقتهم في أن بينا نييتو سيستضيف ترامب الذي اتهم المكسيك بإرسال المجرمين والمغتصبين عبر الحدود وباستغلال الولايات المتحدة في الاتفاقيات التجارية.
وجاءت زيارة ترامب إلى مكسيكو سيتي قبل ساعات من خطابه في ولاية أريزونا الحدودية بشأن كيفية تصديه للهجرة غير الشرعية إذا فاز في الانتخابات.
الهجرة غير الشرعية
وأمام الآلاف من أنصاره أكد ترامب، صباح اليوم التالي في مدينة فينيكس، أن أي شخص يتواجد في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية «سيصبح عرضة للترحيل»، في حال انتخابه رئيساً. وقال ترامب في خطاب ألقاه بولاية أريزونا إن المهاجرين المخالفين «أمامهم طريق واحد فقط» هو الذهاب إلى بلادهم والتقدم بطلب للعودة بصورة شرعية.
وتعهد بأنه لن يمنح أحدا إقامة شرعية أو الجنسية الأميركية إذا كان قد دخل البلاد بشكل غير قانوني.
وبعدما أعلن الرئيس المكسيكي على «تويتر» إثر لقائه مع ترامب، أنّه أكد له أن بلاده ترفض تمويل الجدار الذي يعتزم رجل الأعمال الثري اقامته بين البلدين لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أميركا اللاتينية، أكد المرشح مرة جديدة انه سيجعل المكسيك تغطي تكاليف البناء.
ثم عرض خطة من عشر نقاط من أجل إصلاح نظام الهجرة، مستبعدا تشريع أوضاع أي من الـ11 مليون مهاجر غير شرعي المقيمين حاليا في الولايات المتحدة.
وقال «رسالتنا للعالم ستكون التالية: لن يكون بوسعكم الحصول على وضع قانوني أو أن تصبحوا مواطنين أميركيين بالدخول الى بلادنا بصورة غير شرعية».
وأكد انه سيبدأ «منذ الساعة الاولى» بترحيل مليوني مهاجر غير قانوني «مجرّمين»، والغاء المراسيم التي وقعها الرئيس باراك أوباما وقضت بتشريع اوضاع مهاجرين غير شرعيين بصورة مؤقتة.
كما يعتزم زيادة عديد جهاز الهجرة الفدرالي (آيس) بثلاثة اضعاف وزيادة عديد حرس الحدود من عشرين ألفا حالياً الى 25 ألفا. ويعتزم ترامب تشديد المراقبة على الوافدين لمنعهم من تخطي مهلة تاشيرات الدخول، وإصلاح نظام تأشيرات الدخول. اما بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين المقيمين منذ سنوات في الولايات المتحدة وليس لديهم أي سجل جنائي، فقال ترامب انه «سيكون امامهم وسيلة واحدة لا غير: العودة الى بلادهم وتقديم طلب لمعاودة الدخول طبقا لقوانين نظام الهجرة الجديد الذي عرضته للتو».
وتابع انه بعد «سنوات عديدة»، وبعدما يتم بناء الجدار ووقف الهجرة غير الشرعية، سيكون من الممكن دراسة «تدابير ملائمة» للأشخاص «المتبقين».
وعلقت هيلاري كلينتون على الخطاب معلنة «ليس هناك دونالد ترامب اخر. هو لم يتغير» في إشارة الى تشدده حيال مسألة الهجرة.
يحسّن حظوظه
ونجح ترامب في إعادة التوازن لحملته في ظل غياب منافسته كلينتون عن الأضواء خلال الأسبوع الماضي، فالمرشح الجمهوري إعتمد سياسة الخطابات المكتوبة، لأمرين: إلزام منافسته في الرد عليه وفق ما هو مكتوب، والاهم منع وسائل الاعلام من تأويل أو تحوير خطاباته الارتجالية وتفسيرها أو وضعها في غير مكانها لإظهاره بموقع المعادي للأقليات. التغييرات التي اجراها ترامب في حملته الانتخابية على صعيد الهيكلية القيادي بالاضافة الى لقاءاته مع قياديين أميركيين من أصول لاتينية، ورسائله الى الناخبين الافارقة الاميركيين لكسبهم الى جانبه لعبت دوراً إيجابياً انعكس في استطلاعات الرأي. وقد قرر ترامب التوجه الى ديترويت يوم السبت المقبل في «زيارة صامتة» بعد تراجع الكنيسة المضيفة عن منحه فرصة القاء خطاب أمام رعيّتها والاكتفاء بمقابلة مسجلة ستبث بعد قرابة أسبوع.
كما استفاد ترامب من عدة أمور تتعلق بمنافسته كقضية بريدها الالكتروني التي لم تخمد أصلاً وطفت الى العلن بقوة هذه الايام، وأيضاً مؤسسة كلينتون الخيرية، وأيضاً عدم خروجها بشكل مكثف في لقاءات انتخابية كترامب الذي تنظم حملته مهرجانات انتخابية كل يوم تقريباً في مختلف الولايات.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة والتي يضعها الموقع في خانة كلينتون، تعادل ترامب وكلينتون مثل أوهايو ونورث كارولاينا، بالمقابل تتقدم كلينتون في فلوريدا بفارق يتراوح بين اثنين الى خمس نقاط، وفي بنسلفانيا أيضاً حيث تشير الاستطلاعات الى تفوقها بفارق اثنين الى سبع نقاط وميشيغن من سبع الى عشر نقاط.
وأشار استطلاع راي جديد نشر الاربعاء الماضي الى أن شعبية هيلاري كلينتون تهاوت الى مستوى قياسي حيث باتت تقريباً مكروهة بمستوى دونالد ترامب لدى الناخب الاميركي. ومع انها لا تزال في المقدمة في استطلاعات الانتخابات الرئاسية، فان المرشحة الديمقراطية نالت معارضة 59 بالمئة من الآراء مقابل 60 بالمئة لمنافسها الجمهوري، بحسب استطلاع أجرته «واشنطن بوست» و«أي بي سي نيوز»، وتحظى كلينتون بنسبة تاييد تبلغ 38 بالمئة مقابل 37 بالمئة لترامب، بعد أسابيع من تقدمها عليه.
Leave a Reply