صور احتجاز الأطفال تثير احتجاجات محلية ودولية واسعة
واشنطن – «صدى الوطن»
تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي عن سياسة هجرة سببت غضباً في الداخل والخارج بتوقيعه على أمر تنفيذي ينهي فصل الأطفال عن ذويهم إذا ضبطت الأسر وهي تعبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل غير مشروع.
وقال ترامب للصحفيين خلال توقيع الأمر «إنه يتعلق بإبقاء الأسر معاً مع التأكد في نفس الوقت من أن لنا حدوداً منيعة وقوية للغاية».
وسبق أن أصر ترامب على أنه لا يمكنه فعل شيء لمنع سياسة فصل الأسر التي أقرها المشرعون الديمقراطيون قبل سنوات، متهماً هؤلاء بالمسؤولية عن الأزمة الحالية قائلاً إنهم يعطلون أي إصلاح بشأن الهجرة في الكونغرس.
وخلال توقيعه للأمر التنفيذي، أكد ترامب أن هذه الخطوة لا تشكل حلاً كافياً لحماية الأطفال من «صناعة التهريب»، على حد قوله.
وأكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن القرار التنفيذي للرئيس ترامب سينهي سياسة فصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم ونقلهم إلى دور رعاية الأطفال في الولايات الأميركية.
وسيسمح القرار ببقاء الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم في مراكز الاحتجاز، وإعطاء الأولوية للأسر التي برفقتها أطفال وتسريع إجراءات النظر في ملفاتها للهجرة، وفقاً للمسؤول.
وخلال الأسابيع الخمسة الماضية تم فصل أكثر من 2300 قاصر عن أسرهم تطبيقاً لسياسة جديدة صارمة لوكالات إنفاذ القانون الأميركية في محاولة للحد من الهجرة غير الشرعية.
وشدد البيت الأبيض على أن سلطات الهجرة لا تفعل سوى تطبيق القانون وإن الأمر يحتاج لتدخل الكونغرس لتعديله وإنهاء فصل أفراد الأسر عن بعضهم البعض.
وبين 19 نيسان (أبريل) و31 أيار (مايو) تم فصل 1995 طفلاً عن 1940 بالغاً اعتقلتهم دوريات حرس الحدود استعداداً لمقاضاتهم بسبب عبورهم الحدود بطريقة غير شرعية،.
ويبدو أن أرقام المعتقلين ارتفعت منذ إعلان إدارة ترامب في وقت سابق من العام الجاري «سياسة عدم التهاون» حيال عبور الحدود بطريقة غير شرعية.
وعلى الرغم من تنديد دولي باعتقال الأطفال، أصر المسؤولون في الإدارة على أن هؤلاء القصر يلقون معاملة لائقة.
وكان ترامب قد أكد، الاثنين الماضي، أنه لن يسمح بأن تتحول الولايات المتحدة إلى «مخيم للاجئين» وأضاف «لن تكون كذلك أبداً. ترون ما يحدث في أوروبا ومناطق أخرى. لن نسمح بحدوث ذلك للولايات المتحدة. ليس في عهدي».
احتجاجات واسعة
وأثارت القضية احتجات شعبية وسياسية واسعة في الداخل الأوروبي، إضافة إلى انتقادات دولية نادرة للولايات المتحدة، سواء من الدول الغربية أو مجلس حقوق الإنسان الذي انسحبت منه واشنطن الثلاثاء الماضي.
وتم تنظيم العديد من التظاهرات الاحتجاجية في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة رفضاً لسياسة فصل الأسر، فيما سارعت المنظمات الحقوقية إلى الإعلان عبر موقع MoveOn.org عن تظاهرات احتجاجية ضخمة تشمل العاصمة واشنطن وعشرات المدن الأميركية الأخرى يوم ٣٠ حزيران (يونيو) الجاري.
وتشمل قائمة المدن التي ستشارك في الحركة الاحتجاجية في ولاية ميشيغن، كلا من ديترويت وآناربر وفلنت وغراند رابيدز وكالامازو وبونتياك وبورت هيورون ومدناً أخرى.
كما دعت «حركة المسيرات النسائية» إلى عصيان مدني يوم ٢٨ يونيو القادم وصولاً إلى موعد المظاهرة الصخمة في العاصمة واشنطن، بحسب المنظمين.
غير أن توقيع ترامب على القرار التنفيذي بمنع فصل الأسر، من شأنه أن يفقد هذه الحملة الاحتجاجية زخمها رغم قساوة الصور والتسجيلات الصوتية التي نشرتها وسائل الإعلام مطلع الأسبوع الماضي.
وقد أظهرت الصور عشرات الأطفال، وهم داخل قفص حديدي ضخم في مستودع بولاية تكساس يستخدم كمكان لاحتجازهم المؤقت، فيما بثت تسجيلات صوتيه يُسمع من خلالها نحيب الأطفال وهم يطالبون برؤية أمهاتهم.
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، قد دعا، الاثنين الماضي، الولايات المتحدة إلى وقف ممارسة فصل أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن أهاليهم.
وقال رعد الحسين في افتتاح الجلسة الـ38 لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إنه قلق جداً بشأن القوانين التي اتخذت مؤخراً في الولايات المتحدة وتفرض العقاب على الأطفال على ما فعله ذووهم. وذكر المفوض السامي بيان الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الذي وصف إجراءات واشنطن على حدودها الجنوبية بـ«العنف المستباح ضد الأطفال» الذي «قد يؤدي إلى ضرر للصحة لا يعوض».
وفي خطوة مفاجئة، توجهت السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا ترامب، الخميس الماضي إلى تكساس حيث زارت مركزاً للخدمات الاجتماعية يشرف على رعاية أطفال مهاجرين غير شرعيين. وشملت مركزا لإيواء الأطفال وأحد مواقع الاحتجاز التابعة لحرس الحدود، للاطلاع على أحوال الأطفال المحتجزين مؤقتاً.
Leave a Reply