واشنطن – قال الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي، خلال قمة جمعته برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه يطمح إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، طالما أن الطرفين لديهما استعداد لذلك.
وجاء لقاء القمة في البيت الأبيض في الوقت الذي دخل فيه إضراب الكرامة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أسبوعه الثالث، وبعد أيام على تبنى حركة «حماس» لوثيقة مبادئ سياسية جديدة تدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، وهو ما أكد عباس تمسك الجانب الفلسطيني به كحلّ للصراع مع إسرائيل.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك في حديقة البيت الأبيض، أكد ترامب عزمه على العمل مع إسرائيل والفلسطينيين للوصول إلى اتفاق السلام. وأضاف أن على الطرفين إيجاد سبل لوقف التشجيع على العنف.
وقال الرئيس الأميركي إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وإن «الإسرائيليين والفلسطينيين سيبدأون عملية من أجل محادثات سلام»، مؤكداً أن سيكتفي بلعب دور الوسيط دون فرض أية شروط وأفكار مسبقة على الطرفين، رافضاً تدخل أي جهة أو منظمة دولية لفرض الحلول.
وأبدى ترامب اعتقاده أن الإسرائيليين والفلسطينيين كليهما يرغبان في إبرام اتفاق، مشيراً إلى أن «إبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط سيكون صعباً» ولكنه أعرب عن ثقته بأن يقوم عباس بتوقيع اتفاق نهائي للسلام في البيت الأبيض خلال فترة حكمه. وبعد شهرين ونصف شهر من زيارة نتانياهو للبيت الأبيض، كان ترامب شخصياً في استقبال عباس لدى نزوله من السيارة.
وقال ترامب في مستهل لقائهما في المكتب البيضاوي: «آمل بان يحصل شيء رائع بين الطرفين».
ومن جانبه، قال عباس إنه يتطلع للعمل مع الرئيس ترامب للتوصل إلى «صفقة السلام التاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وأضاف أن الخيار الاستراتيجي هو تحقيق مبدأ الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عن إيمانه بقدرة ترامب على النجاح «لأن لديكم الإرادة والرغبة في هذا النجاح»، مؤكداً «آن الأوان لأن تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية».
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب طلب من عباس اتخاذ مجموعة من الخطوات بينها وقف التحريض على العنف ووضع حد للتصريحات الفلسطينية المعادية لإسرائيل. ومن المنتظر أن يجدد ترامب خلال هذا اللقاء تأكيد التزام واشنطن بمساعدة الفلسطينيين على تحسين ظروفهم الاقتصادية.
وثيقة حماس
أعلنت حركة حماس الأسبوع الماضي قبولها بإقامة دولة فلسطينية واحدة، عاصمتها القدس، على حدود عام 1967 دون الاعتراف بإسرائيل.
وجاء ذلك ضمن ما قالت الحركة إنها «وثيقة مبادىء سياسة جديدة» كشفت عنها خلال مؤتمر صحفي موسع في العاصمة القطرية الدوحة بحضور عدد كبير من قيادات الحركة كما تواصل الحضور مع عدد آخر من قيادات الحركة في قطاع غزة. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، إن الوثيقة تعبر عن التطور السياسي للحركة وانفتاحها، مؤكداً أنها تعد جزءاً من ادبيات حماس وتمهد لوثائق أخرى في المستقبل.
وتنص الوثيقة على حق العودة لجميع الفلسطينيين خارج ديارهم كما ترفض جميع المشروعات الهادفة لتصفية قضية اللاجئين، بما فيها التوطين أو البحث عن وطن بديل سواء في سيناء أو في أي منطقة اخرى.
وأكد مشعل أن الوثيقة ترفض الاعتراف بدولة إسرائيل أو بعمليات السلام بدءاً من اوسلو وحتى اليوم.
واعتبر مشعل أن هذه النقاط تطمئن الجميع بأن الحركة لم تفقد أصالتها أو تتراجع عن مبادئها أو منطلقاتها الإسلامية.
وبرغم حفاظ «حماس» نظرياً على ثوابتها، إلا أنها بحسب المراقبين، تتبنّى الحل المرحلي الذي تبنّته منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1974، والذي مهّد لتنازلات تدريجية أوصلت المنظمة وزعيمها ياسر عرفات إلى توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 وما بعدها من اتفاقات.
واستبقت الحكومة الإسرائيلية إعلان حماس بالتأكيد على رفض الميثاق، واصفة إياه بأنه محاولة من جانب حماس لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالاً.
Leave a Reply