ديترويت – أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة تلفزيونية الأربعاء الماضي، بقائد شرطة ديترويت جيمس كريغ، واصفاً إياه بـ«الرائع» لجهوده في حفظ الأمن في المدينة والتصدي للتظاهرات المناهضة للشرطة.
ولدى سؤاله عن المتظاهرين السلميين في ديترويت، من قبل الإعلامي في قناة «فوكس» المحلية، رووب راج، قال ترامب: «حسناً، لديكم متظاهرون سلميون لكن في كثير من الأحيان هؤلاء السلميون يصبحون مجانين بعض الشيء»، مشيراً إلى أن «أنتيفا» وأشخاصاً آخرين محترفين يقودون التظاهرات نحو العنف.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن أعمال الشغب والنهب والحرق محصورة في المدن التي يحكمها الديمقراطيون، فرد راج بالقول إن الوضع في ديترويت جيد تحت قيادة رئيس بلدية ديمقراطي، في إشارة إلى رئيس البلدية مايك داغن وقائد الشرطة كريغ. فأجاب ترامب قائلاً: «لديكم قائد شرطة عظيم، أنا أراقبه وأنا معجب به كثيراً، أبلغه تحياتي، أعتقد أنه رائع»، مشيداً بمواقفه في مكافحة الجريمة وأعمال الشغب.
في المقابل، قال كريغ إنه تشرف بمديح ترامب له، لكنه أعرب عن رفضه لتسييس الأمن، مطالباً بتوجيه الشكر إلى عناصر الدائرة عوضاً عنه.
ونفى كريغ أن يكون موالياً للحزب الديمقراطي أو الجمهوري، قائلاً «أنا أميركي أولاً»، وإنه يتعين على الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء «دعم القانون والنظام وإدانة الشغب وتدمير الممتلكات».
وتساءل: «لماذا يجب أن يكون كل شيء إما يمين أو يسار؟»، مؤكداً أنه يحظى بالدعم من جميع الأطراف وأنه قد يتفق مع المحافظين والليبراليين «بحسب المسألة المطروحة وبحسب العقل والمنطق»، «باستثناء الفوضويين الذين يريدون تقويض دولتنا».
كريغ الذي وصف مراراً، المتظاهرين من حركة «حياة السود مهمة» بأنهم «ماركسيون مدربون»، أكد أن عناصر شرطة ديترويت سيواصلون واجبهم في الحفاظ على الأمن ومنع أعمال التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة، كما حصل في العديد من المدن الأميركية الكبرى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الوطنية ضد الشرطة عقب مقتل جوروج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في أواخر أيار (مايو) الماضي.
ولجأت شرطة ديترويت عدة مرات إلى استخدام القوة لفض المتظاهرين ومنعهم من الاستيلاء على تقاطعات حيوية في وسط المدينة، مما دفع المتظاهرين إلى المطالبة بتنحية كريغ من منصبه، لكن الأخير رفض الاستجابة لتلك المطالب لافتاً إلى أنه يحظى بدعم قادة المدينة.
التظاهرات مستمرة
وفي إطار موجة الاحتجاجات المستمرة، شهد وسط ديترويت يوم الأربعاء الماضي تظاهرة شارك فيها نحو مئتي شخص، تلبية لدعوة مجموعة «ديترويت سوف تتنفس» التابعة لحركة «حياة السود مهمة»، احتجاجاً على عدم توجيه تهمة القتل لأي من عناصر الشرطة المنخرطين في حادثة مقتل الشابة السوداء بريانا تايلور في مدينة لويفيل بولاية كنتكي في آذار (مارس) الماضي.
وأعرب المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مقر قيادة شرطة ديترويت، عن تضامنهم مع النساء السودوات اللواتي يتعرضن لعنف الشرطة، مجددين دعواتهم إلى الحد من تمويل الشرطة.
واتخذت التظاهرة طابعاً سلمياً ولم تشهد أي اعتداءات على الممتلكات، باستثناء ترك رسوم جدارية على بعض المباني.
يذكر أن قراراً قضائياً صدر مؤخراً عن محكمة ديترويت الفدرالية، منع شرطة المدينة من استخدام تكتيكات وأدوات مكافحة الشغب ضد المتظاهرين إلا في حال الدفاع عن النفس.
ولم تحدث أية مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة الذين رافقوا المسيرة في شوارع الداونتاون. وقد أكد كريغ للمتظاهرين أنه سيدعم دائماً التظاهرات السلمية.
Leave a Reply