واشنطن – في إطار مساعيه لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي واستعادة الحياة الطبيعية في البلاد، هدد الرئيس دونالد ترامب، بقطع التمويل الفدرالي المخصص للتعليم، عن الولايات التي تمنع إعادة فتح المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد هذا الخريف.
وتتولى الولايات تمويل التعليم الابتدائي والثانوي بموجب دستور الولايات المتحدة، غير أنها تعول أيضاً على الأموال الفدرالية لدعم ميزانياتها.
وتأتي تصريحات ترامب على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة بصورة قياسية خلال الأسبوعين الأخيرين. فقز سجّلت الولايات المتّحدة مساء الخميس الماضي، أكثر من 65,500 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة فقط، وذلك في حصيلة يومية غير مسبوقة منذ بداية تفشي الوباء.
وقد هاجم ترامب، الديمقراطيين بسبب رفضهم لعودة المدارس في الولايات المتحدة واتهمهم بالاستغلال السياسي في هذا الملف، وغرد ترامب عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، قائلاً: «في ألمانيا والدانمارك والنرويج والسويد والعديد من البلدان الأخرى، المدارس مفتوحة بدون مشاكل. يعتقد الديمقراطيون أنه سيكون سيئاً بالنسبة لهم سياسياً إذا فتحت المدارس الأميركية قبل انتخابات نوفمبر، ولكنها مهمة للأطفال والعائلات. قد يُقطع التمويل إذا لم تفتح».
كما عبر ترامب، عن اختلافه مع إرشادات مركز السيطرة على الأمراض (سي دي سي) للسماح بعودة فتح المدارس، مشيراً إلى أنه سيلتقي بالمسؤولين في الوكالة للحديث في هذا الشأن، قائلاً: «أنا لا أتفق مع إرشاداتهم الصارمة والمكلفة لإعادة فتح المدارس. فهم بينما يريدون الفتح، يطلبون من المدارس القيام بأشياء غير عملية للغاية. سألتقي بهم».
وأكد ترامب على أهمية إعادة فتح المدارس ببلاده في فصل الخريف، مبيناً أن إدارته كانت قد وافقت على 13 مليار دولار للتعليم الحكومي والمحلي، وعلى أكثر من 6 مليارات دولار لدعم الكليات و6 مليارات دولار أخرى في منح الطوارئ للطلاب، وهو أمر مهم للغاية.
جاء ذلك في تصريحات للرئيس الأميركي ترامب، عقب اجتماعه مع قيادات التعليم في الولايات الأميركية بالبيت الأبيض، لمناقشة الأهمية الحيوية للسلامة وإعادة فتح المدارس الأميركية، بحضور نائب الرئيس مايك بنس.
بدوره، أعرب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من جانبه عن امتنانه للأسر الأميركية التي تعاونت منذ إعلان انتشار «كوفيد–19» وساعدت في استمرار التعليم من المنزل، وإلى المعلمين الذين عملوا على مساعدة الطلاب والأهالي في استمرار العملية التعليمية.
وبيّن بنس، أنه من المهم إعادة فتح المدارس من أجل التطوير الأكاديمي والفكري للأطفال، مفيداً أن 7 ملايين طفل أميركي يعانون من أمراض عقلية أو اضطرابات عاطفية، ويتلقون بشكل أساسي الرعاية من الخدمات الصحية والعقلية في مدرستهم، ومن الضروري تلبية الاحتياجات العقلية والعاطفية لهم.
وأشار ترامب إلى أنه في الوقت الحالي معدل الوفيات في أميركا بسبب «كوفيد–19» انخفض عشرة أضعاف، وأن الاقتصاد يعود بقوة، والوظائف تسجل رقماً قياسياً، أي ما يقرب من 5 ملايين وظيفة جديدة الشهر الماضي، موضحاً أنه تم التنازل عن متطلبات الاختبار الموحدة، وقرض الطالب الفدرالي المؤجل ومدفوعات الفائدة.
وأفاد الرئيس الأميركي بأنه تم ابتكار علاجات جديدة تعمل على تحسين النتائج الصحية بشكل كبير، وأن اللقاحات والعلاجات تعمل بشكل جيد للغاية، مشيراً إلى أنه سيكون هناك الكثير من النتائج قبل نهاية العام فيما يخص إنتاج اللقاحات والعلاجات للفيروس التاجي.
وفي تبريره لارتفاع أعداد المصابين إلى مستويات قياسية، لفت ترامب النظر إلى أنه تم إجراء 40 مليون اختبار لـ«كوفيد–19»، وهو رقم يفوق بأضعاف أي دولة أخرى، و«بالتالي هناك المزيد من الحالات بسبب إجراء المزيد من الاختبارات».
وتجري الولايات المتحدة حاليا فحوصات لنحو 600 ألف شخص يوميا.
وفي السياق، أكد ترامب، الثلاثاء الماضي، أنه لا يتفق مع تقييم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي، بشأن «الوضع الخطير» الذي تواجهه البلاد مع استمرار تفشي فيروس كورونا.
وقال فاوتشي في تصريحات تم بثها مباشرة على «فيسبوك» و«تويتر» الاثنين الماضي إن «الوضع الحالي غير جيد حقاً». مؤكداً «أننا لا نزال غارقين في الموجة الأولى من الوباء».
لكن ترامب أكد في مقابلة تلفزيونية عدم اتفاقه مع فاوتشي، قائلاً: «أعتقد أننا في موقع جيد. لا أتفق معه».
وتابع: «قال الدكتور فاوتشي لا تضعوا الكمامات، والآن يقول ضعوها»، مضيفاً أن الخبير الصحي «قال أموراً عديدة» اعتبرها ترامب نصائح سيئة.
وأضاف ترامب: «قمنا بعمل جيد… أعتقد أننا سنكون في وضع جيد للغاية في غضون بضعة أسابيع».
Leave a Reply