ديترويت – «صدى الوطن»
حقق المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، خلال الأسبوع الماضي، سلسلة انتصارات انتخابية توجها بفوزه العريض بولاية ميشيغن يوم الثلاثاء الماضي، الى جانب ولايتي مسيسيبي وهاواي فـيما صوتت ولاية آيداهو لصالح السناتور تيد كروز الذي يبدو أنه سيكون المنافس الجدي الأخير للمياردير ترامب الذي يحظى بشعبية متنامية قد تمكنه من حسم السباق الجمهوري لصالحه رغم معارضة قيادات الحزب الجمهوري.
وسيكون يوم الثلاثاء المقبل حاسماً فـي السباق الجمهوري حيث ستقام الانتخابات فـي ولايات كبرى وفق النظام الأكثري فـي توزيع المندوبين، ما قد يجعل ترامب يوسع الفارق مع منافسيه ليفرض نفسه مرشحاً للحزب فـي حال فوزه بولايات مثل أوهايو وفلوريدا.
وأعاد فوز ترامب (69 عاما) فـي ولاية ميشيغن الزخم لحملته الإنتخابية بعد «كبوة» تعادله مع كروز يوم السبت الماضي. وزاد أداء ترامب يوم الثلاثاء الضغط على القوى المعادية له داخل الحزب الجمهوري، والباحثة عن وسيلة لوقف تقدمه.
وأظهرت استطلاعات رأي الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم أن ترامب عزز انتصاراته فـي الغرب الأوسط الأميركي وفـي الجنوب، بتأييد واسع عبر الكثير من الجماعات السكانية بالفوز بأصوات الإنجيليين والجمهوريين والمستقلين وكذلك ما يعرف بـ«ديمقراطيو ريغان».
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافـي عقده فـي فلوريدا حيث ستقام الانتخابات الثلاثاء المقبل، إنه يجذب ناخبين جدداً للحزب «الجمهوري»، وبالتالي يتعين على شخصيات «مؤسسة الحزب» المعارضين لحملته توفـير أموالهم، والتركيز على هزيمة الديمقراطيين فـي تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فـي إشارة الى كمية الأموال غير المسبوقة التي أنفقت لتشويه صورته ولم تنجح فـي ذلك ما اعتبره دليلاً على «ذكاء الناس».
وحقق ترامب فوزاً بهامش كبير فـي ميسيسيبي الولاية المحافظة فـي الجنوب مع 47 بالمئة من الاصوات بحسب نتائج شبه نهائية، متقدما على نائب تكساس تيد كروز (36 بالمئة).
وعزز كروز مكانته فـي المرتبة الثانية بفوزه فـي الانتخابات التمهيدية فـي ولاية أيداهو، بعد أيام على فوزه بولايتين (كانساس وماين) فـي مقابل ولايتين لترامب (لويزيانا وكنتاكي)، يوم السبت الماضي، ليتأكد بذلك -حسب المراقبين- أن سناتور تكساس هو المنافس الجدي الأخير لترامب وأن سناتور فلوريدا -أو «ماركو الصغير» كما يسميه ترامب- قد يضطر للانسحاب من السباق فـي الأسبوع المقبل فـي حال لم يتمكن من الفوز بولايته فلوريدا التي ستشهد الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء المقبل الى جانب إيلينوي وميزوري وأوهايو ونورث كارولاينا.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافـي فـي فلوريدا إنه سيدعو «شخصياً الى انسحاب روبيو من السباق»، مؤكداً استعداده «لمواجهة تيد الكذاب».
وكان أداء سناتور فلوريدا ماركو روبيو ضعيفاً جداً، إذ حل فـي المرتبة الأخيرة فـي كل من ميشيغن ومسيسيبي ولم يفز حتى بمندوب واحد على الأقل، فـيما تمكن حاكم ولاية أوهايو جون كايسيك من الحلول بالمرتبة الثالثة فـي ميشيغن، مؤكداً مواصلته السباق فـي ولايته التي هي أيضاً ستكون محطة فاصلة فـي حملته الانتخابية.
ومنذ بدأت الانتخابات التمهيدية فـي مطلع شباط (فبراير)، فاز ترامب بـ14 ولاية مقابل سبع ولايات لكروز وولاية وواحدة لروبيو هي مينيسوتا.
وبهذه النتيجة، يبلغ عدد المندوبين الذين فاز ترامب بتأييدهم منذ انطلاق الانتخابات التمهيدية، 458 مندوباً، بينما فاز كروز بـ359 مندوباً وماركو روبيو بـ151، وأخيراً جون كايسيك بـ54 مندوباً. ويحتاج المرشح الجمهوري إلى 1237 مندوباً ليحصل على تأييد حزبه لخوض انتخابات الرئاسة أمام منافسه الديمقراطي.
تعثّر كلينتون
وعلى الجانب الديمقراطي، منيت المرشحة هيلاري كلينتون بهزيمة غير متوقعة فـي ميشيغن أمام المرشح بيرني ساندرز الذي أحدث مفاجأة بفوزه فـي ولاية ميشيغن رغم أن استطلاعات الرأي كانت ترجح فوز كلينتون بفارق مريح.
وقال ساندرز «كانت ليلة رائعة فـي ميشيغن»، مضيفاً «هذا يعني ان الثورة السياسية التي نتحدث عنها تلقى أصداء قوية فـي كل انحاء البلاد».
وتدل هذه النتائج على ان لساندرز حظوظا فـي باقي أنحاء الغرب الأوسط.
وقبيل صدور النتائج، قال ساندرز خلال مؤتمر صحافـي فـي ميامي بفلوريدا، إن «السباق بينه وبين وزيرة الخارجية السابقة محموم، هذه الولاية التي تعتبر القلب النابض لقطاع صناعة السيارات»، مضيفاً «أود أن أشكر أهالي ميشيغن الذين كذبوا استطلاعات الرأي التي كانت تظهرنا قبل يومين فقط متخلفـين بما بين 20 الى 25 نقطة» عن كلينتون.
فـي المقابل، اكتسحت كلينتون مسيسيبي كما كان متوقعا مع 83 بالمئة من الاصوات فـي مقابل 16 بالمئة لساندرز.
وشهد السبت الماضي انتخابات الديمقراطيين فـي ثلاث ولايات، فازت هيلاري بواحدة منها وهي لويزيانا، فـيما فاز منافسها بيرني ساندرز فـي ولايتي كانساس ونبراسكا، ما أنعش آمال مؤيديه قبل جولة ميشيغن.
وبذلك تكون كلينتون قد فازت فـي مجمل ولايات الجنوب بعد لويزيانا وآركنسو وآلاباما وجورجيا، حيث حظيت بدعم ثابت من السود تجلّى بوضوح مع حصولها على تأييد تسعة أصوات من أصل عشرة.
وفازت هيلاري كلينتون حتى الآن بـ13 ولاية مقابل تسع ولايات فاز فـيها ساندرز منذ بدأت الانتخابات التمهيدية فـي مطلع شباط (فبراير).
وتحتفظ كلينتون بالصدارة فـي عدد المندوبين إذ حصدت حتى الآن تأييد 1221 مندوباً، مقابل 571 لساندرز. ويحتاج المرشح الديموراطي إلى 2383 مندوباً ليحصل على تأييد حزبه لخوض انتخابات الرئاسة أمام منافسه الجمهوري.
وسيقام مؤتمرا الحزب اللذان سيصوت فـيهما المندوبون فـي أواخر تموز (يوليو) المقبل، قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات العامة.
Leave a Reply