بعد تولّيها الدفاع عنه في العديد من القضايا خلال السنوات الماضية
واشنطن
بعد نجاحها في الدفاع عنه بالعديد من الدعاوى القضائية، قرر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيين المحامية العراقية الأميركية، ألينا حبّة، مستشارة رئاسية ضمن فريقه الجديد في البيت الأبيض، وهو تعيين نهائي لا يحتاج لموافقة الكونغرس.
وقال ترامب، عبر منصّة «تروث سوشال»، الأحد الماضي، إن حبة كانت «مدافعة لا تعرف الكلل عن العدالة، ومدافعة شرسة عن سيادة القانون، ومستشارة لا تقدر بثمن لحملتي وفريقي الانتقالي».
وأضاف أنها «كانت ثابتة في ولائها ولا مثيل لها في عزمها، وقفت معي خلال العديد من التجارب والمعارك والأيام التي لا حصر لها في المحكمة».
من جهتها، علقت المحامية الكلدانية الأميركية على تعيين ترامب لها مستشارة له بأنه شرف عظيم أن تخدم الرئيس المنتخب وكذلك الشعب الأميركي، وعدّته «شرف حياتها».
ووصف ترامب حبة بأنها «قاتلت بلا هوادة وبشجاعة والتزام لا يتزعزع بالعدالة»، قائلاً «بصفتها من الجيل الأول من الأميركيين من أصول شرق أوسطية، أصبحت نموذجاً يحتذى به للمرأة في القانون والسياسة، وحصلت مؤخراً على لقب امرأة العام الكلدانية».
ومثّلت حبة (40 عاماً) ترامب في العديد من الدعاوى القضائية، بما في ذلك قضية الاحتيال المدني التي رفعها المدعي العام في نيويورك، بعد أن انضمت إلى فريقه القانوني عام 2021. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المحامية الكلدانية الأصل، الأكثر شهرة على الساحة العامة في الولايات المتحدة باعتبارها المدافعة الأكثر شراسة عن ترامب.
وتخرجت حبة، من جامعة ليهاي وكلية الحقوق بـ«جامعة وايدنر» في ولاية بنسلفانيا، وقالت حبة إنها «وقعت في حب المحاماة حينما زارت محامية جذابة وذكية للغاية مدرستها وتحدثت للطلبة عن المهنة».
وشاركت حبة في تأسيس شركة محاماة عام 2020، وهي تضم حالياً 5 محامين، ولها مكاتب في نيوجيرزي ومانهاتن، وتمثل عملاء مختلفين في قطاع العقارات.
عالم ترامب
ولدت حبة عام 1984 لأبوين عراقيين هاجرا إلى الولايات المتحدة في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ووالدها هو طبيب أمراض الجهاز الهضمي الدكتور سعد حبة.
بعد تخرجها من الجامعة، بدأت ألينا حبة مسيرتها المهنية في صناعة الأزياء، حيث عملت لدى شركة «مارك جاكوبس» إحدى العلامات التجارية الرائدة في أميركا. وكانت من محبي الموضة، وخاصة الملابس وحقائب اليد المصممة بأسلوب شخصي ومميز، لكنها سرعان ما فقدت شغفها في هذا المجال وعادت إلى الجامعة لتتخرج بشهادة دكتوراه من كلية الحقوق بـ«جامعة وايدنر» عام 2010.
غير أن المحامية الشابة لم تدخل «عالم ترامب» إلا بعد تسع سنوات، وتحديداً في عام 2019 بعد أن أصبحت عضواً في نادي الغولف الخاص بترامب في بيدمينستر، بولاية نيوجيرزي.
وانضمت الأم لثلاثة أطفال إلى الفريق القانوني للرئيس السابق عام 2021 بعد لقاء جمعهما في النادي. ومنذ ذلك الحين، ترسخت علاقة حبة بترامب بعدما مثّلته في العديد من القضايا حتى أصبحت محاميته الشخصية وأكثر المحامين موثوقية بالنسبة إليه –وفقاً لمجلة «نيوزويك»– بعد النجاحات التي حققتها في العديد من القضايا، بما في ذاك، عدة دعاوى قضائية ضد هيلاري كلينتون، وتقديم طعون في تحقيق المدعي العام في نيويورك في أعمال ترامب، والدفاع عن ترامب في دعوى احتيال رفعتها ابنة أخته، فضلاً عن مساعدته في قضية «شراء صمت» ممثلة إباحية.
وبقيت حبة إلى جانب ترامب على الرغم من أنه استبدل عدة محامين خلال هذه المعارك القضائية، وذلك رغم تعرضها لضغوط شديدة حسبما أفادت لوكالة «بلومبرغ»، إذ قالت إنها تتلقى بانتظام مضايقات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني مليئة بالكراهية حول عملها نيابة عن ترامب، بما في ذلك رسالة هددت أطفالها.
وتُعتبر ألينا أيضاً مستشارة أولى لمنظمة «MAGA Inc»، وهي لجنة العمل السياسي لإعادة انتخاب ترامب، وحصلت على أكثر من 3.5 مليون دولار مقابل عملها في هذه المجموعة، وفقاً لشبكة «أي بي سي نيوز».
وقال ترامب لوكالة «بلومبرغ» في مقابلة أجريت معه قبل عام ونيف: «لقد كان لدي العديد من المحامين، لكنها شخص أعتقد أنه قام بعمل رائع»، مضيفاً بالقول: «إنها موهوبة للغاية، إنها ذكية ومحبوبة».
وعن لقائهما الأول، قال ترامب «التقيت بها في النادي. ويعرفها أشخاص آخرون أيضاً في النادي ويقولون إنها محامية ممتازة، وهي كذلك فعلاً، أعطيتها بضع قضايا للتعامل معها، وقد قامت بعمل جيد جداً».
وفي مؤشر على العلاقة الشخصية الوطيدة التي تجمعها بترامب، نشرت حبة في آذار (مارس) 2023، صورة للرئيس السابق يحتفل بعيد ميلادها معلقة «الرجل لعب الغولف، وألقى خطاباً باهراً، ولم ينس أن يحرص على حصولي على كعكة عيد ميلاد».
وتصف المحامية الشابة نفسها بأنها «كاثوليكية متدينة جداً ومؤمنة حقيقية بقضية ترامب».
وفي منزل برناردسفيل بولاية نيوجيرزي الذي تتقاسمه حبة مع زوجها، وهو مستثمر عقاري تجاري، تحتفظ بقبعتين مكتوب عليهما «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» موقعتين من ترامب ومحفوظتين في صناديق زجاجية، بالإضافة إلى كتب متعلقة بترامب، وصورة له يبتسم مع أطفالهما بجانب حمام سباحة.
وتعتبر حبة ثاني شخصية من أصول عربية تنضم إلى إدارة ترامب، بعد والد صهر الرئيس المنتخب، رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس الذي تم تعيينه مستشاراً رئاسياً لشؤون العالم العربي والشرق الأوسط.
Leave a Reply