نائب مدير «أف بي آي» السابق «يفضح» نائب وزير العدل
واشنطن
لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى «تويتر» للتنديد بمؤامرة انقلابية، واصفاً ما كشف عنه الرجل الثاني السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) حول تفعيل مادة في الدستور لتنحيته، بالـ«خيانة».
وكان نائب مدير الـ«أف بي آي» أندرو ماكيب قد كشف في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» عبر قناة «سي بي أس»، أن مساعد وزير العدل الحالي رود روزنشتاين بحث معه فرص إطاحة ترامب في 2017، بعد قراره إقالة جيمس كومي، مدير «أف بي آي» السابق.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أشارت وسائل إعلام إلى هذه المباحثات، لكنها المرة الأولى التي يؤكد فيها أحد الأطراف هذا الأمر.
وعلق ترامب في سلسلة من التغريدات إن ماكيب وروزنشتاين «كانا على ما يبدو يخططان للقيام بعمل غير قانوني لكنهما ضبطا»، معتبراً خطتهما جزءاً من «بوليصة التأمين»، التي تحدث عنها محقق بارز في «أف بي آي» إلى عشيقته عبر رسالة نصية في آب (أغسطس) 2016، في إشارة إلى خطة بديلة لمنع ترامب من رئاسة البلاد في حال فوزه بالانتخابات.
وكتب المحقق بيتر ستروك في الرسالة: «أريد أن أصدق رأيك أنه لا يمكن أن يتم انتخابه (ترامب)، لكنني أعتقد أنه لا يمكن أن نأخذ هذه المجازفة. فهي مثل بوليصة تأمين للاحتمال غير المرجح أن يموت المرء في سن الأربعين».
ودأب ترامب على مهاجمة التحقيقات الفدرالية حول مزاعم ارتباط حملته الانتخابية في 2016 بروسيا، ووصفها بأنها «حملة صيد ساحرات» تهدف إلى تقويض رئاسته.
ماذا كشف ماكيب؟
أكد ماكيب في تصريحاته تقريراً لصحيفة «نيويورك تايمز» جاء فيه أن نائب وزير العدل رود روزنستاين اقترح أن يرتدي أجهزة تجسس في مقابلاته مع ترامب، وأن مسؤولي وزارة العدل ناقشوا تجنيد أعضاء في إدارة الرئيس لاستخدام التعديل الـ25 في الدستور لإزاحته من منصبه.
وصرح ماكيب أن روزنشتاين «كان قلقاً جداً بشأن الرئيس وقدراته ونواياه». وأضاف أنه كان شخصياً «قلقاً جداً» حيال مستقبل التحقيق حول التواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب في 2016.
وبحسب ماكيب جرت مباحثات مع روزنشتاين حول «التعديل 25» من الدستور (أدخل عام 1963) والذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان «عدم كفاءة» الرئيس لتولي مهامه.
وتابع أن روزنشتاين الذي كان يشرف على التحقيق الروسي «طرح هذه المسألة وبحثها معي متسائلاً عن عدد أعضاء الحكومة الذين قد يدعمون مثل هذه الخطوة».
وأضاف ماكيب أن ما كان يجري «هو تعداد للأصوات» التي يمكن أن توافق على الإجراء ضد ترامب.
وجاء في المقابلة أن ماكيب، الذي عمل مديراً لـ«أف بي آي» بالوكالة بعد إقالة كومي، أمر فريق التحقيق بالتدخل الروسي المحتمل، بالتحقيق حول ما إذا كان ترامب قد «أعاق العدالة» بقراراه إقالة كومي.
وخلال بث المقتطفات الأولى من المقابلة، كتب ترامب على «تويتر»: «أندرو ماكيب الذي تولى بالوكالة رئاسة «أف بي آي» يزعم بأنه ملاك صغير بريء في حين أنه اضطلع بدور كبير في الخدعة الروسية».
وأقيل ماكيب في مارس 2018، وأعلن رسمياً أن هذا الأمر حدث لأنه قدم تسريبات للصحافة. وقال البيت الأبيض إن ماكيب أقيل من منصبه لأنه «كذب» على المحققين عدة مرات، مشيراً إلى أن لديه «أجندة شخصية» دفعته إلى «فتح تحقيق لا أساس له على الإطلاق حول الرئيس».
تحقيق في الكونغرس
ووعد السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يتولى رئاسة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، باستخدام صلاحيات الكونغرس للتحقيق لكشف «من يقول الحقيقة».
وصرح لـ«سي بي أس»: «سنكتشف ما حدث، والطريقة الوحيدة هي استدعاء أشخاص لتقديم إفاداتهم تحت القسم»، مشككاً بكلام مكايب، واتهمه بأنه كانت لديه «أفكار ناشئة عن خلفية سياسية» في إشارة إلى ميوله للحزب الديمقراطي.
وقال «سأفعل كل ما بوسعي لمعرفة سلوك وزارة العدل و«أف بي آي» تجاه الرئيس ترامب وحملته»، مؤكداً أنه سوف يستدعي ماكابي وروزنشتاين للتحقيق إذا لزم الأمر.
روزنشتاين سيغادر منصبه؟
مكتب روزنشتاين نفى أن يكون الأخير قد سعى لإقالة ترامب، وقال إن «الأمر قد لا يعدو كونه نوعاً من المزاح فُهم خطأ»، فيما أفادت شبكة «سي أن أن» المعارضة لترامب، نقلاً عن مسؤول في وزارة العدل الأميركية، بأن روزنشتاين سيغادر منصبه منتصف شهر آذار (مارس) المقبل.
ونفت الشبكة على لسان المسؤول، وجود أية علاقة بين مغادرة روزنشتاين منصبه والمعلومات التي أوردها نائب مدير «أف بي آي» بشأن تسجيل اللقاءات مع ترامب أو التخطيط للإطاحة به.
Leave a Reply