الكويت، المنامة – سعت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها الـ34 في الكويت الأربعاء الماضي إلى طمس خلافاتها التي برزت خلال اليومين حول فكرة «الاتحاد»، ساعية إلى الإيحاء بتقارب من نوع ما عبّر عنه إعلانها تشكيل «قيادة عسكرية موحدة»، من دون أن تغفل بالطبع توجيه رسائل باتجاهات متعددة، كان أهمها لإيران حيث جرى الترحيب باتفاق جنيف النووي، ولو بحذر، وبالطاقم الجديد الذي يدير الجمهورية الإسلامية برئاسة حسن روحاني.
وكان قادة دول مجلس التعاون الست، قد أطلقوا قمتهم السنوية وسط انقسامات حول مشروع للاتحاد تقدمت به المملكة السعودية، وأجهضته سلطنة عُمان، كما تركزت الخلافات حول الموقف الذي يجب اتخاذه إزاء إيران بعد «الاتفاق النووي» مع الدول الكبرى، إضافة إلى الخلافات الأخرى حول مسائل إقليمية أخرى مثل سوريا ومصر.
وأكد البيان الختامي لقمة الكويت تأييد دول المجلس لـتوثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإحترام سيادة دول المنطقة.
ويأتي هذا الموقف في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى أربع دول خليجية بهدف طمأنة المجموعة إزاء الإتفاق مع القوى الكبرى.
وفي الشأن السوري، دعا المجلس إلى انسحاب ما سماه «كافة القوات الاجنبية» من سوريا، مشددا على ضرورة ألا يحظى أركان النظام الحالي بأي دور في مستقبل سوريا. وبضغط سعودي، تضمن البيان الختامي «إدانة شديدة» لاستمرار النظام السوري في شن ما أسماه «عملية إبادة جماعية ضد الشعب السوري». ما تطلب رداً من دمشق انتقدت فيه سياسات الرياض الداعمة للإرهاب ودعت مجلس الأمن لإتخاذ إجراءات فورية ضد السعودية لدعمها «الفكر التكفيري والإرهاب» في سوريا.
وفي موضوع «الإتحاد الخليجي»، أعلن وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، مطلع الأسبوع، في منتدى للأمن الإقليمي في المنامة، أن سلطنة عُمان تعارض مشروع إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون. وأضاف «نحن ضد الإتحاد.. لن نمنعه لكن إذا حصل لن نكون جزءاً منه».
وفي سياق آخر، رأى ولي عهد مملكة البحرين أن مقاربة أميركا «الشيزوفرينية» للشرق الأوسط قد تدفع بالدول العربية الرئيسية باتجاه روسيا. وفي مقابلة مع صحيفة «تلغراف» البريطانية حذر الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة من فقدان الإدارة الأميركية لنفوذها في المنطقة في حال استمرت بسياستها الخارجية «العابرة والانفعالية» مضيفاً أن عدداً من الدول تعيد النظر جدياً في علاقاتها مع الولايات المتحدة على خلفية معالجة الرئيس الاميركي لموضوع الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأضاف ولي العهد البحريني «إن الروس أظهروا أنهم أصدقاء يمكن الوثوق بهم» في إشارة إلى دور بوتين في منع العدوان ضد سوريا. وقال إنه بنتيجة ذلك «بدأت بعض الدول في المنطقة بالفعل النظر في كيفية تطوير علاقات متعددة الأطراف بدلاً من الاعتماد فقط على واشنطن التي يبدو أنها تعاني من «الشيزوفرينيا» في تعاملها مع العالم العربي».
ورأى ولي العهد البحريني أن قرار الإدارة الأميركية دعم عزل الرئيس السابق حسني مبارك وما تلاه من مظاهرات ضد الحكومة المصرية قبل ثلاث سنوات على الرغم من أن مبارك كان لثلاثين عاماً حليفاً قوياً للغرب، دليل على الطبيعة «العابرة والانفعالية» في السياسة الأميركية، معتبراً أن المشكلة تكمن في انعدام خطة بعيدة الأمد في السياسة الأميركية.
من جهة ثانية، نقلت الصحيفة البريطانية عن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على هامش مؤتمر الأمن الإقليمي في المنامة قوله «لا نحتاج إلى أن تطمئنونا، بل يجب أن تستمعوا إلينا لأننا نعرف إيران جيداً» في إشارة إلى المحاولات الأميركية والبريطانية لطمأنة دول الخليج حيال الإتفاق النووي مع إيران.
Leave a Reply