يونغستاون – احتجزت السلطات الأميركية رجل الأعمال الفلسطيني عامر عثمان عدي (57 عاماً) إثر قيامه بزيارة روتينية لوكالة الهجرة والجمارك في ولاية أوهايو يوم 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، وقامت بترحيله الأسبوع الماضي بعدما بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الجائر ومعاملته غير العادلة.
وأوضحت العائلة أن عثمان عدي الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ حوالي 40 عاماً، وله أربع بنات، ذهب للقاء مسؤولي «آيس»، بعد استدعائه، وكان يعتقد أنه لقاء روتيني، نظراً إلى أن القرار السابق بترحيله من البلاد قد جرى تجميده في وقت سابق، ليتفاجأ بقيام عدد من عناصر الوكالة بتقييده واقتياده إلى سجن مقاطعة جيوغا.
وكان عثمان عدي –الذي هاجر إلى الولايات المتحدة قادماً من الأردن في العام ١٩٧٩– قد حصل على البطاقة الخضراء (غرين كارد) خلال زواجه الأول، وبعد طلاقه من زوجته قامت السلطات بإبطال البطاقة الخضراء، مدعية أن الزواج كان مزيفاً رغم أن زوجته السابقة أفادت في شهادة مطولة أن الزواج كان شرعياً.
وعلى الرغم من أن عدي تزوج مرة أخرى من فداء مصلح، وهي مواطنة أميركية، منذ 30 عاماً، إلا أن محاولاته للحصول على «غرين كارد» جديد قد باءت بالفشل، وفي 2009 صدر أمر بترحيله رغم محاولاته الحثيثة مع زوجته للحصول على بطاقة الإقامة الدائمة، لكن بلا جدوى.
والمفارقة أن عدي اختار مغادرة أميركا طواعية، مطلع العام الحالي، وذلك بعد أن أبلغته السلطات رفض التماس جديد لتسوية أوضاعه، فباع رجل الأعمال المقيم في مدينة يونغستاون (شرق أوهايو) أملاكه واشترى بطاقتي سفر، له ولزوجته، لكن دائرة الهجرة قامت بإيداعه بالسجن.
وعزا عثمان أسباب اعتقاله، في حديث عبر الهاتف مع وسائل إعلامية قبل ترحيله، إلى «المواقف الحاقدة ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين تحديداً»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي سبب في العالم يدفعهم إلى زجي في المعتقل بانتظار التسفير».
وقال محاميه ديفيد ليوبولد: «ما يثير اشمئزازي هو أن الرجل كان سيغادر من تلقاء نفسه وبصمت وبلا إثارة للضجة، ولكنهم عمدوا إلى احتجازه لتجريده من إنسانيته أمام أهله، ولإذلاله بلا سبب».
وقالت حنين عدي، إحدى بنات عثمان الأربع، لموقع «هافينغتون بوست» إن اعتقال والدها جاء على خلفية اتهامه بإجراء زواج احتيالي و«هو ما ثبت عكسه في العديد من المحاكم الأميركية»، وأكدت على أن الاجتماعات مع وكلاء الهجرة والجمارك كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة والدها لسنوات، فهي تتذكر حضورهم طوال طفولتها، وأضافت «في بعض الأحيان كانوا يأتون مرة واحدة في السنة، ويقولون له: «استمع، لديك 90 يوماً أو ستة أشهر، للاستعداد للرحيل، ومن ثم يجد المحامي طريقة لاستئناف القرار وأخذ مزيد من الوقت».
وأكدت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعت والدها تلقائياً على قائمة الترحيل، مشيرة إلى أن الأسرة بدأت في التحضير للأسوأ.
وباع عثمان وزوجته منزليهما وبدأ بتسليم مقاليد المتجر الذي كان يديره لعقود إلى أفراد العائلة، واشترى هو وزوجته تذاكر السفر إلى الأردن، لتتفاجأ العائلة بطلب حضوره لإجراء عملية تحديث المعلومات في يوم 16 يناير الماضي حيث تم اعتقاله.
يذكر أن عدي معروف منذ عدة عقود بنشاطه في مناهضة ترحيل المهاجرين العرب من الولايات المتحدة الأميركية وهو ما دفع عشرات النشطاء الأميركيين لإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق سراحه والتراجع عن قرار ترحيله الجائر دون جدوى.
وقد أطلق نشطاء حملة للتوقيع على عريضة تطالب بالتراجع عن قرار اعتقال وترحيل عدي، نظراً لعدم قانونية القرار الذي تعتريه الشبهات السياسية.
ورغم غرابة قضية عدي إلا أنها ليست الوحيدة في هذا الخصوص، إذ تشير بيانات سلطات الهجرة إلى أنها اعتقلت 41 ألف مهاجر خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام ٢٠١٧، أي بزيادة قاربت الـ40 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.
Leave a Reply