ديترويت – فـي شهر أيلول (سبتمبر) عام ٢٠٠٦ اختُطف القس باسل يلدو لمدة ثلاثة أيام فـي العراق وتعرض للضرب المبرِّح من قبل خاطفـيه. وحتى بعد إطلاق سراحه، استمر سيل التهديدات بالقتل والتهديد ضده، وجاء الإعتداء على القس ضمن موجة أعمال عنف طالت المسيحيين واجتاحت العراق على أيدي الحركات التكفـيرية التي ازداد نفوذها فجأةً وبدأت تتمدد فـي بلاد الرافدين.
التجربة بالنسبة للقس يلدو كانت مروعة للغاية إلى درجة استدعت نقله فـي عام ٢٠٠٧ إلى كنيسة سانت جورج الكلدانية فـي بلدة شيلبي فـي ولاية ميشيغن. وقد عمل منذ ذلك الحين فـي السلك الرعوي فـي مترو ديترويت.
واليوم يحزم القس يلدو أمره فـي طريق العودة إلى العراق ليتبوأ مركز الأسقف المساعد فـي بغداد، كواحد من بين كاهنين كلدانيين محليين، وواحد من بين الكاثوليكيين العراقيين اللذين سيتم رسامتهما يوم الجمعة كأسقفين فـي العراق وكندا.
الترقية جاءَت من قبل البابا فرنسيس للأسقف يلدو البالغ من العمر ٤٤ عاماً، من مدينة ساوثفـيلد، وللكاهن الكلداني الآخر، الخورأسقف عمانوئيل شليطة (٥٨ عاماً) من بلدة شيلبي، وكانت من الأخبار السعيدة للطائفة الكلدانية فـي مترو ديترويت فـي وقت يبدو الوضع فـيه بالنسبة للمسيحيين فـي العراق قاتماً بشكل كبير. وفـي حين أن مركز يلدو سيكون فـي العراق، يتوجه شليطة إلى مدينة تورنتو فـي كندا.
وأعرب القس عمانوئيل بوجي النائب البطريركي العام فـي أبرشية سانت توماس الرسول الكاثوليكية الكلدانية، والتي تغطي النصف الشرقي من الولايات المتحدة، عن فخره لهذه الرسامة بالقول «نحن فخورون حقًاً فالكاهنان معروفان جيداً فـي الجالية لخدمتهما الطويلة».
رسامة الكاهنين تأتي أيضاً بعد أنْ أنهى الكاثوليك ٣٣ يوماً من الصلاة من أجل محنة المسيحيين فـي العراق ودول أخرى فـي الشرق الأوسط. كما خُتم الأسبوع الماضي بصلاة نوفـينا الوردية، وهي صلاة كاثوليكية تستمر تسعة أيام.
وجاءت فكرة الصلاة الخاصة من المطران فرنسيس قلابات، الذي عُيِّن من قبل البابا فرانسيس العام الماضي ليقود أبرشية سانت توماس المتضمنة ١٤ كنيسة، ١٢ منها فـي ميشيغن. وأوضح بوجي «الصلاة تعطي الأمل وتمنح الشعور بالتضامن مع الشعب الذي تتم الصلاة من أجله، إننا جميعاً جسد واحد فـي المسيح».
وسيخدم يلدو تحت راية الرئيس العالمي للكنيسة الكلدانية البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، حيث يساعده فـي مهامه اليومية. وفـي حال غياب ساكو، سيقود الخدمات الدينية للكنائس فـي بغداد، كذلك سيكون حلقة التواصل مع الأبرشيات الكلدانية فـي جميع أنحاء العالم.
وقال يلدو حول دوره الجديد انه يريد «إعطاء الناس الأمل والإبقاء على عقيدتهم حيّة. وعلينا إقناع الحكومة العراقية بحماية المسيحيين فـي العراق».
ولد يلدو فـي تلكيف حيث ارتسم كاهناً فـي عام ٢٠٠٢، أي قبل عامٍ واحدٍ من بدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق، مما أدى إلى تدهور وضع الأقلية المسيحية هناك. وقد فر مئات الآلاف منهم على مدى العقد الماضي.
وحول تجربته القاسية خلال اختطافه عام ٢٠٠٦ أفاد يلدو أن الخطف «جعلني أقرب إلى الله وعزّز إيماني ودفعني أيضاً لأن أكون أكثر جدية وأكثر انخراطاً ومريم العذراء ساعدتني عندما اختطفت وأنا متأكد من أنها سوف ستساعدني فـي مهمتي القادمة فـي العراق ».
الأب شليطة الذي خدم فـي ميشيغن لمدة ٢٨ عاماً، سيصبح الأسقف الجديد لأبرشية مار اداي فـي تورنتو. وعن دوره الجديد أكد شليطة انه سيفتقد «كل الناس الطيبين الذين خدموا معي – الكهنة والشماسين والجوقة وجميع المتطوعين. لقد أصبحوا من عائلتي». وختم بوجي بمحاولة النظر إلى محنة المسيحيين من منظور تاريخي أوسع بعد استيلاء «داعش» على مسقط رأسه فـي تلكيف منذ العام الماضي، فقال «هذه هي حلقة أخرى من حلقات تاريخ الكنيسة الكلدانية، والتي تُعرف باسم كنيسة الشهداء. لقد تعرضت الكنيسة عبر تاريخها الطويل الى كثير من المتاعب والإضطهاد ولكنها بقيت صامدة».
Leave a Reply