بلال شرارة
أنا لست خبيراً فـي لعب الورق. أنا مجرد لاعب. إذن كيف سأزعم انني أملك اوراق اللعبة؟ أنا أساساً لا يوجد لي مكان على مقاعد طاولة اللعب فـي: «كازينو الشرق الاوسط». أنا فـي هذا المناخ والطبيعة واللحظة السياسية مجرد ورقة فـي مهب الريح.
أنا لا شيء، اذكر بالأمس صادفت نفسي على المرآة فرفعت يدي، ثم انتبهت الى ذلك فضحكت من «جريح قلبي».
كل يوم أزعم أملاً جديداً قادماً من جهة ما، من حجر أو «شبرية» فلسطينية، من تحرير الانبار، من الشيخ مسكين أو نبل والزهراء، من انفجار صاروخ «توشكا» أو تقدم جديد للتحالف السعودي وجيش هادي منصور نحو تلال صنعاء، من رفض مجلس نواب ليبيا فـي طبرق منح ثقته لحكومة «التحالف الوطني» التي من مهامها (الدولية) تشريع التدخل الأجنبي.. من إعلان المرجع الاعلى للطائفة الشيعية اية الله السيستاني أنه لن يتدخل بعد الآن بالسياسة عبر الخطب التي تلقى بإسمه أيام الجمعة.
أليست الأمور تسير الى الخلف؟ أيهما سيتقدم على الآخر فـي فلسطين، فكرة الانتفاضة أو التمرد أو القيامة أو الدولة الفدرالية تحت الوصاية الاردنية؟ من سينتصر؟ دولة الإخوان فـي غزة أم الميناء النفطي القطري-الأطلسي العائم؟ هل سيتقدم الحل السياسي فـي سوريا أم أن مشروع الحسم العسكري ممكن؟ كم عراق سنواجه ومن سيحرر نينوى: الحشد الشيعي أم السني أم الكردي؟ هل سيكون للاكراد دولة أم مجرد حكم ذاتي هنا وهناك فـي: العراق وتركيا وسوريا وإيران؟ هل ستبقى جبال أراكس الارمنية بيد تركيا؟ هل نحن مع «الكفار» فـي أرمينيا أم مع أذربيجان فـي الحرب من اجل ناغورني قره باخ؟ هل نحن مع التدخل الروسي فـي سوريا و توسعه نحو العراق واستيقاظ الطموحات الروسية نحو مصر أم أن روسيا تضغط بالقوة الجوية على «الحضن السني» لـ«داعش»؟ هل أن روسيا امبريالية أم ماذا؟ هل ما يجري على مساحة الشرق الأوسط صراع امبرياليات أم انه تقاسم نفوذ ومصالح بين الدول الصناعية الكبرى (7 + 1) فـي اطار مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ هل أن الدخول الصيني على الخط استثمار اقتصادي أو أنه ترجيح لكفة على أخرى بمواجهة التفرد ومشروع الدولة القائدة؟ هل ستتغير خريطة السياسات والتحالفات والأدوار فـي الشرق الاوسط وآسيا بعد بدء تنفـيذ اتفاق ايران مع دول «5 + 1»؟ هل وهل… عشرات الاسئلة وأنا بصراحة وسط هذه الغابة من القلق لا افهم شيئاً! لو أن الامور تعود بسيطة مثل اكتشاف (نيوتن) قانون الجاذبية من خلال سقوط التفاحة من على رأس الشجرة تواً على رأس العالم، لو أن جدنا آدم لم يقطف التفاحة لجدتنا حواء.
لو أن..؟
ثم بعد كل هذا ماذا تراني فاعل؟ وأنا الأمور بالنسبة لي «كردي وحيط» و«جندي فز عالحيط»..
هنا عندنا -فـي الجنوب- الموت أسهل وأشرف. إسرائيل من أمامنا والنفط من ورائنا وما لنا والله إلا النصر أو الاحتراق.
اذن سأذهب نحو الجنوب.
Leave a Reply