روى الكاتب الأميركي الساخر آرت باكوالد، إنه في أوروبا وبعد الحرب العالمية، خلّف مجموعة من أصدقائه الصحافيين. قرَّر أحدهما الانصراف إلى التجارة. بعد سنوات، قرروا إقامة مبنى للجمعية الصحافية في باريس، فجمعوا نحو ثلث المبلغ المطلوب. تذكرواصديقهم، فذهبوا إليه وعرضوا عليه المساهمة، فكان جوابه: دعكم من هذا، كم هي تكلفة المبنى؟
***
مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، كانت تدعو في كلماتها في الحفلات الخيرية، إلى اقتباس أفكار الحياة الأميركية التي تشجع روح الإحسان. فالأميركيون لا يتباهون بسياراتهم وقصورهم بقدر ما يتباهون بإحسانهم. تراهم يشجعونك لكسب الملايين، لكنهم ينتظرون منك أن تتبرع منها بالكثير لأعمال الخير والمنفعة العامة. وكذلك سيدة المجتمع الأميركي لا تتباهى بمجوهراتهاوحفلاتها، بل بتصدقاتها. تطبيق هذه الذهنية في جاليتنا يتطلَّب عملية غسل دماغ!
***
عندما فكَّر برنارد شو، الأديب البريطاني الساخر، بالتقاعد في الريف الإنكليزي، ظلَّ يبحث طويلاً عن مكانٍ مناسب، حتى زار قرية صغيرة. دخل مقبرتها البسيطة، فقرأ على أحد شواهدها: «هنا ترقد جين ويلز، ماتت في عز شبابها، في الرابعة والثمانين من عمرها».حينها قال شو: «القرية التي يعتبر أهلها سن الثمانين شباباً، جديرة بالعيش فيها». وهكذا كان. انتقل إليها وعاش فيها معمّراً حتى سن الرابعة والتسعين.
***
نظر سعد زغلول – الزعيم المصري – في أوراق أستاذ مصري حصل على زمالة دراسيَّة في فرنسا، فوجد أنه كانت له زوجة وعدد من الأطفال، فقال له: «كيف يا ولدي ستدرس وتعيش مع عائلتك على راتب تلميذ». فأجاب: «سأطلقها يا معالي الوزير». شرح سعدزغلول على أوراقه بالرفض قائلاً: «هذا رجل لا يؤتمن على تربية أبناء البلاد».
***
اشتكى محمد علي الكبير، رائد نهضة مصر الأولى، بأن المبعوثين الذي أرسلهم إلى فرنسا لتعلم الصناعة، دأبوا على قضاء وقتهم في الأنس والطرب والفرفشة. هذه المقاهي –أو القهاوي– المنتشرة في ديربورن وضواحيها، تجعل شبابنا Cool ومسطولين على طول، تماماً كما سمح الاستعمار البريطاني بتعاطي الأفيون في الصين، وكما سمح الاستعباد الحديث بنشر المخدرات والكحول في مجتمعات الأفارقة الأميركيين.
Leave a Reply