المعلم يلمّح إلى يورانيوم إسرائيلي فـي «الكُبَر»
دمشق – شهد الأسبوع الماضي تطورات جديدة على «الملف النووي السوري» حيث ذكر دبلوماسيون غربيون أنّ مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا على آثار لمادة اليورانيوم في الموقع الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في دير الزور العام الماضي، والذي تزعم واشنطن أنه «مفاعل نووي». فيما لمحت دمشق التي انتقدت هذه التسريبات إلى أن اليورانيوم قد يكون من المقذوفات الإسرائيلية أثناء الغارة.
وأشار الدبلوماسيون إلى أنّ مفتشي الوكالة لحظوا وجود تلوّث باليورانيوم في بعض العينات التي أخذت من الموقع في حزيران (يونيو) الماضي، لكنهم أوضحوا أنّ هذا الأمر ليس كافياً للخروج بخلاصات حاسمة في التحقيق الذي تجريه الوكالة، لكنه رغم ذلك يثير العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى توضيحات.
ولفت الدبلوماسيون إلى أنّ هناك العديد من العينات أخذت من الموقع ولم يجر تحليلها بعد، لكنهم أكدوا أن ما وجد من آثار كان ليورانيوم «منتج من قبل البشر، وليس مجرّد (يورانيوم) متواجد في الطبيعة»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه «لا يوجد دليل على وجود وقود نووي أو نشاط (لإنتاجه) هناك».
وكانت «وكالة الطاقة» قد وصفت التسريبات الإعلامية بأنها محاولة للتأثير على النتائج التي ستخلص إليها. وقالت المتحدّثة باسم الوكالة، ميليسا فليمينغ، إن تقويم المشاهدات عقب الزيارة التي جرت في حزيران للموقع لم ينته، وإنه لا حكم سيصدر عليها قبل صدور التقرير.
من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا تنتظر تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، «لكي تردّ عليه». وأعرب عن استغرابه الشديد من انجرار وسائل الإعلام العربية وراء التسريبات التي نقلت عن مسؤولين غربيين ومن دون تسميتهم «كأنها تحاول أن تبرر العدوان الإسرائيلي على موقع الكبر»، مشيراً إلى أنه «كانت هناك عناوين عريضة، وكأنهم حرروا فلسطين». ووصف المعلم ذلك بأنه «حملة». وقال إن «التسريب الإعلامي الذي صدر عن مسؤولين غربيين من دون ذكر أسمائهم، وقبل أن يقدم الدكتور البرادعي تقريره إلى مجلس المحافظين، مؤشر واضح إلى أن هدف هذا العمل برمّته هو إيجاد ورقة ضغط على سوريا، بمعنى أن الموضوع ليس تقنياً بل هو سياسي». كما نبّه إلى أن «الشكوى الأميركية التي قدمت لوكالة الطاقة الذرية بعد سبعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على الموقع، تقول إن الموقع هو مفاعل قيد الإنشاء ولم يقولوا إنه قيد التشغيل».
والسؤال الذي يطرح نفسه، بحسب المعلم، «هو من أين جاءت ذرات هذا اليورانيوم المخصّب؟». وأضاف «ألم يسأل أحد ما هو نوع المقذوفات الإسرائيلية، وماذا كانت تحتوي لدى تدمير هذا المبنى؟»، في اتهام مباشر لإسرائيل بأنها قد تكون استخدمت اليورانيوم المخصّب لتدمير موقع الكبر العام الماضي. وتابع «ألم يسأل أحد الإعلاميين أن للولايات المتحدة ولإسرائيل سوابق في استخدام اليورانيوم المخصّب، سواء في العراق أو في جنوب لبنان أو في أفغانستان».
وتعمل الوكالة الذرية على إعداد تقرير استقصائي حول سوريا، وذلك للمرة الأولى، وهو ما يعتبره دبلوماسيون إشارة إلى أن الوكالة وجدت علامة ما على نشاط غير معلن في موقع دير الزور.
ووضعت الوكالة الذرية سوريا كبند على جدول الأعمال الرسمي في اجتماع نهاية العام لمجلس المحافظين، الذي يعقد يومي 27 و28 تشرين الثاني الحالي.
وبحسب جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين، الذي يضم ممثلين عن 35 دولة، سيتم النظر في تقرير من مدير الوكالة محمد البرادعي حول سوريا، يشبه في هيئته التقارير التي تصدر بصورة فصلية بشأن تحقيقات الوكالة في البرنامج النووي الإيراني.
وقال دبلوماسي بارز في فيينا، إنه «من الواضح أن الوكالة تعتقد أن لديها شيئا مهما بما يكفي لتقديم تقرير لوضع سوريا على جدول الأعمال بعد كوريا الشمالية وإيران مباشرة»، فيما أشار دبلوماسي معتمد لدى الوكالة إلى أنه «ليست لدينا كلمة صارمة بشأن ما وجده المفتشون (في الموقع)، سوى أن النتائج تشير إلى أن هناك المزيد من الأسئلة التي تحتاج للمتابعة». وأشار دبلوماسيون آخرون إلى أنّ الوكالة قيّمت الآن في ما يبدو كل العينات البيئية، لكن لم تتضح النتائج بالضبط وهو ما سيتضمنه التقرير.
Leave a Reply