علي حرب – «صدى الوطن»
قامت مقاطعة أوشيانا (غرب ميشيغن) بمراجعة وتعديل إجراءاتها المتبعة لدى توقيف النساء المحجبات بعد عقدها تسوية قضائية مع المواطنة العربية الأميركية فاطمة دكروب (35 عاماً) التي رفعت، العام الماضي، قضية فدرالية ضد المقاطعة ودائرة الشريف التي أجبرتها على خلع حجابها عند اعتقالها بتهمة القيادة برخصة منتهية الصلاحية.
![]() |
فاطمة دكروب الى جانب المحامي نبيه عياد أثناء الإعلان عن الدعوى القضائية في 28 أيار (مايو) 2015.(أرشيف) |
وقد تضمّنت القضية اتهام دكروب، وهي من سكان مدينة ديربورن، لدائرة الشريف في مقاطعة أوشيانا بالتعدي على حريتها الدينية حيث أجبرها ثلاثة من عناصر الدائرة الذكور على خلع حجابها بعدما رفضوا الامتثال لطلبها بإحضار عناصر نسائية لتفتيشها، بما يتناسب مع معتقداتها الدينية.
واعتقلت دكروب أثناء تجوالها بسيارتها على ضفاف بحيرة ميشيغن، وكانت بحوزتها رخصة قيادة سارية المفعول، صادرة عن دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت قد استخدمتها لاستئجار السيارة في رحلتها السياحية.
وتعرضت دكروب لمعاملة عنصرية عند توقيفها من قبل الشرطة التي قامت بالاتصال بدائرة الهجرة لاستكشاف وضع إقامتها، مع العلم أنها مواطنة أميركية.
وتقع مقاطعة أوشيانا الى الشمال من مدينة غراند رابيدز ثاني أكبر مدن ولاية ميشيغن. ويبلغ عدد سكانها حوالي 25 ألف نسمة فقط، ومركزها مدينة هارت.
وفي أعقاب رفعها للقضية الفدرالية، في شهر أيار (مايو) 2015، عبرت دكروب في مؤتمر صحفي عن مرارة التجربة التي مرت بها في دائرة الشريف في مقاطعة أوشيانا، وقالت: «لقد شعرت فعلا بالإهانة والإذلال»، وأضافت: «تشعر بأنك تنتهك ولا يمكنك أن تفعل شيئاً.. لقد كنت خائفة من أن أرفض طلباتهم حتى لا يلحقني مكروه كما يحصل على التلفزيون». وتابعت بالقول «يمكنهم أن يفعلوا أي شيء ويدعوا بأنني قمت بمقاومتهم.. كان ذلك الفصل الأسوأ في حياتي على الإطلاق».
وبحسب التسوية القانونية مع دكروب، بدأت المقاطعة بتطبيق إجراءات خاصة لدى توقيف النساء المسلمات اللواتي لن يطلب منهن خلع الحجاب بعد الآن إلا بحضور شرطيات حصراً، كما أن المقاطعة ستقوم بتوفير حجابات مؤقتة للموقوفات في الحجز.
ولم تتلق دكروب أي مبلغ مالي نتيجة التسوية، بحسب مدعي مقاطعة أوشيانا جيمس داير، الذي أبلغ محطات تلفزة محلية بأن مقاطعة أوشيانا كانت تقوم بمراجعة سياساتها مع النساء المحجبات، قبل أن ترفع دكروب القضية.
من ناحيته، أشاد المحامي نبيه عياد، مؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، بالتسوية مع موكلته التي اعتبرها «انتصار جديد» في سياق «النضال من أجل العدالة والدفاع عن حقوق النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب وهو انتصار من شأنه أن يحمي واحدا من الحقوق الأساسية، وهو حق حرية التدين وممارسة المعتقدات الدينية».
تجدر الإشارة إلى أن مدينتي ديربورن وديربورن هايتس قد عمدتا إلى تعديل سياساتهما في التعامل مع المحجبات بعدما رفعت ضدهما قضايا مماثلة.
Leave a Reply