ذكرت مجلة “تايم” أن كل المؤشرات تدل على أن الحرب في أفغانستان تتجه نحو عودة شيء من السلطة إلى حركة طالبان، وأشارت إلى أن الهدف الإستراتيجي لزيادة القوات الأميركية الآن هو تمهيد الطريق أمام تسوية مقبولة مع طالبان. ومن هذه المؤشرات التي استندت إليها المجلة تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أثناء وجوده في باكستان أخيرا حين قال إن طالبان جزء من النسيج السياسي الأفغاني، مما يدحض أي فكرة تشير إلى إمكانية إقصاء الحركة بقوة السلاح. ثم إن القائد الميداني ستانلي ماكريستال قال لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن “الحل السياسي نتيجة لا مفر منها، وهي النتيجة الصائبة لزيادة القوات البالغ قوامها ثلاثين ألف جندي”. كما أن قائد القيادة الوسطى دايفد بتراوس تحدث لصحيفة تايمز عن التسوية السياسية، ولكنه أكد ضرورة تكثيف القتال في البداية بهدف إضعاف طالبان وتحريرها من فكرة انتصارها في الميدان. وأشار بتراوس إلى أن تسديد صفعة قوية لطالبان قد يمهد الطريق أمام الحوار المباشر معها، وربما بمشاركة باكستانية. ولفتت “تايم” إلى أن هذا الإجماع يأتي في جزء منه نتيجة الإدراك لمدى قدرة باكستان على القتال واستعدادها لذلك، لا سيما أن الجيش الباكستاني صرح مرارا خلال زيارة غيتس الأسبوع الماضي بأنه لا يعتزم البحث عن ملاذات المتمردين الأفغان في شمال وزيرستان، بحجة أن ذلك يفوق طاقته. كما أن إسلام آباد تنظر إلى طالبان الأفغانية وما يرافقها من جماعات مسلحة مقيمة في باكستان كمصدر أمل لها في دحر النفوذ الهندي بأفغانستان واستعادة ما فقدته من نفوذ لدى خروج طالبان من الحكم عام 2001. فبدلا من كسرها لطالبان، أخذت باكستان تتحدث مع قادة الحركة وتحث واشنطن على القيام بذلك، وبدت لغة المسؤولين الأميركيين في الأسابيع الأخيرة تتبنى التصور الباكستاني، وهو ما يحاول أن يفعله كذلك الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لا سيما بعد مطالبته بشطب بعض أسماء قادة الحركة من القائمة الأممية للمشتبه بهم في الإرهاب. ويعتقد بعض المحللين، منهم الصحفي والخبير بشؤون طالبان أحمد رشيد، أن الحركة على استعداد للتوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة لأنها تدرك أن قدرتها محدودة. ويوضح رشيد أن طالبان قد تستطيع منع كرزاي من حكم معظم أراضي البلاد، ولكن القوة النارية الأميركية ستمنعها هي أيضا من السيطرة. كما أن الملاذات الآمنة التي يتمتع بها بعض قادتها في باكستان قد تجعلهم أكثر هشاشة للضغوط السياسية من قبل الجيش الباكستاني من أجل التسوية. وفي الختام ترجح مجلة “تايم” تكثيف القتال فيي أفغانستان على مدى العام المقبل رغم الإجماع المتنامي على أن الحل السياسي أمر محتوم. ولكن المنافسة ستكون على الشروط التي بموجبها ستستأنف طالبان دورها في حكم أفغانستان وليس على ما إذا كانت ستلعب أي دور على الإطلاق.
Leave a Reply