نيويورك – قال محامو خمسة رجال مسلمين اعتقلتهم السلطات الاميركية لمدة خمسة اشهر دون محاكمة عقب هجمات 11 ايلول (سبتمبر) ان الحكومة الاميركية ستدفع 1،26 مليون دولار لهؤلاء الرجال لتسوية دعوى رفعوها ضد حبسهم بطريقة غير قانونية وإساءة معاملتهم قبل اطلاق سراحهم في اخر الامر بعدما جرت تبرئتهم من أي صلة بالارهاب لكنهم رحّلوا بعد ذلك. وزعم الرجال انهم عوملوا بطريقة غير انسانية ومهينة في مركز اعتقال في بروكلين في نيويورك، بما في ذلك الحبس الانفرادي والضرب المبرح والاساءة اللفظية المستمرة والمنع من الاتصال بأسرهم ومحامييهم. وقالت ريتشيل ميروبول وهي محامية بمركز الحقوق الدستورية الذي رفع القضية امام محكمة بروكلين الفيدرالية انها اكبر تسوية حتى الان لمزاعم اساءة المعاملة في الولايات المتحدة في اعقاب هجمات “11 أيلول”.
وسيحصل أحد الرجال ويدعى ياسر ابراهيم على القسط الاكبر من التعويض وهو 356،250 دولارا تخصم منها الرسوم القضائية. وقال في بيان لمركز الحقوق الدستورية “بعد سبع سنوات طوال اشعر بالارتياح لانني سأتمكن من اعادة بناء حياتي”. وأضاف “حُرمنا من حقوقنا واسيئت معاملتنا ببساطة.. بسبب ديننا ولون بشرتنا.. اعرف انني وآخرين لا نزال متأثرين بما حدث وان الجاليات (الاسلامية) في أميركا ستظل تشعر بالتداعيات. امل بصدق الا يحدث ذلك ثانية”. ووجاء في الدعوى ان الاثنين اعتقلا يوم 30 أيلول عام 2001 واحتجزا لثمانية اشهر حتى بعدما نصت مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في السابع من كانون الاول (ديسمبر) على عدم وجود صلة لهما بالجماعات الارهابية. وخلص تقرير لمكتب المفتش العام بوزارة العدل عام 2003 الى ان بعض مسؤولي السجن دفعوا المعتقلين للارتطام بالجدران ولووا اذرعهم وايديهم بطرق مؤلمة وقيدوا ارجلهم بالاغلال وعاقبوهم بابقائهم مقيدين لفترات طويلة. وقال التقرير ان التسجيلات المصورة اظهرت ان بعض العاملين في مركز الاعتقال “اساءوا التعامل مع عمليات التفتيش بلا ملابس والقيود لمعاقبة المعتقلين وان الضباط سجلوا على نحو غير ملائم وغير قانوني اجتماعات المعتقلين مع محاميهم”.
وقالت الدعوى ان بعض رافعيها ضربت وجوههم في حائط لدى دخولهم السجن وان الشريط يظهر قميصا عليه العلم الاميركي وقد لطخ بالدماء ويقال لهم “مرحبا في اميركا”. ورافعو الدعوى الاخرون هم اشرف ابراهيم الذي يعيش الان في مصر والباكستاني اصف الرحمن صافي الذي يعيش الان في فرنسا والطبيب الباكستاني السابق شاكر بالوخ الذي يعيش حاليا في كندا.
Leave a Reply